أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2023
1311
التاريخ: 12/9/2022
4986
التاريخ: 15-1-2016
2092
التاريخ: 30-8-2022
1537
|
تبدأ المرحلة الثانية من عمر الطفل في السبعة الثانية وتنتهي في الأربعة عشر عام، وتعتبر هذه الفترة أكثر أهمية، لأنه يفترض به تعلم القواعد الأساسية للحياة والتي تستمر معه حتى نهاية عمره، يجتاز الطفل في هذا العمر مرحلتي الابتدائية والمتوسطة والتي تتخللها أبعاد أساسية.
لحياته لون وصفة اجتماعية. سيتعرف على طلاب المدرسة ومجموعة اللعب، ويحدث أثنائها التبادل الثقافي، يتحسس الآباء والمربون بصدد مصيره ولا يمكنهم اهمال الوضع لأن هذه المرحلة محددة للمصير وتعتبر مرحلة اكتساب الآداب، هنالك الكثير من الأسس الحياتية بنيت في الفترة السابقة وتحتاج هنا إلى التثبيت، ولا ننسى بأنها تمتاز بقابلية الطفل على الانعطاف أكثر من المراحل الآتية لهذا من الضروري تحكيم أسس سعادته.
خصوصيات السبعة الثانية من عمر الطفل
بنظرة جامعة وكلية يجب التطرق إلى المراحل المختلفة لهذا العمر، لو قسمنا السنين إلى ستة مراحل ستكون الفترات التي تتعاقب في هذه المرحلة بالشكل التالي:
- (7- 9) سنة فترة التفكر المنطقي، ويصبح الطفل من أهل الفكر ويحاول فهم علاقة العلة والمعلول(1).
- (9-11) سنة فترة قبول الدليل، لو اردنا الاستدلال على أمر ما فإنه سيوافق على دليلنا ولكنه لا يستطيع الإتيان بالدليل للآخرين(2).
-(11 ـ 14) سنة فترة الصحوات(3)، وللبعض تكون فترة النضوج، وتؤثر في مجالات النفس والعائلة والمجتمع والبلوغ والمذاهب ونوع العلاقات الجارية حوله وحتى في مجال اليقظة العاطفية والذهنية والروحية و...الخ.
- في حدود السنة الثامنة يواجه مصاعب قليلة من خلال تحديده ويجب أن تكون المراقبة عليه لكي لا يسيء استغلال ذلك، يجب أن يعتاد في هذا السن وحتى قبل هذا على صرف النظر عن جزء من رغباته في سبيل المجتمع وأن يكون حليماً صابراً ومتحملاً.
- ابتداء من عمر الحادي عشر تظهر عليه علامات الاصرار على طلب الحرية ويرغب أن يذهب إلى خارج البيت بدون إجازة، ويشتري لنفسه ويؤمن ما يحتاجه.
الطفل مغرور وطموح يتصور بانه مركز العالم ومن الممكن أن يخرجه الغرور من حالة الاعتدال. يكون عادة في حالة رضا عن نفسه وتكبر وتدلل وهذا مقدمة لانفصاله تدريجياً عن الآباء لكي يحصل على الاستقلال في المستقبل.
ويمثل هذا العمر أيضاً مرحلة الرفاقة وكسب الرفيق الذي من الممكن أن يكون بنفعه واضراره(4).
فوائد المراقبة
مع أن تلك الرغبات تشير إلى الرشد ولكن يجب ان يرافقها الاحتياط وتصاحبها المراقبة، وان متابعة سلوك الفرد في هذه المرحلة الخطرة ضروري جداً لان هناك أضرار جدية تهدده فيها بالإضافة إلى ازدياد الوسوسات في داخله ولهذا من الممكن أن يسبب الضرر لنفسه الأمر المهم جداً هو أن ملاحظة ظروفه ومقتضيات حياته بصورة دقيقة جداً وأن نتفكر بالعوامل التي تكون أساس فكره وسلوكه وأن نقيم أعماله ونتقدم بصورة منطقية إلى الأمام لهدايته.
لا شك أنه سيصل إلى المراحل الآتية في ظل الرشد الفكري وكسب التجارب والوعي اللازم ويكون فيها هو المسيطر(5)، على نفسه، ولكن للوصول إلى تلك المرحلة بقي امامه زمن طويل، ويجب إجراء برنامجين بصدده هما.
1ـ إعطائه المعلومات اللازمة لنموه بصورة رسمية ودراسية أو عن طريق وضع القدوة في طريقه.
2ـ نطلب منه التنفيذ والعمل لكي يعتاد على إرادتنا في مجالات التنمية والتربية ولا يتثاقل من تحديده ووضع القيود النافعة له.
لا شك أنه يسعى في التربية إلى أن يكون التعليم والأمر والنهي عادي جداً وصميمي وتحل مسائله وصعوباته بصورة منطقية وحميمة ولا داعي لاستعمال أسلوب القوة و القدرة، تطبيق الحدود يجب أن ينسجم مع رغباته، وان إجراء تمرين اتخاذ القرار يكون بعهدته ولا دور للأولياء سوى الإشراف والهداية.
