المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Inventory differences
2023-12-15
منكوسكي ، هيرمان
30-11-2015
اللادقة وحدود المعرفة
2023-06-15
الملك كامس.
2024-03-15
مجير المستجيرين - جعفر السبحاني
11-04-2015
البيعة لأبي العباس
28-6-2017


أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) وأنصاره  
  
20071   06:55 مساءً   التاريخ: 2023-08-20
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 431-463
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

لم تكن غيبة صاحب العصر والزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلا لحكمة اقتضتها مشيئة اللّه سبحانه وتعالى ، فهذا الإمام العظيم الذي سينهض في آخر الزمان ويحمل معه لواء التغيير ، ويكتب على يديه نصرة الإسلام وأهل الإيمان ، وسيطرة قوى العدل ، ومحو قرى الظلم والجور سيكون وبلا أدنى شك مؤيّدا ومسدّدا من قبل اللّه تعالى .

وإن واحدة من أهم ما يمكن اعتباره كتغيير لعملية الغيبة والاحتجاب وعدم الظهور هي تهيئة السبل لتحقيق الانتصار وإنجاز الوعد الإلهي على يديه ، وهذا إنما يتم بعد التمحيص الذي يختبر اللّه به عباده الصالحين ليستخلص من بينهم أفرادا هم قادة جيش الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنصاره وأعوانه ونواة الجيش العقائدي والإيماني الذي به يقود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ثورته على الظلم .

لذا كان أصحاب الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الذين سيخرجون معه ويكونوا أوّل المبايعين له صنفا ونوعا آخر من الناس .

فهم كما وصفتهم الروايات : الصلحاء والنجباء والفقهاء ، المطيعون لأمره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، المشتاقون للشهادة بين يديه في سبيل اللّه عزّ وجل .

هم رجال قلوبهم كزبر الحديد لا يشوبها شك في ذات اللّه ، من سماتهم وصفاتهم التقوى والورع والخشية من ذات اللّه ، خيار البشر لا يخشون في اللّه لومة لائم .

نعم ، لا بد وأن يكون نواة جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف خيرة أهل الأرض في ذلك الزمان ، ومن الذين توفّرت فيهم المؤهلات المطلوبة ، واللياقة والكفاءة لإدارة الكرة الأرضية ، وتدبير شؤون الناس أجمعين ، وكل ذلك تحت لواء وقيادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وإرشاداته وتعاليمه .

وهذا هو بعض مما جاء في مواصفاتهم في أحاديث أهل البيت عليهم السّلام :

« . . . كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات اللّه أشدّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها لا يقصدون براياتهم بلدة إلّا خرّبوها ، كأن على خيولهم العقبان ، يتمسّحون بسرج الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يطلبون بذلك البركة ، يحفّون به ، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم .

رجال لا ينامون الليل ، لهم دوي في صلاتهم كدوّي النحل يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار وهم أطوع له من الأمة لسيّدها ، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية اللّه مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل اللّه ، شعارهم ( يا لثارات الحسين ) إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ، يمشون إلى المولى إرسالا ، بهم ينصر اللّه إمام الحق »[1].

الفرق بين الأصحاب والأنصار :

لعل بعض من يقرأ بأن عدد أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، أو يقرأ قائمة الأسماء التي وردت في الروايات ، يستولي عليه اليأس والخيبة إذا لم يجد اسمه أو اسم بلدته في القائمة المذكورة ، ولكن سرعان ما يتبدّل هذا اليأس بالرجاء ، وتنقلب هذه الخيبة إلى الأمل ، عندما يعلم هؤلاء بأن أصحاب الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ليس منحصرا في هذا العدد .

فهناك فرق بين أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وبين أنصاره :

فالأصحاب :

هم الثلاثمائة والثلاثة عشر ، وهم الذين عبّر عنهم الإمام أمير المؤمنين والإمام الصادق عليه السّلام بقولهما : « هم أصحاب الألوية » .

إشارة إلى توفّر المؤهلات فيهم لقيادة الجيوش والعساكر ، وعبّر عنهم الإمام الصادق عليه السّلام بقوله : « وهم حكّام اللّه في أرضه » .

وستقرأ - في المستقبل - أن لكل واحد من هؤلاء الأصحاب دورا كبيرا في قيادة الجيوش وفتح البلاد وإدارة الأمور وغير ذلك .

أما الأنصار :

فهم المؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في مكّة وغيرها ، وينضوون تحت لوائه ، ويحاربون أعداء اللّه ورسوله .

وستقرأ أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لا يخرج من مكّة إلّا ومعه عشرة آلاف رجل من الأنصار ، وهذا العدد هو بعض الأنصار أيضا لا كلهم ، ولهذا فإن السيّد الهاشمي يلتحق بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - في العراق - ومعه إثناء عشر ألف رجل .

كل هذا عدا أنصار الإمام المهدي من الملائكة ، الذين يمتثلون أوامره وتعليماته[2].

وقد ورد في الأدعية والزيارات المروية عن الأئمة الطاهرين عليهم السّلام أن يسأل الإنسان ربّه أن يجعله من أنصار الإمام المهدي وأعوانه والمجاهدين بين يديه .

وفيما يلي نذكر بعض النماذج من تلك الأدعية والزيارات :

1 - « وأسأل اللّه البرّ الرحيم أن يرزقني مودّتكم ، وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الإمام المنتظر الهادي من آل محمد . . . »[3].

2 - « . . . وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام هدى ( مهدي ) ظاهر ناطق بالحق منكم . . . »[4].

3 - « . . . واجعلني اللّهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته . . . »[5].

4 - « . . . اللّهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا ، وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما وأقدرت به على خليقتك رغما ، فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي ، مؤتزرا كفني ، حتى أجاهد بين يديه في الصّف الذي أثنيت على أهله في كتابك فقلت : « كأنهم بنيان مرصوص . . . »[6].

5 - وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال : « من دعا إلى اللّه تعالى أربعين صباحا بهذا الدعاء ، كان من أنصار قائمنا ، فإن مات قبله ، أخرجه اللّه تعالى من قبره ، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ، ومحى عنه ألف سنة » .

والمقصود من الدعاء ، هو دعاء العهد المروي في مفاتيح الجنان ، للمحدّث القمي في الصفحة 539 - 540 ، وكتاب المصباح للشيخ العاملي الكفعمي في الصفحة 551 - 552 .

وسنعرض فيما يلي عدة نقاط تتناول أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من حيث مواصفاتهم وأهميتهم وعددهم وإيمانهم وشجاعتهم ومقدار طاعتهم للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وشعاراتهم ، وكيفية التحاقهم بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

أهميتهم :

تظهر أهمية أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لنا من خلال مسألتين .

أولا : من ناحية الدور والمسؤولية والأهداف التي من أجلها يخرجون مع الإمام .

ثانيا : من خلال ما وصفته بهم روايات النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السّلام .

