العلاقة بين البيئة والجغرافيا (مكانيا وزمانيا)

ظهرت الجغرافيا في بداياتها بمفهوم اشتقاقي من المصطلح (Geography) الذي يتكون من مقطعين (Geo) ومعناه (الأرض) اي المكان ومصطلح (Graphs) ومعناها الوصف، لذلك المكان أي بشقيه الطبيعي والبشري وظل هذا المفهوم حتى القرن الرابع عشر الميلادي خلال مدة العصور الوسطى في أوربا، وظهر ذلك واضحة في الكتابات الأولى من الفكر الجغرافي المتمثل في (إخوان الصفا) و (ابن سينا) في كتاب (المسالك والممالك) للأصطخري وأستمر ذلك حتى بدايات القرن التاسع عشر وما ظهر من كتابات كان لها بعد جغرافي تمثل في كتاب (نخبة من الدهر في عجاب البر والبحر) لشمس الدين الأنصاري الدمشقي ، وبعدها ظهرت الكشوف الجغرافية، وتجلى ذلك الاهتمام بالتوزيع المكاني للظواهر الجغرافية على سطح الأرض، الى ان وصل الحال في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الذي تمثل بظهور عدد من المدارس الفكرية ،وتوضح الدراسات الجغرافية الى النشأة الأولى للإنسان جغرافية وبمعنى أن الأنسان يولد في زمان ومكان محدد بما يحتويه ذلك المكان من خصائص طبيعية وبشرية، أي بمعنى أنه يولد جغرافية، والجغرافيا هي نفسها تهتم في المكان والزمان ، والعلاقة بين الجغرافيا والبيئة هي علاقة قديمة إذ عندما تهتم البيئة في دراسة مشكلة ما فهي تتناول هذه المشكلة جغرافية اصلا إلا أن البحث فيها ومعرفة أسبابها وتباينها ومحدداتها، ووضع الحلول الناجعة لها هي اساسا ما تقوم به البيئة في الوقت الحالي، ومن المواضيع البيئية التي تهتم بها (تلوث الهواء والماء، الضوضاء، الاشعاع, البصري) وغيرها، وتقوم الدراسة البيئية بدراسة تباينها مكانية وزمانية ومقارنة النتائج المستحصلة منها، مع المحددات والتراكيز البيئية سواء أكانت محلية أم عالمية، ولان البيئة تستفيد من الموقع الجغرافي وخصائص الطبيعية والبشرية وبعدها تقوم البيئة بدراسة الملوثات الناجمة في ذلك المكان والزمان.