الموضوعات التوجيهية التربوية / بناء العقيدة وتأسيسها ـ وتعميق مفهوم الايمان |
1185
10:14 صباحاً
التاريخ: 7/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2812
التاريخ: 5-7-2022
1949
التاريخ: 17-1-2016
2394
التاريخ: 20-4-2016
2774
|
يمكن تحقيق هذا بشتى الأساليب والأنواع الأدبية، في الشعر والقصة، والتراجم والسير والمقالة، والحوارية، كل هذه الأنواع تصلح لاستيعاب هذه الموضوعات، وتحقيق الغاية منها، ولقد أسهم عدد كبير من الأدباء في مثل هذه الموضوعات(1).
والمهم أن تنال هذه الموضوعات عناية خاصة من الأدباء في طريقة عرضها، وأسلوب تناولها، لكي يتسنى للطفل فهم عقيدته، وتمثلها في حياته. ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحاط الأديب بموضوعه، وفهمه فهماً عميقاً واضحاً، مع درايته بما يناسب الطفل وما يتلاءم مع المرحلة التي يكتب لها، فضلا عن فهمه للفطرة الإنسانية كما خلقها الله (عز وجل)، مزودة بالحواس والملكات والوسائل التي تمكنه من معرفة عقيدته: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].
والطفل بفطرته يتلهفُ للجوء والركون إلى قوة عظيمة تشد أزره وتوجهه، وتفسر له كثيراً من ألغاز الحياة، أي بفطرته مهيأ لفهم عقيدته التي تصله بربه (عز رجل)، وتجعله مطمئناً واثقاً في حياته.
ولا يصل الطفل إلى العقيدة بالاستدلال المنطقي، أو بفحص الوقائع التي ترد إليه عن طريق حواسه، وإنما يتمثلها فيما يتمثل من أحكام وأفكار ومشاعر عن طريق والديه وأهله وأساتذته وعشيرته ومجتمعه، والطفل قادر على امتصاص كثير من العواطف والمشاعر والمعارف من هذه البيئات المحيطة به(2)، والكتاب وسيلة مؤثرة في حياة الطفل يستعين بها الوالدان والأساتذة والمجتمع لتصوير العقيدة، ولتقديم النماذج والصور التي تمنح الطفل هذه المشاعر والمعارف لبناء عقيدته. ولا سيما أن عاطفة التدين في الطفولة مظهر من مظاهر الخلق عند الأطفال، وما يبذر في نفس الطفل في مراحله المبكرة سيظهر أثره في حياته، والعقيدة تترسخ شيئاً وشيئاً من خلال هذه الصور، وتختلط في أعماق الوجدان مع كينونة الإنسان منذ أيام الطفولة(3).
وتنمية الإيمان في نفوس الأطفال لا تحتاج إلى تعقيدات المصطلحات وتقسيمات أصحاب الجدل، وإنما تحتاج إلى الأسلوب القرآني الواضح الدقيق، الذي يثير في وجدان الطفل وفكره ذلك التطلع الواعي إلى قدرة الله (عز وجل)، ويربط بين مظاهر الكون وعظمة الله وعلمه وحكمته وقدرته، ويفتح منافذ الوعي لمعرفة الله (عز وجل)(4).
ومهمة الأديب شاقة حين يتصدى للكتابة من أجل الأطفال في هذه الموضوعات، لأنه مكلف بتحقيق المزية الفنية فيما يكتب ليكون أدباً، مع مراعاة مستوى الأطفال وقدراتهم ومدى خبراتهم، وتحقيق أهداف الموضوعات التي يختارها ليكون ما يكتبه واضحاً ذا قيمة، قادراً على التفاعل مع تفكير الأطفال ووجدانهم.
والأمر الأهم أن يكون على بينة ووضوح لأمور العقيدة، وموضوعات الإيمان: أركانها وأطرافها، حتى لا تصبح كتابته ترداداً لكلمات أو مصطلحات مما أغرم به كثير من ضيقي النظر، من حفظة المصطلحات ومحبي الجدل، ولن يتحقق ذلك للأديب إلا باطلاعه الواسع على كتاب الله (عز وجل)، مع فهم لما ورد في تفسير الآيات الدالة على العقيدة، المثيرة لوجدان الطفل لكي يرتوي من معينها. والأديب أيضاً بحاجة للاطلاع على ما ورد في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم في أقوال الصحابة (رضوان الله عليهم)، والتابعين حول موضوع العقيدة، ليكون في وسعه اختيار ما يراه مناسباً لكل سن ومرحلة من مراحل الطفولة، ولا يكفي الأديب في هذا الشأن ما ورثه أو حفظه من بعض الآيات، أو ما يمكن أن يستخلصه من التأمل الفكري في بعض السور القرآنية كما يفعل بعضهم.
ويمكن أن تدور هذه الموضوعات حول معاني بعض الآيات أو السور القصيرة التي لها صلة بجانب من جوانب العقيدة، أو حول حديث شريف، فيكون له صلة بالتفسير أو شرح الحديث.
ويمكن اختيار حوادث من السيرة النبوية أو التاريخ الإسلامي فيكون للموضوع صلة بالتاريخ أيضاً.
ويمكن أن يكون للموضوع صلة بمظهر من مظاهر الكون: من نجوم وكواكب وشمس وقمر وليل ونهار وبرق ورعد، ورياح ونبات وحيوان.. الخ. أو بصورة من صور الاكتشافات والإبداعات العلمية الحديثة والقديمة.
وأما طريقة عرض هذه الموضوعات فإنه يخضع لاختيار الكاتب وتقديره لما يناسب الفكرة والمستوى الذي يريد الكتابة له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ لقد كتب عدد كبير من الكتاب والشعراء الإسلاميين للأطفال في هذا المجال، نذكر منهم على سبيل المثال، (عبد الودود يوسف، محمود أبو الوفا، إبراهيم أبو عبادة، يوسف العظم، عبد التواب يوسف، محمد موفق سليمة، عبد القادر حداد، محمد أحمد برانق، يحيى الحاج يحيى، محمد عدنان غنام، وغيرهم.
2ـ الكتاب السنوي للجمعية المصرية، للدراسات النفسية: د / سمية أحمد فهمي، وحدة لتنمية الشعور الديني عند الأطفال / 53.
3ـ التربية وطرق التدريس: د / عبد الكريم عثمان رحمه الله.
4ـ هموم داعية: للشيخ محمد الغزالي / 51.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|