ونحن ندرك بعمق مدى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق إمامنا المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، فهو الأمل الموعود والمنتظر ، والذي سيقود الأمة نحو تحقيق أهدافها وغاياتها في تحقيق حكومة العدل الإلهي .

ولكي يحقّق الإمام هذه الأهداف لا بد وأن يكون معه الصفوة المخلصة من الأطهار الذين محصوا واختبروا في الامتحان الإلهي لهم .

ولهذا مدحتهم الروايات وأثنت عليهم ، وأعطتهم مواصفات ومميزات لم تكن لتعطى لأحد غيرهم على الإطلاق .

فهم : « رجال مؤمنون عرفوا اللّه حق معرفته » .

« رهبان بالليل ليوث بالنهار » .

« خير فوارس على ظهر الأرض » .

« كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات اللّه ، أشدّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها . . . » .

وسيشارك هؤلاء الأصحاب إمامهم وقائدهم ويكونون تحت إمرته وقيادته ، وهم معه « هم أطوع له من الأمة لسيّدها » ويسيرون في ركب قيادته الحكيمة للسيطرة على العالم كله ، وإزالة كل قوى الشر والفساد والطغيان ، من الذين كانوا يتحكّمون بمقدرات الشعوب .

إيمانهم وعبادتهم :

يتمتّع أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأعلى درجات الإيمان واليقين باللّه عزّ وجل ، ومن مناقبهم وصفاتهم كثرة العبادة ، والتهجّد بالليل ، والقيام في الأسحار .

وليس في قلوبهم من مكان لأحد إلا للّه عزّ وجل والطاعة والانقياد لقائدهم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والطاعة لأوامره .

قال محي الدين ابن عربي :

« يبايعه - أي الإمام المهدي - العارفون باللّه من أهل الحقائق ، عن شهود وكشف بتعريف إلهي ، رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه ، هم الوزراء يحملون أثقال المملكة ، ويعينونه على ما قلده اللّه تعالى .

إن اللّه يستوزر له طائفة خبأهم في مكنون غيبه أطلعهم اللّه كشفا وشهودا على الحقائق »[7].

وعن مقدار حب اللّه لهم ، وحبهم للّه يروي سليمان بن هارون العجلي قال : سمعت جعفر الصادق عليه السّلام يقول :

« إن صاحب هذا الأمر - يعني القائم - محفوظا ، لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه بأصحابه ، وهم الذين قال اللّه فيهم : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ »[8].

وسنذكر فيما يلي مقتطفات مما ورد في إيمانهم في النصوص الشريفة :

« ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها في ذات اللّه . . . كأن قلوبهم القناديل ، وهم من خشية اللّه مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل اللّه . . . »[9].

« . . . رهبان بالليل أسد بالنهار . . . » .

وعن سعيهم لرضا اللّه عزّ وجل ، أخرج القندوزي في الينابيع عن أبي بصير ، قال : قال جعفر الصادق عليه السّلام :

« ما كان قول لوط عليه السّلام لقومه : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ[10] إلا تمنّيا لقوة القائم المهدي وشدّة أصحابه وهم الركن الشديد ، فإن الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا ، وإن قلب رجل منهم أشد من زبر الحديد ، لو مروا بالجبال لتدكدكت ، لا يكفون سيوفهم حتى يرضى اللّه عزّ وجل »[11].

« . . . رجال مؤمنون عرفوا اللّه حق معرفته ، وهم أنصار المهدي آخر الزمان . . . »[12].

وفي حديث آخر عن المفضل بن عمر قال : قال الصادق عليه السّلام :

« . . . فهم أصحاب الألوية . . . قلت جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهارا . وهم المفقودون ، وفيهم نزلت الآية : أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً »[13].

علمهم :

روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث طويل ذكر فيه عدّة أصحاب القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من البلاد على التفصيل ، قال أبو بصير : جعلت فداك ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم ؟ قال عليه السّلام :

« بلى ولكن هذه التي يخرج اللّه فيها القائم وهم النجباء والقضاة والحكّام والفقهاء في الدين ، يمسح اللّه بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم »[14].

وأخرج السيوطي في الحاوي عن نعيم بن حماد عن ابن مسعود قال :

« يبايع للمهدي سبعة رجال علماء توجّهوا إلى مكة من أفق شتى على غير ميعاد وقد بايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، فيجتمعون بمكة فيبايعونه . ويقذف اللّه محبته في صدور الناس . . . »[15].

والرواية الأولى تبيّن أن أصحاب الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لا يكون ما يمتلكونه من علم مقتصرا على العلوم العادية ، وإنما هناك قدرة ربانية تمدّهم بالعلم اللازم لهم ليحكموا بين الناس بحكم اللّه عزّ وجل فلا يخطئون فيما يحكمون به ، ومما يدل على ذلك ما رواه عبد اللّه بن حماد الأنصاري عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السّلام قال :

« إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا . يقول :

عهدك في كفك ، فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فانظر إلى كفك واعمل بما فيها . . . »[16].

طاعتهم :

وهي أمر طبيعي لمن يحمل صفات الإيمان والتقوى والورع ، ويضع نفسه في تصرّف القائد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث يسلمون الأمر كله له ، وينقادون له بشكل مطلق .

وفي وصفه لهم في هذا المجال يقول الإمام الصادق عليه السّلام :

« . . . هم أطوع له من الأمة لسيدها ، كالمصابيح ، كأن قلوبهم القناديل . وهم من خشية اللّه مشفقون ، يدعون بالشهادة . . . »[17].

ويتأكد هذا الأمر من خلال مسارعتهم للبيعة ليكونوا أول من يقف معه ويسانده ، فتكون المكافأة لهم من اللّه إحداث معجزة طي الأرض لهم .

روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام في حديث عن القائم يقول فيه : « فيصير إليه أنصاره من أطراف الأرض تطوى لهم طيا ، حتى يبايعوه »[18].

وتعظيما منهم لشأن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وانقيادهم للإمام المعصوم عليه السّلام يصفهم صادق أهل البيت عليه السّلام :

« . . . يتمسّحون بسرج الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يطلبون بذلك البركة . . . »[19].

عددهم :

روت مصادر الشيعة والسنة أن أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هم بعدد أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في بدر ، ثلاثمائة وثلاثة عشر ، وما ذلك إلا للدلالة وإلفات النظر على وحدة الهدف والشبه بين بعثة النبي الأعظم محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ونهضة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . ولبيان أن الإسلام يبعث مجددا على يده عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويد أصحابه .

وورد أيضا بأن أصحاب المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تجري فيهم عدّة سنن جرت على أصحاب الأنبياء صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« إن أصحاب موسى ابتلوا بنهر ، وهو قول اللّه عزّ وجل إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك »[20].

وهذا العدد ( الثلاثمائة والثلاثة عشر ) إنما هو عدد الأصحاب . وهذا لا يعني أبدا أن جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقتصر على هذا العدد . بل إن الروايات دلّت على أن الإمام ينتصر له الآلاف من الأنصار ليكونوا نواة جيش الغضب ، جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

وقد ذكرنا سابقا الفارق بين الأصحاب والأنصار .

