الاتجاهات الحديثة في إخراج الصفحة الأولى- ثانيا: في مجال التصاميم الاساس |
1832
02:44 صباحاً
التاريخ: 10/10/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21/11/2022
1337
التاريخ: 4-8-2020
3041
التاريخ: 11-8-2021
2109
التاريخ: 15-8-2021
1459
|
الاتجاهات الحديثة في إخراج الصفحة الأولى- ثانيا: في مجال التصاميم الاساس
أسهمت التطورات الحديثة في مجال إخراج الصفحة الأولى في الكشف عن العديد من الاتجاهات الحديثة في مجال إعداد التصاميم الأساس لهذه الصفحة، وهو الجانب الخاص بتوزيع الوحدات الطباعية غير الثابتة عبر الصفحة، وذلك وفقاً لما يلي :
1- العمل بنظام المركز البصري لجذب القراء للوحدة الرئيسية :
فقد اسهم العديد من الدراسات الحديثة في مجال الكشف عن تفضيلات القراء حيال التصميم الأساس للصفحات في الخروج بعدة اتجاهات، تحكم النظرات الحديثة للقراء بما يستلزم الاستجابة لها عند وضع التصاميم الأساس للصفحات، فبينما كانت التصاميم التقليدية للصفحات تقوم على أساس وضع الوحدة الرئيسة في الصفحة في الركن العلوي الذي تبدأ منه القراءة على اختلاف هذا الركن بين اليمين أو اليسار تبعاً لاختلاف اللغة، مع وضع الوحدة الأقل أهمية في الركن الآخر، وهكذا حتى الانتهاء من توزيع بقية الوحدات عبر الصفحة، جاءت الدراسات الحديثة لتحدث تحولا كبيراً في هذا المجال، حيث أوضحت أنه لابد من إيجاد مركز بصري قادر على جذب انتباه القراء واستثمار ذلك في إبراز الوحدة الرئيسة بدلا من الاعتماد على الموقع الذي تنشر فيه الوحدة الرئيسة والذي يبدو ثابتاً بشكل يومي، بما يكسب الصفحات طابعاً رتيباً مملا.
وأشارت هذه الدراسات إلى أن أهمية المركز البصري الذي يعد أهم نقطة في الصفحة الأولى لا تتركز في جذب انتباه القراء واثارة اهتماماتهم بسرعة للوحدة الرئيسة فقط، وإنما يمكن أن يعمل على قيادة سلوك القراء البصري نحو الوحدات الأخرى الأقل أهمية، بما يشير إلى أن المظهر المنظم للصفحة ليس بكاف وحده لتحديد السلوك البصري للقراء .
ولقد أصبح مفهوم المركز البصري أكثر شيوعاً الآن، ولا سيما بالاعتماد على ما أكدته الدراسات التي أجريت في عام 1990م حول دور حركة العين في توجيه مسار القراء، التي أشارت إلى أن القراء لا يتجهون مباشرة إلى الوحدات المنشورة في الجزء العلوي من الصفحة فقط، وإنما يتحدد اتجاه أبصارهم إلى الوحدات على ضوء قدرتها على جذب انتباههم دون الارتباط بمواقعها وينطلق مفهوم المركز البصري من الاتجاهات القائمة على التحرر من القيود التقليدية، ويرتبط بمفهوم الإخراج المتجدد والمتعلق بطبيعة الأحداث المتغيرة، وكيفية تعبير الصحف عنها باستخدام الوحدات الطباعية بما تشتمل عليه من عناصر مختلفة قادرة على جذب انتباه القراء كالصور بأشكالها المختلفة والحروف بأحجامها وأشكالها المتعددة والألوان، إضافة الى التأثيرات الطباعية الأخرى، ويمكن للتصميم الاساس للصفحة أن يؤدي دوراً مهماً في هذا المجال، من خلال إبراز الموضوعات التي تستحق الظهور تبعاً لقيمتها الإخبارية دون التقيد بموقع يومي ثابت، وذلك لأن القراء ليس لديهم تصور محدد لكيفية سيرتهم أثناء مطالعتهم للصفحات الأولى، وإنما تتحدد مسيرتهم بالاعتماد على الهدف من الاطلاع على الصفحات، وهو ما يمكن استثماره - تبعاً لتطورات الأحداث اليومية - بالتركيز على أهم وحدة في الصفحة، وجعلها بمثابة المركز البصري بما يجذب القراء للصفحة، ويشجعهم على استكمال قراءتها .
