المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المبارزة
2024-11-27
حكم الطفي المسبي
2024-11-27
حكم السلب
2024-11-27
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الكرنب (الملفوف)
2024-11-27
حكم الكافر الحربي اذا اسلم
2024-11-27
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-27

الغلاف السميك للمكر حجاب لأرواح المنافقين
2023-10-02
مشكلات خاصة بالتليفزيون التربوي
31/10/2022
أنواع الشخصيات أثناء إجراء الحوارات الصحفية
11-4-2022
الاحتياجات البيئية للخوخ
6-1-2016
أبو العتاهية وأبو نواس
8-12-2017
القرآن هو النبع الفيّاض
23-10-2014


ضرورة المشاورة  
  
1652   02:17 صباحاً   التاريخ: 11/10/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص141ــ146
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016 10509
التاريخ: 2024-06-22 723
التاريخ: 16-2-2021 2610
التاريخ: 20-4-2016 2928

من الممكن أن يعيش الإنسان وحده في غابة من الغابات من دون أن يتعامل مع أحد. لكنه حينئذ سيعيش حياة الحيوانات. أما إذا أراد أن يعيش إنساناً فلابد أن يعرف أمرين:

الأول: أنه بحاجة إلى الآخرين، ولابد أن يتعاون معهم.

والثاني: أنه بحاجة إلى أن يستشير غيره في أموره.

إن كلمة «المشورة» هي صغيرة في لفظها، ولكنها كبيرة في معناها، ومغزاها، ونتائجها.

فمن أبرز مقومات الشعوب المتقدمة أنها مجتمعات تقوم على قاعدة العمل الجمعي، والاستشارة فيما بين رجالها.

والحديث الشريف الذي يقول: «ما خاب من استخار وما ندم من استشار»(1) يؤكد هذه الحقيقة.

فالجماعة التي تعتمد على الاستشارة بشكل متواصل هم أقدر من غيرهم في درأ الأخطار، وتحقيق الانجازات الكبرى.

إن الفرد الذي يرفض استشارة الآخرين هو أناني بطبعه وغير صالح، وكذلك الأمر مع المجتمع الذي لا يستشير أفراده فهو مجتمع غير صالح ، ولا يمكن أن ينجح.

ولا تكفي هنا النية والأمنية، فالجميع يتمنى النجاح وربما تكون نية الفرد صالحة، ولكن ذلك لا يكفي. بل لابد أن تكون عاداته وتقاليده أيضاً صالحة. ولا يمكن اعتبار الأنانية والسلوك المنفرد من الصلاح. خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن البديل عن الاستشارة هو الاستبداد، لأن كل من يرفض المشورة مع الآخرين والأخذ بآرائهم، يقع في مطب الاستبداد.

والاستبداد يجر إلى موبقات كثيرة أسهلها وأهونها موبقة الخصام، والانتقام، والحرب.

من هنا لابد أن تكون المشورة جزءاً من سياسة الفرد والأمة، وقانوناً في إدارة المجتمع، وإلا فإن الفشل سيكون حتمياً، لأن الله عز وجل وزع العقول على الناس، ومن يستشير الآخرين فهو يستفيد من عقولهم، كما يقول الإمام علي عليه السلام: «من شاور الرجال شاركها في عقولها».

ويقول: «أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله)).

فالذي يستشير غيره يستخدم كل العقل، أما الذي يستبد برأيه فهو يتصرف بنصف العقل، لأن عقله ليس مختلطاً مع عقول الآخرين.

يقول ربنا عز وجل وهو يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38].

ويأمر الله نبيه وهو أكمل الناس عقلاً، قائلا: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].

وهكذا فلا يمكن أن يستغني أحد عن الاستشارة حتى وإن كان ممن وهبه الله ذكاءً خارقاً وفكراً وقاداً، لأن من ازداد عقله ازدادت معرفته بأهمية الاستشارة. وإلا فلابد من الشك في فهمه وعقله.

إن الأكثر انتباهاً والأقدر على سرعة اتخاذ القرار هو أحوج من غيره إلى الاستشارة. لأن سرعة اتخاذ القرار تعني سرعة العطب أيضا، تماما كما أن السيارة التي تنطلق بسرعة كبيرة تكون أحوج إلى كوابح قوية، لأنها أكثر عرضة للأخطار من غيرها.

يقول المثل المعروف: «غلطة الشاطر بألف». فكلما كان الفرد أكثر ذكاء فهو بحاجة إلى استشارة أكبر لأن في المشورة على الأقل ما في الكوابح في السيارة من القدرة على إيقاف الفرد عن الانطلاق بشكل خاطئ.

في حالة الاستشارة يجب ان تبدأ من داخل الأسرة، فمن الضروري أن يستشير الرجل أهله وأولاده وأن يتعلم الإخوة أن يستشير بعضهم بعضاً، وأن يتعاونوا فيما بينهم.

فالعوائل التي تعتمد الاستشارة كواحد من تقاليدها تنجح داخلياً وخارجياً، بينما العوائل التي لا تعرف إلا الأوامر والنواهي تصدر من الكبار الى الصغار، ومن الأقوياء إلى الضعفاء فهي تعيش دائماً حالة من التخلف.

ثم ان الاستشارة يجب أن تفرز قوانين، ومؤسسات، ولجاناً.

فإذا حدث ذلك فإن القرارات التي تصدر تكون أقرب إلى الصواب والنجاح، وأبعد من الخطأ والفشل.

إن تاريخ الناجحين يثبت أنهم كانوا أكثر الناس استشارة في كل شيء، وفي جميع الظروف والأحوال.

فالمشاورة حالة حضارية تتطلبها الفطرة الإنسانية، وتؤكد عليها الديانات السماوية، وهي مدعاة للتطور والرقي في كل شؤون الحياة.

______________________________

(١) مصباح الكفعمي، ص٣٩٣. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.