وسنذكر نموذجا من الروايات التي تتحدّث عن عدد أصحاب الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ثم نذكر نموذجا من الروايات التي تشير إلى عدد أنصاره وجيشه ، وكيفية اجتماعهم بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

روى عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« المفقودون من فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أهل ( بدر ) فيصبحون ب ( مكة ) وهو قول اللّه عزّ وجل ( أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ - عزّ وجل . ) وهم أصحاب المهدي »[21].

وعن صالح بن سعد عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير قوله تعالى : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً . . . قال عليه السّلام :

« قوّة القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، والركن الشديد أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا »[22].

وعن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال اللّه فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيبعث اللّه قوما من أطرافها ، يجيئون قزعا كقزع الخريف ، واللّه إنّي لأعرفهم وأعرف أسمائهم وقبائلهم واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم اللّه كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، عدّه أهل بدر وهو قول اللّه : ( أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . . . ) »[23].

وروى جابر بن يزيد الجعفي قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام ، وذكر حديثا طويلا فيه بعض علائم ظهور المهدي وخروج السفياني وخروج المهدي من المدينة إلى مكة ، إلى أن قال :

« فيجمع اللّه للمهدي أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا » .

وعن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم . بعضهم يحمل في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته وبعضهم نائم على فراشه ، فيوافيه في مكة على غير ميعاد »[24].

وعن محمد بن مسلم عن الباقر عليه السّلام قال :

« فيكون أول خلق اللّه مبايعة له أعني جبرئيل ، ويبايعه الناس الثلاثمائة والثلاثة عشر . . . »[25].

وعن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« يظهر المهدي بمكة عند العشاء . . . فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد أهل بدر ، على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار . . . »[26].

وأما الروايات التي تشير إلى جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنصاره والذين يفوق عددهم عدد الأصحاب فنذكر منها :

أخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن عن ابن رزين الغافقي أنه سمع عليا عليه السّلام يقول :

« يخرج المهدي في اثني عشر ألفا إن قلّوا ، وخمسة عشر ألفا إن كثروا . ويسير الرعب بين يديه . لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن اللّه ، شعارهم : أمت أمت . لا يبالون في اللّه لومة لائم . . . »[27].

ومن هذه الرواية يظهر أن عدد جيش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لا يمكن أن يقل عن الاثني عشر ألفا .

ومن الروايات ما تحدّد بأن أقل عدد الأنصار عشرة آلاف . وهذا ما ذكره الشيخ الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أبي بصير قال :

« سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد اللّه عليه السّلام : كم يخرج مع القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟ فإنهم يقولون : إنه يخرج مثل عدّه أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا .

فقال :

« ما يخرج إلّا في أولي قوة . وما يكون أولو قوة أقل من عشرة آلاف »[28].

وتشير بعض الروايات إلى أن جيش الأنصار لا يمكن تحديده بعدد لأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يجمع له اللّه الأنصار من الشرق والغرب .

فعن تاريخ ابن عساكر :

« إذا قام قائم أهل محمد جمع اللّه له أهل المشرق ، وأهل المغرب ، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام »[29].

وعن أبي سمنية عن مولى لابن أبي الحسن قال : سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قوله تعالى : أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً قال :

« ذلك واللّه لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان »[30] « 1 » .

وأخرج بن الصباغ في الفصول المهمة عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث عن القائم يقول فيه :

« فيصير إليه أنصار من أطراف الأرض تطوى لهم طيّا ، حتى يبايعوه »[31] « 2 » .

ومن الأحاديث والروايات التي تشير إلى وفود الشيعة من أقطار الأرض لنصرة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ما رواه الطبرسي في حديث عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال فيه :

« لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام ، جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له . فتصير شيعته من أطراف الأرض ، تطوى لهم طيا حتى يبايعوه . فيملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما »[32] « 3 » .

هذا فضلا عن جيش الرايات السود القادم من خراسان بقيادة الخراساني ، وأنصاره القادمين من طالقان ، المعبّر عنهم في الروايات بكنوز الطالقان .

روى المجلسي في البحار عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال :

« وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلّمة ليست بقطن ولا كتّان ولا حرير ، مختومة في رأس القناة بخاتم السّيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد ، تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم . . . إلى أن يقول : فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان تطوي المنازل طيّا حثيثا ومعها نفر من أصحاب القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[33].

وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« . . . حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه . . . فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي فيملك الأرض فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما »[34].

وأما أحاديث كنوز الطالقان فهي كثيرة ومتواترة نذكر منها :

« ويحا للطالقان فإن للّه عزّ وجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا اللّه حق معرفته ، وهم أنصار المهدي آخر الزمان »[35].

وروى الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة ، وراية لم تنشر منذ طويت ، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات اللّه ، أشدّ من الجمر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربّوها ، كأن على خيولهم العقبان ، يتمسّحون بسرج الإمام يطلبون بذلك البركة ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد منه »[36].

وبهذا يظهر لنا مقدار عدد جيش الإمام المهدي وأنصاره ، حيث لا يمكن لنا تقديره بعدد محدّد سوى ما حدّدته الروايات بأن الأصحاب هم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، والأنصار لا يقل عددهم عن العشرة أو الاثني عشر ألفا .

ويضاف إلى هذا ما ذكرناه من التحاق جيش الخراساني واليماني وكنوز الطالقان وأبدال أهل الشام ، وعصائب أهل العراق ، والنجباء من مصر ، وكل مؤمن على وجه الأرض . وكل مؤمن كان قد توفي ودعا إلى اللّه بأن يخرجه من قبره يوم ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فيستجيب اللّه لهؤلاء الصفوة من عباده فيحييهم ويعيدهم إلى الدنيا ليقاتلوا بين يدي إمامهم وقائدهم . وكما يكون للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جنود وأنصار من أهل الأرض ، كذلك فإن للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جيشا من الملائكة يبعثهم اللّه لنصرة دينه ، ومؤازرة وليه في آخر الزمان .

روى النعماني بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السّلام يقول :

« لو قد خرج قائم آل محمد لنصره اللّه بالملائكة المسّومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبرئيل أمامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن يساره ، والرعب مسيره أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حداه . . . »[37].

وقال القندوزي في الينابيع نقلا عن إسعاف الراغبين للصبّان قوله :

« وجاء في روايات عدّة أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك : هذا خليفة اللّه فاتبعوه . . . وإن اللّه تعالى يمده بثلاثة آلاف من الملائكة . . . وإن جبرئيل على مقدمة جيشه وميكائيل على ساقته . . . »[38].

وروى ابن قولويه في كامل الزيارات بإسناده عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« كأني بالقائم على نجف الكوفة . . . إلى أن يقول : فينحط عليه ثلاث عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا . قلت : كل هؤلاء الملائكة ؟ قال : نعم ، الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين كانوا مع إبراهيم حين ألقي في النار والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل ، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه اللّه إليه ، وأربعة آلاف ملك مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مسوّمين ، وألف مردفين ، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين أو أربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السّلام فلم يؤذن لهم في القتال . . . وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى وقت خروجه عليه صلوات اللّه »[39].

