المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



سيرة واحكام الحجة عند قيامه (عليه السلام)  
  
3840   05:10 مساءً   التاريخ: 4-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص319- 323
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

سيرته (عليه السلام) عند قيامه وطريقة احكامه وما يبينه اللّه تعالى من آياته فقد جاءت الآثار به فقد روى المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت ابا عبد اللّه جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: اذا أذن اللّه تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس الى نفسه وناشدهم باللّه ودعاهم الى حقه وان يسير فيهم بسنة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ويعمل فيهم بعمله فيبعث اللّه جل جلاله جبرائيل (عليه السلام) حتى يأتيه فينزل على الخطيم يقول الى أي شيء تدعو؟ فيخبره القائم (عليه السلام) فيقول جبرائيل أنا أول من ابايعك ابسط يدك فيمسح على يده وقد وافاه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه ويقيم بمكة حتى يتم اصحابه عشرة آلاف نفس ثم يسير منها الى المدينة.

وروى محمد بن عجلان عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إذا قام القائم (عليه السلام) دعا الناس الى الإِسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي الى أمر مضلول عنه  قد ضلوا عنه وسمي بالقائم لقيامه بالحق .

وروى عبد اللّه بن المغيرة عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: اذا قام القائم من آل محمد (عليهم السلام) اقام خمسمئة من قريش فضرب اعناقهم ثم أقام خمسمئة اخرى فضرب اعناقهم ثم خمسمئة اخرى حتى يفعل ذلك ست مرات قلت ويبلغ عدد هؤلاء هذا قال نعم منهم ومن مواليهم.

وروى ابو بصير قال: قال ابو عبد اللّه (عليه السلام): اذا قام القائم (عليه السلام) هدم المسجد الحرام حتى يرده الى أساسه وحول المقام الى الموضع الذي كان فيه وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة .

وروى ابو الجارود عن ابي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه قال: اذا قام القائم (عليه السلام) سار الى الكوفة فخرج منها بضعة عشر الف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث شئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتي يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضي اللّه عز وعلا .

وروى ابو خديجة عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: اذا قام القائم (عليه السلام) جاء بأمر جديد كما دعا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في بدء الإِسلام الى امر جديد .

وروى علي بن قبة عن ابيه قال: اذ قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق الى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإِسلام ويعرفوا بالإِيمان اما سمعت اللّه سبحانه يقول: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83] وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد (صلى الله عليه واله) فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبره لشمول الغنى جميع المؤمنين ثم قال: إن دولتنا آخر الدول ولم يبق اهل بيت لهم دولة الا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا اذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء وهو قول اللّه تعالى والعاقبة للمتقين .

وروى ابو بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل انه قال: اذا قام القائم (عليه السلام) سار الى الكوفة فهدم بها اربعة مساجد ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرُف الا هدمها وجعلها جُمّاً ووسع الطريق الاعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وابطل الكنف والمآزيب ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا أقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل اللّه ما يشاء قال: قلت له جعلت فداك فكيف يطول السنين؟ قال يأمر اللّه تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون قال: قلت له انهم يقولون ان الفلك ان تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك وقد شق اللّه تعالى القمر لنبيه (صلى الله عليه واله) ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون (عليه السلام) وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كالف سنة مما تعدون .

وروى جابر عن ابي جعفر (عليه السلام) انه قال: اذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه واله) ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن على ما انزل اللّه عز وجل فاصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف.

وروى المفضل بن عمر عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: يخرج مع القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفة سبع وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من اهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وابو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه انصاراً وحكاماً .

وروى عبد اللّه بن عجلان عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال: اذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه واله) حكم بين الناس بحكم داود (عليه السلام) ولا يحتاج الى بينة يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال اللّه سبحانه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ} [الحجر: 75 76] .

ولنختم الكلام: بهذا الدعاء المروي عن الإِمام الهمام موسى بن جعفر (صلوات اللّه عليه) : اللهم صل على محمد وآل محمد وعلى منارك في عبادك الداعي اليك بأذنك القائم بأمرك المؤدي عن رسولك عليه وآله السلام اللهم اذا اظهرته فانجر له ما وعدته وسق اليه اصحابه وانصره وقوّ ناصريه وبلغه افضل امله واعطه سؤله وجدد به عن محمد وأهل بيته (عليهم السلام) بعد الذل الذي قد نزل بهم بعد نبيك فصاروا مقتولين مطرودين مشردين خائفين غير آمنين لَقُوا في جنبك الاذى والتكذيب ابتغاء مرضاتك وطاعتك فصبروا على ما اصابهم فيك راضين بذلك مسلمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد اليهم اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك وانصره وانصر به دينك الذي غُيِّر وبدل وجدد به ما امتحى منه وبدل بعد نبيك (صلى الله عليه واله) اللهم صلِّ على جميع النبيين والمرسلين الذين بلغوا عنك الهدى واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة اللهم صل عليهم وعلى ارواحهم واجسادهم والسلام عليهم ورحمة اللّه وبركاته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.