ولأهمية أداء المركز البصري لدوره في توجيه مسارات أعين القراء، فإنه يجب التنبه إلى ضرورة إبراز مركز بصري واحد فقط عبر الصفحة، وذلك لأن وجود أكثر من مركز واحد في الصفحة يؤدي إلى تنازع هذه المراكز لاهتمام القراء بما يربك قراءتهم للصفحة، وقد يؤدي إلى تركهم مطالعتها.
ويتعلق بالعناصر الطباعية المستخدمة في الوحدة المكونة للمركز البصري ضرورة السعي لتحقيق التباين بين هذه العناصر، ذلك أن كثرة استخدام أحد العناصر كالصور مثلا يؤدي إلى افتقاد الصفحة للتباين والحركة، بما يؤدي إلى اضطراب الصفحة، وإلى إضعاف العناصر لبعضها، كما أنه من المهم - في إطار العمل على وضع التصميم الأساس للصفحة، في ظل الأخذ بهذا الاتجاه - تجنب فصل المركز البصري، مهما كانت العناصر المستخدمة في بنائه عن بقية الوحدات الأخرى المنشورة في الصفحة، لأن هذا الإجراء سيؤدي إلى تعامل القراب معه على أساس أنه وحدة مستقلة غير ذات صلة بالوحدات المشتركة معه في تصميم الصفحة، بما يقلل من أدائه لدوره، إذ قد يكتفي القراء بالاطلاع عليه دون النظر إلى بقية الوحدات الأخرى على أساس أنها غير ذات قيمة بالنظر إليه.
2- البناء الافقي للوحدات المنشورة :
وهو الاتجاه الذي تركز عليه الاستخدامات الوظيفية الحديثة للتصاميم الأساس للصفحات الأولى في الصحف المعاصرة كلما أمكنها ذلك، تبعاً لقدرته على إبراز الوحدات المنشورة، وعلى الاستجابة الفاعلة للنظريات العلمية المتعلقة بمجرى حركة أعين القراء، وذلك من خلال ما أثبتته الدراسات القائمة في هذا المجال من أن العرض الأفقي للوحدات المنشورة يقلل الوقت المطلوب لقراءتها، حيث ثبت أن قراءة وحدة طباعية مصفوفة باتساع عمود واحد فقط، تستغرق ضعف ما تستغرقه قراءة الوحدة نفسها متى صفت باتساع ثلاثة أعمدة، مع الأخذ في الاعتبار الحروف والتأثيرات الطباعية المستخدمة، وقدرات القراء الخاصة.
ورغم ذلك، فإن الاتجاهات الأفقية لم تكن حديثة الظهور، حيث عرفت بفعل تأثيرات التحرير الصحفي المرتبط باهتمامات القراء وبالذات مع وقوع الحرب الأهلية الأمريكية عام 1864م، وعمل الصحف على إبراز وقائعها عبر استخدام العناوين العريضة والممتدة على أكثر من عمود، إضافة إلى استخدام العناوين السماوية التي كانت تعلو لافتات الصحف ولكن هذه الاتجاهات لاقت شيوعاً كبيراً في الصحافة المعاصرة، بحيث غدت نقله جذرية، تستهدف القضاء على الاتجاهات الرأسية الكاملة التي كانت تسيطر على التصاميم الأساس للصفحات الأولى فيما مضى.
وتعتمد الاتجاهات الأفقية للوحدات التي يتوقف قرار استخدامها على نوعية الوحدات المكونة للصفحات مع علاقتها بالقواعد الرئيسة لأسس التصميم، وباعتبارات تحقق سرعة وسهولة القراءة على استخدام العناوين العريضة أو الممتدة وعلى حركة الوحدات الطباعية بالاتجاه الأفقي عبر الصفحة وبالذات ما يتعلق بالوحدات المقروءة أكثر من الوحدات المصورة، ذلك أن الاتجاهات الأفقية للوحدات المصورة رهن بطبيعة المناظر الماثلة في الصور الظلية أو الخطية المستخدمة، على العكس من الوحدات المقروءة التي يمكن التحكم في اتجاهات عرضها بما يتناسب مع الجهود الرامية إلى تيسير القراءة .