وعن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« يؤيده بثلاثة أجناد : بالملائكة وبالمؤمنين وبالرعب . . . »[40].

أسماؤهم وجنسياتهم :

يتحدّر أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وقادة جيشه من جنسيّات متعددة ، ويتوافدون إليه من أماكن مختلفة ، فيجتمع عنده الشيعة والأنصار والأصحاب من شرق الأرض وغربها ، وتطوى لهم الأرض طيّا ، حتى يصلوا إليه ويبايعوه .

وهناك الكثير من الروايات التي ذكرت أسماء البلدان والمناطق التي يخرج منها أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، كما وذكرت هذه الروايات أسماء هؤلاء بالتحديد .

ولعل أهم ما جاءنا في هذا السياق بعض الخطب المنسوبة للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ، ومنها الخطبة المعروفة « بالبيان » . ومع اختلاف هذه الروايات في بعض الأسماء إلّا أن هناك قدرا جامعا ومشتركا بينها يمكن أن يكون ركيزة في الإطلالة على معرفة بعض الأمور عن الأسماء والبلدان .

والقدر المتيقن المتفّق عليه في أسماء المناطق هو :

- أبدال أهل الشام .

- عصائب أهل العراق .

- النجباء من أهل مصر .

- منطقة الشرق الأوسط .

- البصرة والكوفة والنجف - الرفقاء من أهل الكوفة .

- الحجاز ( مكة والمدينة المنوّرة ) .

- الطالقان .

- الشمال الإفريقي .

- اليمن وشرق الجزيرة العربية .

- أوروبا .

وسنكتفي بما ذكرناه من روايات سابقة وكلها تشير إلى هذه الأماكن . نعم سنشير إشارة عابر إلى مضامين هذه الروايات ومنها :

- فيأتيه ناس من أهل مكة . . .

- يبايع القائم بين الركن والمقام . . . فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق . . . والرفقاء من أهل الكوفة .

- يبايع لرجل . . . فيأتيه . . . وعصب أهل المشرق . . .

- يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي . . . وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم .

- ويحا للطالقان ، فإن للّه فيه كنوزا ليست من ذهبا ولا فضة . . .

وفي الروايتين الواردتين عن الإمام علي عليه السّلام ( وفيهما أسماء الأصحاب وبلدانهم ) نلاحظ اتفاقا على نسبة قليلة من المدن ، وذكرت الرواية الأولى مائة وستا وعشرين مدينة ، والثانية مائة وست مدن مع أنساب وعناوين أخرى .

نرى ونلاحظ أن الروايتين تتفقان على تسمية خمس وثلاثين مدينة فقط وهي :

« البصرة ، عسكر مكرم ، عثمان ، سيرادف ، شيراز ، أصفهان ، الكرخ ، قم ، الطالقان ، قزوين ، أرمينية ، الزوراء ، عبادان ، الموصل ، نصيبين ، بالس ، حلب ، حمص ، دمشق ، بيت المقدس ، غزة ، الفسطاط ، الإسكندرية ، الإفرنج ، عدن ، المدينة ، مكة ، الطائف ، مرو ، هجر ، عرفات ( عرفة ) رملة ( رميلة ) عكا ، أنطاكية ، اليمامة » .

ثم إن هذه الروايات اختلفت في العدد الذي يخرج من هذه المدن ، فيما عدا إحدى عشرة مدينة هي :

« البصرة ( اثنان ) ، الطالقان ( أربع وعشرون ) ، بالس ( واحد ) ، عرفات ( واحد ) ، الفسطاط ( أربعة ) ، المدينة المنوّرة ( عشرة ) ، مكة المكرمة ( أربعة ) ، هجر ( واحد ) ، عكر ( اثنان ) ، أنطاكية ( واحد ) » .

وهناك بعض الروايات الواردة عن الإمام علي عليه السّلام - كما ذكرنا - تحمل أسماء أصحاب المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأسماء مدنهم تفصيلا نذكر منها :

أخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن عن أبي صالح السليلي في كتاب :

الفتن . من عدد رجال المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بذكر بلادهم ، ثم ذكر السند إلى الأصبغ بن نباتة ، قال : خطب أمير المؤمنين علي عليه السّلام خطبة فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم . فقال له أبو خالد الحلبي صفه لنا يا أمير المؤمنين ! . .

فقال علي عليه السّلام :

« ألا إنه أشبه الناس خلقا وخلقا وحسنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . ألا أدلكم على رجاله وعددهم . قلنا : بلى يا أمير المؤمنين .

قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة . وجعل علي عليه السّلام يعدد رجال المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والناس يكتبون فقال :

رجلان من البصرة ورجلان من الأهواز ورجل من عسكر مكرم ، ورجل من مدينة تستر ، ورجل من دورق ، ورجل من الباستان ( لعلها : الباكستان ) واسمه علي ، وثلاثة . . . من اسمه ( لعلها :

اسمرة ) : أحمد وعبد اللّه وجعفر ، ورجلان من عمان : محمد والحسن ، ورجلان من سيراف : شداد وشديد . وثلاثة من شيراز :

حفص ويعقوب وعلي ، وأربعة من أصفهان : موسى وعلي وعبد اللّه وغلفان . ورجل من أبدح واسمه يحيى . ورجل من المرج ( العرج ) واسمه داود . ورجل من الكرخ واسمه عبد اللّه . ورجل من بروجرد واسمه قديم . ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق . ورجلان من الدينور : عبد اللّه وعبد الصمد . وثلاثة من همدان : جعفر وإسحاق وموسى . وعشرة من قم : أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ورجل من خراسان اسمه دريد . وخمسة من الذين أسماؤهم على أهل الكهف . ورجل من آمل . ورجل من جرجان .

