المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الموضوعات التوجيهية التربوية / بناء العقيدة وتأسيسها ـ وتعميق مفهوم الايمان  
  
1185   10:14 صباحاً   التاريخ: 7/11/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص195 ــ 197
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يمكن تحقيق هذا بشتى الأساليب والأنواع الأدبية، في الشعر والقصة، والتراجم والسير والمقالة، والحوارية، كل هذه الأنواع تصلح لاستيعاب هذه الموضوعات، وتحقيق الغاية منها، ولقد أسهم عدد كبير من الأدباء في مثل هذه الموضوعات(1).

والمهم أن تنال هذه الموضوعات عناية خاصة من الأدباء في طريقة عرضها، وأسلوب تناولها، لكي يتسنى للطفل فهم عقيدته، وتمثلها في حياته. ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحاط الأديب بموضوعه، وفهمه فهماً عميقاً واضحاً، مع درايته بما يناسب الطفل وما يتلاءم مع المرحلة التي يكتب لها، فضلا عن فهمه للفطرة الإنسانية كما خلقها الله (عز وجل)، مزودة بالحواس والملكات والوسائل التي تمكنه من معرفة عقيدته: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].

والطفل بفطرته يتلهفُ للجوء والركون إلى قوة عظيمة تشد أزره وتوجهه، وتفسر له كثيراً من ألغاز الحياة، أي بفطرته مهيأ لفهم عقيدته التي تصله بربه (عز رجل)، وتجعله مطمئناً واثقاً في حياته.

ولا يصل الطفل إلى العقيدة بالاستدلال المنطقي، أو بفحص الوقائع التي ترد إليه عن طريق حواسه، وإنما يتمثلها فيما يتمثل من أحكام وأفكار ومشاعر عن طريق والديه وأهله وأساتذته وعشيرته ومجتمعه، والطفل قادر على امتصاص كثير من العواطف والمشاعر والمعارف من هذه البيئات المحيطة به(2)، والكتاب وسيلة مؤثرة في حياة الطفل يستعين بها الوالدان والأساتذة والمجتمع لتصوير العقيدة، ولتقديم النماذج والصور التي تمنح الطفل هذه المشاعر والمعارف لبناء عقيدته. ولا سيما أن عاطفة التدين في الطفولة مظهر من مظاهر الخلق عند الأطفال، وما يبذر في نفس الطفل في مراحله المبكرة سيظهر أثره في حياته، والعقيدة تترسخ شيئاً وشيئاً من خلال هذه الصور، وتختلط في أعماق الوجدان مع كينونة الإنسان منذ أيام الطفولة(3).

وتنمية الإيمان في نفوس الأطفال لا تحتاج إلى تعقيدات المصطلحات وتقسيمات أصحاب الجدل، وإنما تحتاج إلى الأسلوب القرآني الواضح الدقيق، الذي يثير في وجدان الطفل وفكره ذلك التطلع الواعي إلى قدرة الله (عز وجل)، ويربط بين مظاهر الكون وعظمة الله وعلمه وحكمته وقدرته، ويفتح منافذ الوعي لمعرفة الله (عز وجل)(4).

ومهمة الأديب شاقة حين يتصدى للكتابة من أجل الأطفال في هذه الموضوعات، لأنه مكلف بتحقيق المزية الفنية فيما يكتب ليكون أدباً، مع مراعاة مستوى الأطفال وقدراتهم ومدى خبراتهم، وتحقيق أهداف الموضوعات التي يختارها ليكون ما يكتبه واضحاً ذا قيمة، قادراً على التفاعل مع تفكير الأطفال ووجدانهم.

والأمر الأهم أن يكون على بينة ووضوح لأمور العقيدة، وموضوعات الإيمان: أركانها وأطرافها، حتى لا تصبح كتابته ترداداً لكلمات أو مصطلحات مما أغرم به كثير من ضيقي النظر، من حفظة المصطلحات ومحبي الجدل، ولن يتحقق ذلك للأديب إلا باطلاعه الواسع على كتاب الله (عز وجل)، مع فهم لما ورد في تفسير الآيات الدالة على العقيدة، المثيرة لوجدان الطفل لكي يرتوي من معينها. والأديب أيضاً بحاجة للاطلاع على ما ورد في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم في أقوال الصحابة (رضوان الله عليهم)، والتابعين حول موضوع العقيدة، ليكون في وسعه اختيار ما يراه مناسباً لكل سن ومرحلة من مراحل الطفولة، ولا يكفي الأديب في هذا الشأن ما ورثه أو حفظه من بعض الآيات، أو ما يمكن أن يستخلصه من التأمل الفكري في بعض السور القرآنية كما يفعل بعضهم.

ويمكن أن تدور هذه الموضوعات حول معاني بعض الآيات أو السور القصيرة التي لها صلة بجانب من جوانب العقيدة، أو حول حديث شريف، فيكون له صلة بالتفسير أو شرح الحديث.

ويمكن اختيار حوادث من السيرة النبوية أو التاريخ الإسلامي فيكون للموضوع صلة بالتاريخ أيضاً.

ويمكن أن يكون للموضوع صلة بمظهر من مظاهر الكون: من نجوم وكواكب وشمس وقمر وليل ونهار وبرق ورعد، ورياح ونبات وحيوان.. الخ. أو بصورة من صور الاكتشافات والإبداعات العلمية الحديثة والقديمة.

وأما طريقة عرض هذه الموضوعات فإنه يخضع لاختيار الكاتب وتقديره لما يناسب الفكرة والمستوى الذي يريد الكتابة له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ لقد كتب عدد كبير من الكتاب والشعراء الإسلاميين للأطفال في هذا المجال، نذكر منهم على سبيل المثال، (عبد الودود يوسف، محمود أبو الوفا، إبراهيم أبو عبادة، يوسف العظم، عبد التواب يوسف، محمد موفق سليمة، عبد القادر حداد، محمد أحمد برانق، يحيى الحاج يحيى، محمد عدنان غنام، وغيرهم.

2ـ الكتاب السنوي للجمعية المصرية، للدراسات النفسية: د / سمية أحمد فهمي، وحدة لتنمية الشعور الديني عند الأطفال / 53.

3ـ التربية وطرق التدريس: د / عبد الكريم عثمان رحمه الله.

4ـ هموم داعية: للشيخ محمد الغزالي / 51. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.