ويؤدي الأخذ بنظام العرض الأفقي للوحدات المنشورة في الصفحات الأولى إلى جملة من الإيجابيات التي تتناسب مع الأداء الوظيفي للإخراج الصحفي الحديث، إلى جانب مراعاته للمسرى الطبيعي لأعين القراء كما سبقت الإشارة، حيث يعمل هذا الاتجاه على تحقيق التباين بين الوحدات الأفقية وبين شكل الصفحة الرأسي، إضافة إلى زيادة فاعلية العناوين وإحياء نصف الصفحة السفلي عبر استخدام الأنواع الممتدة من العناوين فيها، وإتاحة فرصة قراءة الصفحة مطوية، بما يسهل على القراء مطالعة الوحدات المنشورة في جزأي الصفحة دون قطع، كما يتيح هذا الاتجاه القدرة على نشر الموضوعات كاملة دون الاعتماد على ترحيل بقاياها إلى الصفحات الداخلية، كما يمكن أن يوفر قدراً مناسباً من المساحات البيضاء المطلوبة لإنارة الصفحة من جراء إزالتها للجداول الطولية الواقعة داخل الوحدات الأفقية .
3- بناء الوحدات وفقا لنظام الكتل المتماسكة أو الوحدات المتعامدة .
ولعل من أبرز الاتجاهات الحديثة في مجال إعداد التصاميم الأساس للصفحات الأولى بناء الوحدات الطباعية المكونة لهذه التصاميم، وفقاً لطريقة الكتل المتماسكة أو الوحدات المتعامدة (Moduless) وهي الطريقة التي تقوم على أساس بناء الوحدات وفقاً لأشكال هندسية منتظمة ومستقلة بنفسها دون أن تتداخل مع غيرها من الوحدات. بحيث تشتمل الوحدة الواحدة على أربعة أضلاع، وذلك في محاولة للقضاء على الزوايا التي كانت تحدث في البناء التقليدي للوحدات حيث كانت الوحدات الطباعية تأخذ عند بنائها شكل الرقمين ٢و٦ من خلال تداخل زوائدها الرأسية مع غيرها من الوحدات .
وتستخدم هذه الطريقة الآن في أغلب صحف العالم التي تستعين بأنظمة وبرامج الإخراج الآلي بالاستفادة من الحاسبات الآلية، حيث صممت البرامج الحاسوبية الخاصة بذلك، للعمل على بناء الوحدات وفقاً لهذه الطريقة، وكان الاهتمام بهذه الطريقة قد بدأ منذ الستينيات الميلادية من هذا القرن، حيث قام العديد من الصحف في مختلف الدول المتقدمة بالعمل على اطراد بناء وحداتها الطباعية وفقاً لذلك، في إطار سعيها لتسهيل القراءة من خلال التخلص من قيود الأعمدة والزوايا، إضافة إلى التخلص من الأطر الزخرفية السميكة التي تستخدم في الفصل بين الوحدات، كما تزايد اعتماد أغلب صحف العالم المعاصرة على هذه الطريقة في بناء وحداتها، ومن هذه الصحف الصحف السعودية، التي بدأ بعضها حديثاً في استخدام هذه الطريقة وبالذات جريدة " عكاظ " التي التزمت في الغالب ببناء وحداتها وفقاً لهذا الاتجاه.
ولقد أثبتت الدراسات المبكرة لهذه الطريقة القي أجريت في السبعينيات الميلادية بعد توسع العديد من الصحف في الأخذ بها أن القراء يفضلون الصحف التي تبني وحداتها وفقاً لهذه الطريقة، ولا سيما تلك الصحف التي تقسم صفحاتها إلى ستة أعمدة .
ولعل من أبرز إيجابيات هذا الاتجاه الحديث في بناء الوحدات الطباعية وانعكاساته على علميات التصميم الأساس للصفحات الأولى تسهيل حركة أعين القراء عبر الصفحة تبعاً لمعرفتهم المسبقة بأماكن بداية ونهاية الوحدات التي يرغبون في الاطلاع عليها وذلك بالاستفادة من البناء الأفقي المستقل لكل وحدة، حيث يتيح ذلك انتقال القراء بسهولة في اتجاه أفقي لا يستلزم الصعود والنزول لمتابعة المتن الخاص بالوحدات، مثلما كان يحدث في البناء التقليدي للوحدات، حيث كانت تنتج العديد من الزوايا من جراء العرض الرأسي للوحدات وهو ما قد يؤدي إلى تداخل الوحدات مع بعضها .