ورجل من هراة ، ورجل من بلخ ، ورجل من قراح ، ورجل من عانة ، ورجل من دامغان ، ورجل من سرخس وثلاثة من السيار ، ورجل من ساوة ورجل من سمرقند . وأربعة وعشرون من الطالقان ، وهم الذين ذكرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وفي خراسان[41] كنوز لا ذهب ولا فضة ، ولكن رجال يجمعهم اللّه ورسوله . ورجلان من قزوين ، ورجل من فارس ، ورجل من أبهر ، ورجل من برجان ( لعلها :

جرجان ) ورجل من جموح ، ورجل من شاخ ورجل من صريح ، ورجل من أردبيل ورجل من مراد ، ورجل من تدمر ، ورجل من أرمينية ، وثلاثة من المراغة . ورجل من خوي ، ورجل من سلماس ورجل من أردبيل ( مكرر في الرواية ) ورجل من بدليس ورجل من نسور ، ورجل من بركرى ورجل من سرخيس ، ورجل من منارجرد ( لعلها : بروجرد ) ، ورجل من قلقيلا ، وثلاثة من واسط ، وعشرة من الزوراء ، ورجل من السراة ، ورجل من النيل ، ورجل من صيداء ، ورجل من جرجان ، ورجل من القصور ، ورجل من الأنبار ، ورجل من عكبرا ، ورجل من الحنانة ، ورجل من تبوك ، ورجل من الجامدة ، وثلاثة من عبادان ، وستة من حديثة الموصل ، ورجل من الموصل ، ورجل من معلثايا ، ورجل من نصيبين ، ورجل من كازرون ورجل من فارقين ( أقول : أصله : ميافارقين ) ورجل من آمد ، ورجل من رأس العين ، ورجل من الرقة ورجل من حران ، ورجل من بالس ، ورجل من قبج . ثلاثة من طرطوس ، ورجل من القصر ، ورجل من ادنة ( لعلها : ادرنة ) ورجل من خمرى ( أقول :

أصلها : باخمرى ) ورجل من عرار ( لعلها : عرعر ) ، ورجل من قورص ( لعلها : قبرص ) ، ورجل من أنطاكية ، وثلاثة من حلب ، ورجلان من حمص ، وأربعة من دمشق ، ورجل من سورية ، ورجلان من قسوان ( لعلها : أسوان ) ، ورجل من قيموت ( لعلها : بيروت ) .

ورجل من كراز ورجل من أذرح ، ورجل من عامر . ورجل من دكار . ورجلان من بيت المقدس . ورجل من الرملة ، ورجل من بالس ( مكرر ) ورجلان من عكا ، ورجل من صور ، ورجل من عرفات ، ورجل من عسقلان ، ورجل من غزة ، وأربعة من الفسطاط .

ورجل من قرميس ، ورجل من دمياط ، ورجل من المحلة ورجل من الإسكندرية ورجل من برقة ، ورجل من طنجة ورجل من افرنجة ( ويعني أوروبا بلاد الإفرنج ، أو فرنسا خاصة ) ورجل من القيروان وخمسة من السوس ( لعلها : الشرق الأقصى ) ، ورجلان من قبرص ، وثلاثة من حميم ، قوص ، ورجل من عدن ورجل من علالي ، وعشرة من مدينة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأربعة من مكة ، ورجل من الطائف ورجل الدير ، ورجل من الشيروان ، ورجل من زبيد ، وعشرة من مرو ورجل من الإحساء ورجل من القطيف ، ورجل من هجر ، ورجل من اليمامة » .

قال علي عليه السّلام :

« أحصاهم لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، بعدد أصحاب بدر ، يجمعهم اللّه مشرقها ومغربها . . . » الحديث .

فهؤلاء حوالي المائتين والأربعين فردا . وهو ينقص عن العدد المطلوب بتسعين .

وهناك رواية تذكرهم بكاملهم وتذكر أسماءهم ومدنهم ، يحسن بنا أن نذكرها بالرغم من طولها ، لنتوفر على المقارنة بين الروايتين :

روى في إلزام الناصب[42] بسند ضعيف عن عبد اللّه بن مسعود رفعه إلى علي بن أبي طالب : لما تولى الخلافة . . . أتى البصرة فرقى جامعها وخطب الناس . . . وهي آخر خطبة خطبها « وتسمى خطبة البيان ، وهي لها نسختان وهذا النص مطابق لأحد النسختين . كما ذكر في المصدر » أقول : بين النسختين اختلاف كبير جدا ونحن ننقل منها بمقدار الحاجة من النسخة الأولى :

« اسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم ! إن أولهم من أهل البصرة وآخرهم من الأبدال . فالذين من أهل البصرة رجلان : اسم أحدهما علي والآخر محارب . ورجلان من قاشان : عبد اللّه وعبيد اللّه .

وثلاثة رجال من المهجمة : محمد وعمر ومالك . ورجل من السند :

عبد الرحمن . ورجلان من حجر ( لعلها : هجر ) : موسى وعباس .

ورجل من الكورة : إبراهيم . ورجل من شيراز عبد الوهاب . وثلاثة رجال من سعداوة : أحمد ويحيى وفلاح . وثلاثة رجال من زين :

محمد وحسن وفهد . ورجلان من حمير : مالك وناصر . وأربعة رجال من شيران ، وهم : عبد اللّه وصالح وجعفر وإبراهيم . ورجل من عقر : أحمد . ورجلان من المنصورية : عبد الرحمن وملاعب .

وأربعة رجال من سيراف : خالد ومالك وحوقل وإبراهيم . ورجلان من خوفخ ( لعلها : خوي ) محروز ونوح . ورجل من المثقة : هارون ورجلان من السنن ( لعلها : السند ) مقداد وهود . وثلاثة رجال من الهويقين : عبد السلام وفارس وكليب . ورجل من الزناط : جعفر .

وستة رجال من عمان : محمد وصالح وداود وهواشب وكوش ويونس ورجل من العارة ( لعلها : عانة ) مالك . ورجلان من ضفار يحيى وأحمد . ورجل من كمان : عبد اللّه . وأربعة رجال من صنعاء : جبرئيل وحمزة ويحيى وسميع . ورجلان من عدن : عون وموسى . ورجل من لونجة كوثر ، ورجلان من صمد ( لعلها : صفد ) علي وصالح . وثلاثة رجال من الطائف : علي وسبا وزكريا . ورجل من هجر : عبد القدوس . ورجلان من الخط : عزيز ومبارك . وخمسة رجال من جزيرة آوال ، وهي البحرين : عامر وجعفر ونصير وبكير وليث . ورجل من الكبش : فهد ( محمد ) . ورجل من الجدا :

إبراهيم . وأربعة رجال من مكة : عمر وإبراهيم ومحمد وعبد اللّه .

وعشرة من المدينة ، على أسماء أهل البيت : علي وحمزة وجعفر وعباس وطاهر وحسن وحسين وقاسم وإبراهيم ومحمد . وأربعة رجال من الكوفة : محمد وغياث وهود وعتاب ( عباب ) ورجل من مرو : حذيفة ، ورجلان من نيشابور : علي ومهاجر . ورجلان من سمرقند : علي ومجاهد وثلاثة رجال من كازرون : عمر ومقمر ويونس . ورجلان من الأسوس : شيبان وعبد الوهاب . ورجلان من دستر : أحمد وهلال . ورجلان من مرقون : بشر وشعيب . وثلاثة رجال من بر وعد : يوسف وداود وعبد اللّه . ورجلان من عسكر مكرم : الطيب وميمون . ورجل من واسط : عقيل ، وثلاثة رجال من الزوراء : عبد المطلب وأحمد وعبد اللّه . ورجلان من سر من رأى : مرائي وعامر . ورجل من المسهم ( المتهم ) : جعفر وثلاث رجال من سيلان : نوح وحسن وجعفر . ورجل من كرخا بغداد : قاسم .

ورجلان من نوبة : واصل وفاضل . وثمانية رجال من قزوين : هارون وعبد اللّه وجعفر وصالح وعمر وليث وعلي ومحمد . ورجل من البلخ : حسن . ورجل من المداغة ( لعلها : المراغة ) صدقة . ورجل من قم : يعقوب . وأربعة وعشرون من الطالقان ، وهم الذين ذكرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : إني أجد بالطالقان كنزا ليس من الذهب ولا فضة ( الفضة ) ، فهم هؤلاء كنزهم اللّه فيها . وهم صالح وجعفر ويحيى وهود وفالح وداود وجميل وفضيل وعيسى وجابر وخالد وعلون وعبد اللّه وأيوب وملاعب وعمر وعبد العزيز ولقمان وسعد وقبضة ومهاجر وعبدون وعبد الرحمن وعلي . ورجلان من سحار :

أبان وعلي . ورجلين من شرخيس : ناحية وحفص . ورجل من الأنبار : علوان . ورجل من القادسية ؛ حصين . ورجل من الدورق :

عبد الغفور وستة رجال من الحبشة : إبراهيم وعيسى ومحمد وحمدان وأحمد وسالم . ورجلان من الموصل : هارون وفهد .

ورجل من بلقا : صادق . ورجلان من نصيبين أحمد وعلي . ورجل من سنجار : محمد ورجلان من خرسان ( لعلها : خراسان ) : نكبة ومسنون . ورجلان من أرمينية : أحمد وحسين . ورجل من أصفهان :

يونس . ورجل من وهان ( لعلها : وهران ) حسين . ورجل من الري :

مجمع . ورجل من دنيا : شعيب . ورجل من هراش : نهروش .

ورجل من سلماس : هارون ورجل من بلقيس : محمد . ورجل من الكرد : عون . ورجل من الحبش : كثير . ورجلان من الحلاط :

محمد وجعفر . ورجل من الشوبا : عمير . ورجلان من البيضا : سعد وسعيد . وثلاثة رجال من الضيعة : زيد وعلي وموسى . ورجل من أوس : محمد . ورجل من الأنطاكية : عبد الرحمن . ورجلان من حلب : صبيح ومحمد . ورجل من حمص . جعفر . ورجلان من دمشق : داود وعبد الرحمن . ورجلان من الرملية ( لعلها : الرميلة ) :

طليق وموسى . وثلاثة رجال من بيت المقدس : بشر وداود وعمران وخمسة رجال من غسقان ( لعلها : عسفان ) : محمد ويوسف وعمر وفهد وهارون : ورجل من غزة : عمير . ورجلان من عكة ( عكا ) مروان وسعد . ورجل من عرفة : فرخ . ورجل من الطبرية : فليح .

ورجل من البلسان : عبد الوارث . وأربعة رجال من القسطاط ( الفسطاط ) من مدينة فرعون لعنه اللّه : أحمد وعبد اللّه ويونس وظاهر . ورجل من بالس : قصير وأربعة رجال من الإسكندرية :

حسن ومحسن وشبيل وشيبان . وخمسة رجال من جبل اللكام :

عبد اللّه وعبيد اللّه وقادم وبحر وطالوت . وثلاثة رجال من السادة :

صلب وسعدان وصبيب . ورجلان من الإفرنج : علي وأحمد .

ورجلان من اليمامة : ظافر وجميل . وأربعة عشر رجلا من المعادة :

سويد وأحمد ومحمد وحسن ويعقوب وحسين وعبد اللّه وعبد القديم ونعيم وعلي وحيان وظاهر وتغلب وكثير . ورجل من المرطة : معشر . وعشرة رجال من عبادان : حمزة وشيبان وقاسم وجعفر وعمر وعامر وعبد المهيمن وعبد الوارث ومحمد وأحمد .

وأربعة عشر من اليمن : جبير وحويش ومالك وكعب وأحمد وشيبان وعامر وعمار وفهد وعاصم وحجرش وكلثوم وجابر ومحمد .

ورجلان من بدو مصر : عجلان ودواج . وثلاثة رجال من بدو عقيل :

منبه وضابط وعريان . ورجل من بدو أغير : عمر . ورجل من بدو شيبان : نهراش . ورجل من تميم : ريان . ورجل من بدو قين :

جابر . ورجل من بدو كلاب : مطر . وثلاثة رجال من موالي أهل البيت : عبد اللّه ومخنف وبرّاك . وأربعة رجال من موالي الأنبياء .

صباح وصياح وميمون وهود . ورجلان مملوكان : عبد اللّه وناصح .

ورجلان من الحلة : محمد وعلي . وثلاثة رجال من كربلا : حسين وحسين وحسن . ورجلان من النجف : جعفر ومحمد . وستة رجال من الأبدال ، كلهم أسماؤهم عبد اللّه . . . » الحديث[43].

وأورد السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة أسماء البلدان التي يخرج منها أنصار الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهي مأخوذة من مجموع الروايتين مرتبة على حروف المعجم وذكرها في ضمن الجدول التالي[44]:

العدد / اسم البلد / العدد / اسم البلد

1 / أسوان / 7 / الري

7 / أصحاب الكهف / 3 / سجستان

2 / إصطخر / 1 / اسلم

2 / الأهواز / 5 / سلمية

2 / أيلة / 4 / سمندار

1 / باغة / 1 / سمساط

1 / بالس / 4 / سنجار

9 / بارود / 2 / السند

19 / بتليس / 1 / شيراز

1 / بدا كذا / 2 / الصامغان[45]

3 / البصرة / 2 / صنعاء

1 / بعلبك / 1 / طازنيد الشرق

2 / بلمورق كذا / / وهو المرابط السياح

1 / بله / 24 / الطالقان

4 / بوشينج / 2 / طاهي

9 / بيروت / 7 / طبرستان

4 / التائبون سرنديب وسمندار[46] / 1 / طبرية

2 / التاجران من عانة إلى أنطاكية وغلامهما[47] / 1 / طرابلس

2 / ترمذ / 1 / الطواف الطالب للحق من يخشب[48]

5 / تفليس / 5 / طوس

3 / جابروان / 1 / عكبرا

1 / الجار / 1 / الفاريب

12 / جرجان / 1 / فرغانة

1 / الحارث / 4 / الفسطاط

1 / حديثة الموصل / 1 / فلسطين

2 / حران / 1 / قالس

4 / حلب / 1 / قليقلا

2 / حلوان / 1 / القبة

1 / خلاط / 1 / القريات

1 / خيبر / 2 / قزوين

3 / دمشق / 18 / قم

1 / دمياط / 1 / قندابيل

4 / الديلم / 2 / قعس

1 / الدنيل / 2 / القيروان

2 / الرافقة / 3 / كور كرمان

1 / الربذة / 1 / كوريا

3 / الرقة / 14 / الكوفة

1 / الرها / 1 / مازن

1 / ريدار / 1 / المتخلي بسقلبة[49]

شجاعتهم :

بقدر ما يكون الإنسان حاملا لمبدأ معين ، ومنتميا إلى عقيدة ومتمسكا بهذا المبدأ وهذه العقيدة ، مؤمنا بصوابيتهما ، وأنهما طريق الحق الذي لا يجوز التخلي عنه في حال من الأحوال . بقدر ما يكون صلب الإرادة والعزيمة والعنفوان .