يضاف إلى ذلك قدرة هذه الطريقة على حفظ الوقت الخاص بالقراء، إذ إن التنظيم الجيد الناتج عن العمل وفقاً لهذه الطريقة يستجيب لهدف الإخراج المتمثل في ضرورة العمل على قيادة القراء لاستكمال الاطلاع على جميع الوحدات المشتركة في تصميم الصفحة بطريقة مباشرة عبر تنظيم جيد لا يسمح بضياع ثانية واحدة كما تسهم هذه الطريقة في مجال حفظ الوقت في تسريع علميات الإنتاج بالاستفادة من التقنيات المتاحة في هذا المجال، حيث تتيح البرامج الحاسوبية الخاصة بذلك فرص البناء السريع للوحدات كما تتيح - وفقاً لما تتوافر عليه من مرونة - فرص استبدال الوحدات بأخرى، وذلك في استجابة سريعة لمتطلبات الطبعات المختلفة، حيث يمكن استبدال وحدة أو أكثر دون عناء، إذ يمكن أن تبنى الوحدات الجديدة بنفس حجم الوحدات المستبدلة، بما يهيئ فرص استيعاب الصفحة لها دون أن يتغير تصميمها الأساس ودون الحاجة إلى تغيير الوحدات الأخرى .
كما تؤدي طريقة الكتل المتماسكة من خلال ارتباط العناصر الطباعية المكونة للوحدة ببعضها إلى إحداث قوى مرئية قادرة على جذب انتباه القراء، كما يمكن استثمار هذه القوى في إيجاد التوازن عبر الصفحة، مع دورها في كسر حدة الرمادية الناتجة عن كثرة المناطق السوداء بسبب طول المتون الخاصة بالوحدات المختلفة .
كما تسهم هذه الطريقة في تقسيم الصفحات إلى أقسام محددة يمكن استثمارها، لإيجاد قدر من التباين بين الوحدات المكونة لقسم معين وغيرها من الوحدات المكونة للأقسام الأخرى، من خلال التنويع في العناصر الطباعية المستخدمة في بناء الوحدات المختلفة، إضافة إلى الاتساعات التي تصف بها هذه الوحدات، وكذلك التأثيرات الطباعية المتعددة التي يمكن أن تستخدم مع الوحدات المختلفة، كما تتيح تقسيمات الصفحات تبعاً لذلك إلى أجزاء مختلفة الفرصة لمزيد من الراحة لأعين القراء من خلال كثرة المساحات البيضاء الواقعة بين الوحدات المختلفة، وهو ما يمكن أن يسهم مع غيره - من إيجابيات هذه الطريقة - في جعل التصميم الأساس للصفحات، يبدو أقدر على جذب القراء للصفحات ومن ثم أقدر على تسهيل اطلاعهم على كامل الوحدات المنشورة فيها .
4- البناء الراسي للوحدات القصيرة :
رغم أن الاتجاه الرأسي في بناء الوحدات الطباعية المنشورة في الصحف كان أول الاتجاهات التي عرفتها الصحافة في إخراجها تبعاً لتأثير العديد من المتغيرات التقنية والاقتصادية والمهنية المرتبطة بقلة امكانات إنتاج العناوين العريضة أو الممتدة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الورق بما لا يسمح بإهداره في نشر العناوين الكبيرة التي تستهلك كمأ كبيراً من صفحات الصحف وبالذات الأولى منها، إضافة إلى وفرة وقت الفرع المتاح أمام القراء قديماً، بما يمكنهم من الاطلاع على جميع محتويات الصحف إذ لم يكونوا بحاجة إلى العناوين الكبيرة لتخلص لهم أهم الموضوعات المنشورة، رغم ذلك فإن هذا الاتجاه توارى عن الظهور خلال مراحل تطور الإخراج الصحفي نسبة لما وجه إليه من انتقادات، تماثلت في عدم قدرته على جذب انتباه القراء من جراء ما يضفيه على الصفحات من الجمود، إضافة إلى إكسابه الصفحات مظاهر رمادية تبعاً لكثرة استخدام حروف المتن، وقلة المساحات البيضاء المتروكة، ولكن مع مرور الوقت ومن خلال عمل الصحف على تدارك ما وجه لهذا الاتجاه من انتقادات، بدأت بعض الصحف في استخدامه مرة أخرى، فبالإضافة إلى صحيفة " The Des Moinesa " الصادرة في ولاية أيوا الأمريكية، وهي الصحيفة الوحيدة التي استمرت في استخدام الاتجاه الرأسي في بناء الوحدات بشكله التقليدي الذي عرف به منذ صدورها، وذلك من خلال استخدامها للعناوين العمودية في كل صفحاتها، وليس في الصفحة الأولى فقط، نجد عودة النهضة الحديثة للاتجاهات الرأسية من خلال إقدام صحيفة " U. S. A. Today " أمريكية، التي صدرت عام 1984 م على المزاوجة بين الاتجاهات الرأسية والاتجاهات الأفقية للوحدات، بغية إيجاد تصاميم أساس مشوقة للصفحات.