فكيف إذا كان هذا المبدأ والنهج هو خط الإسلام والرسالة التي جاهد من أجلها الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم ، ثم الأوصياء من بعدهم لتصل النوبة إلى عصارة هذا الجهاد والكفاح ، إلى محقّق حلم الأنبياء صلوات اللّه عليهم المنادي بصوت الحق الذي صرخوا به ، وناضلوا من أجله ، لينتهي الأمر إلى تحقيق وإنجاز دولة العدل والحق ، دولة الإسلام المرتقبة في آخر الزمان . وأصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هم من سيكونوا بين يدي قائدهم وملهمهم ، وطوع أمره لإنجاز هذا الوعد ، وتحقيق هذا الحلم . فمنه يستمدون العزيمة والإرادة والشجاعة الكافية ليصبح الواحد منهم بأربعين ، وتصبح قلوبهم كزبر الحديد بل هي أشد من ذلك بكثير ، لو مروّا بالجبال لتدكدكت ، الواحد منهم أجرأ من ليث وأمضى من سنان .

قوّتهم هي قوة الإيمان باللّه عزّ وجل . . . وإرادتهم وشجاعتهم وبسالتهم يستمدّونها من هذا الإيمان ، فتكون القوة التي لا يقهرها أحد على الإطلاق .

وبمجرّد أن تلوح راية الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، تمتلئ نفوسهم وأرواحهم قوة وشجاعة .

يروي أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام في حديث يتحدّث فيه عن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . ثم ذكر رايته ، فقال :

« فإذا هزّها لم يبق مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد ، وأعطي قوة أربعين رجلا »[50].

وتصف بعض الروايات لحظة اجتماعهم بالإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

« فيصير مع قوم أسد بالنهار ورهبان بالليل . . . فإذا قام قائمنا المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كان الرجل من محبينا أجرأ من سيف وأمضى من سنان . . . »[51].

وعن العزيمة والقوة التي يستمدّونها من الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، يقول أمير المؤمنين عليه السّلام :

« . . . فإذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب . ووضع يده على رؤوس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد . وأعطاه اللّه عزّ وجل قوّة أربعين رجلا . . . »[52].

ومعنى « زبر الحديد » : بضم الأول وفتح الثاني ، جمع زبرة ، فهي القطعة منه . قال اللّه تعالى : ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ )[53]، أي قطع الحديد . وما هذا التشبيه لقلوب الأصحاب بقطع الحديد إلا للتأكيد على شجاعتهم وقوّتهم ، وعدم دخول الخوف أو الرعب إليهم . وأعظم من ذلك تشبيههم بالسيف والسنان ، فإنهم ليسوا فقط مثل هذه الجمادات في الأثر بل هم أجرأ وأقوى من ذلك .

ومن أوصاف الشجاعة والقوة التي وردت في الروايات ، ما رواه المجلسي في البحار عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله :

« ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات اللّه ، أشد من الجمر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها . . . رهبان بالليل ليوث بالنهار . . . إذا ساروا سار الرعب أمامهم مسيرة شهر . . . بهم ينصر اللّه إمام الحق »[54].

شعارهم :

الشعار يمكن أن يراد به أحد معنيين :

المعنى الأول : اللفظ الذي ينادى به في الحرب لأجل بث روح الحماس والإقدام في الجنود . وهو المعنى الذي كان مفهوما من اللفظ عند صدور الروايات . وقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يتّخذ الشعار في حروبه . والمعروف المروي أن شعار المسلمين يوم بدر : « يا منصور أمت »[55] ، ويوم بني الملوح :

« أمت أمت »[56].

المعنى الثاني : اللفظ الذي يصاغ للتثقيف الجماهيري ، يعبر عن مفهوم أو هدف معين . وهو المعنى المفهوم في عصرنا الحاضر[57].

والإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف صاحب أعظم نهضة وأهم ثورة في آخر الزمان ، وسيقود الجيش الذي من المتوقّع أن يتشكّل من أفراد ينتشرون في جميع أرجاء المعمورة .

والحروب التي سيخوضها لا تقل أهميّة عن ما سبقها من حروب خاضها الإسلام ضد الكفر . وفي هذه الحالة نحتاج إلى شعار ( سواء بالمعنى الأول أو الثاني ) ليكون تعبيرا وعنوانا لما يختلج في صدره وصدور أصحابه ، ووسيلة للإفصاح عن الهدف من هذه الثورة والنهضة الكبر .

فهل يوجد في الروايات ما يشير إلى الشعارات التي ينادي بها الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأصحابه ؟

الجواب : طائفة من الروايات نضعها بين يدي القارئ الكريم ليطّلع على ذلك .

روي في عيون أخبار الرضا عن الريّان بن شبيب عن الرضا عليه السّلام في حديث طويل قال :

« يا بن شبيب إن كنت باكيا فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام فإنّه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصرته فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السّلام . . . »[58].

وفي كامل الزيارات روى ابن قولويه بإسناده عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال :

« من زار الحسين عليه السّلام يوم عاشوراء من المحرّم . . . إلى أن يقول :

قال : قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضا ، قال : يقولون : عظّم اللّه أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السّلام ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . »[59].

وفي دلائل الإمامة عن الإمام الباقر عليه السّلام :

« أنه سئل : يا بن رسول اللّه ألستم كلكم قائمين بالحق ؟ قال : لمّا قتل جدّي الحسين عليه السّلام ضجّت الملائكة بالبكاء والنحيب ، وقالوا إلهنا وسيّدنا ، تصفح عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك ، وخيرتك من خلقك ؟ فأوحى اللّه إليهم قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف اللّه عزّ وجل لهم عن الأئمة من ولد الحسين فسرّت الملائكة بذلك ، ورأوا أحدهم قائما يصلّي فقال سبحانه : بهذا القائم أنتقم منهم »[60].

لقاء الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأصحابه :

من المعلوم لدينا بعد عرضنا لطائفة من الروايات الواردة في أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وخصوصا المتعلّق منها بجنسياتهم وبلدانهم ، أن ظهور الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يكون في مكة المكرّمة وأصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر ينتمون إلى بلدان ومناطق بعيدة عن مكة .

فكيف يتسنى لهؤلاء أن يلتحقوا بالإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويكونوا معه لحظة الظهور ويستمعوا إلى خطبته الأولى ، وإعطاءه البيعة وغيرها من الأمور التي تستدعي وجودهم معه .

الذي يبدو لنا من الروايات أن التحاقهم بالإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يأخذ أشكالا متعددة بحسب ظرف كل واحد منهم . ومن ذلك :

أولا : وصول الأصحاب إلى مكة بطريقة المعجزة ، فلو كان الواحد منهم بعيدا ، ومهما كانت المسافة بينه وبين مكة ، فإن اللّه عزّ وجل يوصلهم إلى الإمام عن طريق غير اعتيادي عبر إظهار معجزته في هذا الأمر ، وهذا ما يسهّل وصولهم بسرعة فائقة .