ولعل في هذا ما يؤكد ما أشارت إليه الدراسات الحديثة من أن الاتجاه الرأسي للوحدات، يتناسب مع بعض الوحدات الخاصة بموضوعات معينة، كالإشارات الخاصة بمحتويات الأعداد وكالعرض الموجز لنتائج المباريات الرياضية، مع تأكيد هذه الدراسات على أهمية أن تبدو الوحدات المبنية بشكل رأسي قصيرة، حيث ثبت أن الوحدات القصيرة يمكن أن ترى وتقرأ بصورة أفضل عندما تبنى وفقاً لاتجاه رأسي وهو ما أدركته الصحافة المعاصرة عبر مزاوجتها بين الاتجاهات الأفقية والرأسية في بناء الوحدات بعد أن اختفت الاتجاهات الرأسية لفترات طويلة نظراً لسلبياتها السابق الإشارة إليها.
5- استخدام اسلوب القطاعات في عرض الوحدات :
ويقوم هذا الاتجاه على اقتطاع جزء من الصفحة باختلاف مواقعها وتخصيصه لنشر وحدات معينة ذات طبيعة خاصة، وذلك سعياً وراء تحقيق بعض الوظائف التي منها إبراز هذه الوحدات من خلال إيجاد علاقة مباشرة بينها بالاعتماد على وقوعها بجوار بعضها، أو تسهيل انتقال القراء عبر الصفحة من خلال تكونها من أجزاء رأسية أو أفقية متتالية.
ويؤدي هذا الأسلوب - من خلال مزجه بالاتجاهات الأفقية لعرض الوحدات - إلى جملة من الإيجابيات المعينة على إنجاح التصاميم الأساس المقدمة، فإلى جانب إتاحة فرص إبراز الوحدات المتميزة تبعاً لقيمتها النسبية، يمكن الاستفادة من هذا الأسلوب في إحياء الجزء الأسفل من الصفحة، إضافة إلى تسهيل اطلاع القراء على كامل محتويات الصفحات كما أشرنا .
ورغم أهمية هذا الأسلوب ودوره في الأداء الوظيفي لإخراج الصفحات الأولى، إلا أنه يتعين تجنب تخصيص مواقع ثابتة لهذا الأسلوب بشكل يومي ؛ لأن ذلك قد يحدث مللا للقراء مع دور ذلك في تقييد المخرج، بما يجعله غير قادر على استغلال موقع معين يرى قدرته على إبراز وحدات معينة .
وتبعاً للعرض السابق للاتجاهات الحديثة في مجال التصميم الأساس للصفحات الأولى، ينبغي أن ترتكز هذه الاتجاهات على جملة من القواعد الخاصة بهذه التصاميم، حتى يمكن أن تؤدي دورها الوظيفي في مجال إخراج الصفحات الأولى ومنها :
1- أهمية الصفحة الأولى ودورها في التعبير عن محتويات العدد بأكمله، بما يؤكد أهمية العمل على تمكينها من تحقيق ذلك .
2- قدرة الصفحة الأولى على جذب انتباه القراء من خلال تصميمها على أسس جذابة، ترتبط بما ينثر فيها من وحدات طباعية، على أن ترتبط هذه القدرة بطبيعة المواد المنشورة ومدى أهميتها مع إمكانية استخدام العناصر الطباعية المختلفة، اضافة إلى التأثيرات الطباعية الخاصة إثارة اهتمام القراء بما يتوافر لدى الصحيفة من مواد.
وفيما يتعلق بالعناصر الطباعية القادرة على جذب الانتباه، يمكن استخدام الصور ذات الكثافة الظلية المناسبة في هذه الصفحة، كما أن استخدام الألوان يتيح للصحف قدرات عالية في سبيل جذب انتباه القراء لصفحاتها الأولى، وذلك تبعاً لما أشارت إليه الدراسات الحديثة من أن استخدام الألوان في الصحافة يضيف للعناصر الملونة ما مقداره 25% من الوزن الإضافي مقارنة بالعناصر غير الملونة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|