ومن مصاديق هذا الإعجاز :

أن وصولهم عن طريق طي الأرض لهم ، كما في بعض الروايات :

« فيصير إليه أنصاره من أطراف الأرض تطوى لهم طيّا ، حتى يبايعوه » .

وفي خبر آخر رواه الطبرسي :

« فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا ، حتى يبايعوه » .

ثانيا : وصولهم عبر السحاب . كما في رواية عن الإمام الباقر عليه السّلام :

« . . . بعضهم يحمل في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته . . . » .

ثالثا : وصولهم وهم نائمون في فرشهم ، فما يدرون إلّا وهم بين يديه ، وهو ما جاء في تكملة الرواية السابقة :

« . . . وبعضهم نائم على فراشه ، فيوافيه في مكة على غير ميعاد . . . » .

رابعا : وصولهم عبر الطرق العادية والسفر الطبيعي إلى مكة . وهؤلاء قد يكونوا في مكة يوم الظهور حيث يتوافدون إليها بعد سماعهم أو معرفتهم ببعض علامات الظهور مثل النداء من السماء في شهر رمضان ، فيأتون إلى مكة مع الناس في موسم الحج ويمكثون فيها إلى يوم الظهور في العاشر من المحرّم ، وليس من الضروري أن يكون هؤلاء من الذين يعرفون أنفسهم أنهم بالتحديد من أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وليس من الضروري أن يعرف الواحد منهم الآخر ، حيث يتكفّل اللّه عزّ وجل باجتماعهم من خلال هذه الطرق المتعددة من المناطق المختلفة :

« يجتمعون في ساعة واحدة ، كما تجتمع قزع الخريف » .

أي قطعا كقطع السحاب حين تجتمع في السماء .

 

[1] البحار ، ج 52 ، ص 308 .

[2] الإمام المهدي من المهد إلى الظهور ، القزويني ، ص 395 - 396 .

[3] مفاتيح الجنان ، ص 464 ، زيارة عاشوراء غير المعروفة .

[4] مفاتيح الجنان ، ص 457 ، والزيارة مروية عن الإمام الباقر عليه السّلام .

[5] المصدر نفسه ، ص 525 ، والزيارة مروية عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

[6] المصدر نفسه ، ص 528 .

[7] حياة الإمام المهدي ، القرشي ، ص 288 ، نقلا عن الفتوحات المكية .

[8] ينابيع المودة ، ص 424 .

[9] البحار ، ج 13 ، ص 180 .

[10] سورة هود ، الآية : 80 .

[11] ينابيع المودة ، ص 538 .

[12] منتخب الأثر ، ص 489 ، ج 2 ، نقلا عن كنز العمال .

[13] الغيبة ، النعماني ، ص 169 .

[14] منتخب الأثر ، ص 490 ، ح 4 ، نقلا عن دلائل الإمامة .

[15] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 371 ، نقلا عن الحادي للسيوطي ، ج 3 ، ص 148 .

[16] الغيبة ، النعماني ، ص 171 .

[17] البحار ، ج 13 ، ص 180 .

[18] الفصول المهمة ، ابن الصباغ ، ص 221 .

[19] البحار ، ج 13 ، ص 180 .

[20] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 332 .

[21] منتخب الأثر ، ص 480 و 481 ، ح 5 وح 6 .

[22] المصدر نفسه .

[23] منتخب الأثر ، ص 481 ، ح 7 .

[24] الغيبة ، النعماني ، ص 170 .

[25] المصدر نفسه ، ص 169 .

[26] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 494 ، نقلا عن السيوطي في الحاوي ، ج 2 ، ص 144 - 145 .

[27] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 494 ، نقلا عن السيوطي في الحاوي ، ج 2 ، ص 52 .

[28] إكمال الدين ، نقلا عن تاريخ ما بعد الظهور ، ص 376 .

[29] منتخب الأثر ، ص 481 ، ج 1 .

[30] المصدر السابق ، ج 2 .

[31] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 371 .

[32] أعلام الورى ، الطبرسي ، ص 430 .

[33] البحار ، ج 52 ، ص 274 ، ح 117 .

[34] عقد الدرر ، حديث 124 و 162 و 164 .

[35] ينابيع المودة ، القندوزي ، ص 449 .

[36] البحار ، ج 52 ، ص 307 ، ح 82 .

[37] الغيبة ، النعمان ، ص 122 .

[38] ينابيع المودة ، ص 563 .

[39] كامل الزيارات ، ابن قولويه ، ص 120 .

[40] الغيبة ، النعماني ، ص 122 .

[41] قوله : كنوز لا ذهب ولا فضة ، ورد بالنسبة إلى الطالقان في الرواية السابقة لا بالنسبة إلى خراسان ، فلعل قوله : وفي خراسان هنا ، زائد والعبارة تنسجم بدونه .

[42] ص 193 وما بعدها إلى عدة صفحات ط إيران .

[43] الملاحم والفتن ، ابن طاووس ، ص 119 .

[44] أعيان الشيعة ، ج 1 ، ص 84 .

[45] مدينة عند حدود طبرستان .

[46] في الرواية أنهم أربعة من تجار فارس يخرجون عن تجارتهم فيستوطنون سرنديب وسمنداز حتى يسمعوا الصوت ويمضون إليه .

[47] في الرواية أنهما يخرجان مع غلام لهما أعجمي في رفقة من التجار يريدون أنطاكية فيسمعون الصوت فيذهلون عن تجارتهم ويفتقدهم رفقاؤهم ثم يبيعون لهم تجارتهم ويحملونها إلى أهاليهم وبعد ستة أشهر يوافون إلى أهاليهم على مقدمة القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

[48] هو رجل من أهل يخشب قد كتب الحديث وعرف الاختلاف وبين الناس فلا يزال يطوف بالبلاد حتى يأتيه المر وهو يسير في الموصل إلى الرها فيمضي حتى يوافي مكة .

[49] في الرواية أنه رجل من أبناء الروم لا يزال يخرج إلى بلد الإسلام يجول بلدانها حتى يمن اللّه عليه بمعرفة الأمر الذي أنتم عليه فيدخل سقلبة ويعبد اللّه حتى يسمع الصوب فيجيبه .

[50] الغيبة ، النعماني ، ص 167 .

[51] ينابيع المودة ، القندوزي ، ص 538 .

[52] أعلام الورى ، الطبرسي ، ص 435 .

[53] سورة الكهف ، الآية : 96 .

[54] البحار ، ج 131 ، ص 180 .

[55] راجع وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، كتاب الجهاد ، باب استحباب اتخاذ المسلمين شعارا .

[56] المصدر نفسه .

[57] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 508 - 509 .

[58] منتخب الأثر ، ص 30 ، ح 14 .

[59] كامل الزيارات ، ص 175 ، ومفاتيح الجنان ، ص 454 .

[60] منتخب الأثر ، ص 303 ، ح 1 ، نقلا عن دلائل الإمامة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.