مساحة السيطرة
مساحتها واسعة جداً وتشمل جميع الأمور والحالات والحركات التي تصدر منه والتي توجب خير ومصلحة الفرد والمجتمع. منها: الذهاب والإياب والمعاشرات وطريقة تعامله مع الأصغر منه والأكبر وكذلك وضعه العبادي والتطبيقي الذي سيكون مقدمة لنموه.
نعلم بأن وجوب الصلاة يكون في سن البلوغ أو التكليف ولكن الحديث يؤكد: (مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً)(6).
وكذلك الحالة بالنسبة للصيام(7)، فإن التمرن عليه بصيام فترات قصار من اليوم، ويبدأ ذلك ابتداءً من السبع سنين مع الاحتفاظ والاستمرار بالمراقبة، يطمح الطفل إلى الاستقلال خصوصاً في السبعة الأولى. لأنه أمضى فترة كانت حريته فيها واسعة جداً واعتاد على ذلك، ولكن هذا الأمر يجب أن يتحول إلى صورة الطموح الاجتماعي، وخير قدوة له في هذا السبيل هم الأولياء ويجب أن يشاهد ذلك فيهم. تشير بحوث العلماء إلى آن الأطفال الذين كانت لهم حريات غير محدودة جعلت منهم أناساً مفرطين ومتهورين وأدت بهم إلى السقوط الأخلاقي أو الانحطاط.
حدد الإسلام حدوداً لحرية الأجيال كما جاء في الحديث: (... وعبد سبع سنين)(8)، ونحن لا نقلق من ذلك لأنه لا يقتصر على منع الأضرار عنه فقط وإنما يجعله أطهر وأكثر تهذبياً ويعدّ له أرضية لحياة مفيدة ومثمرة ولاستثمار أفضل من الحرية.
في باب المعاشرة
يعيش الطفل بعد ولادته الوحدة وغالباً ما يلعب مع نفسه. انظر إلى الطفل باستمرار ستراه بحالة استراحة أو مستيقظاً ويلعب بأصابعه أو يرفع قدميه إلى الأعلى وينظر إلى أصابع قدميه، وبعد مرور سنة يزداد تعلقه وأنسه بوالديه. وحتى الثالث من عمره من الممكن أن نراه يلعب مع طفل أو طفلين وإلى السادسة من عمره يزداد عدد رفاق لعبه إلى الخمسة وهكذا يزداد العدد تدريجياً مع زيادة العمر حتى يبلغ الحادية عشر من عمره وتسمى هذه المرحلة بمرحلة المعاشرة بحيث يمكنه الارتباط حتى مع أكثر من عشرة أصدقاء ورفاق(9).
يجب أن يختص قسم من سيطرتنا لهذه المعاشرة وأسلوبها لأن الأصدقاء سبب للتطور أو الانحطاط: {يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}[الفرقان: 28]، يجب أن يتصف الأصدقاء بالاعتدال وان تكون هناك رقابة للعلاقات لأن الألفة الشديدة تؤدي أحيانا إلى طرق ضيقة. من الطبيعي أن يكون هناك حق طبيعي للطفل في دعوة أصدقائه إلى البيت واللعب معهم فترة أو يدرسون سوية ولكن هذا الارتباط المحدود يحتاج أيضاً الى الرقابة وخصوصاً في مرحلة ما بعد الثماني سنين وفي مرحلة البلوغ.
نوع السيطرة
تفضل السيطرة غير المباشرة والمتابعة الحثيثة والقريبة جداً ولكن عندما تستوجب المصلحة لا مانع من جعلها علنية ومباشرة، ويجب مواجهة اعتراض الطفل بالأسلوب الملائم وإفهامه أن هذه السيطرة سترفع منه متى ما بلغ مرحلة السيطرة الذاتية وتوفرت شروط الصلاحية واللياقة فيه.
عندما نمنع الطفل عن أمر يجب أن يكون أسلوب ذلك بالشكل الذي يجعل الطفل واعياً إلى العواقب المفيدة لذلك المنع أو داركاً لأضرار عدمه ونقنعه بأن ذلك في صلاحه وخيره دون أن يعود على الأولياء بنفع خاص أو قصد خاص سوى حب الخير له ولمصلحته.
أن الطفل في التاسعة من عمره يدخل مرحلة قبول البرهان والدليل وأن استدلال الأبوان في تحديده سيكون مقنعاً له. سيتكون منطقهم من تجارب الآخرين ويكون أسلوب الإلقاء مؤثر فيه بشدة وحتى في بعض الموارد يجب القول (لكوننا نحبك لا نسمح لك بفعل هذا).
قواعد السيطرة في سنين الطفول (السبعة الثانية)
- لا ننسى أن التحديد يختلف عن سلب الحرية واستبداد الشخص وخنقه.
- يجب مراقبته والسيطرة عليه ونحاول أن لا نتدخل في أعماله البسيطة وعديمة الضرر.
- يجب أن لا يتجاوز التحديد الحد المسموح بحيث يجبره على الكذب والتملق لتأمين حريته.
- يجب إعطائه دروساً في الصبر والتحمل عن طريق الالقاء والتلقين والقدوة.
- يجب زيادة مستوى الحرية بنفس زيادة مستوى رشده وصلاحيته.
- يجب توضيح دليل زيادة الحرية أو التحديد بأسلوب طفولي واضح له.
- اشر له عن طريق بعض المواقف بأن له حدوداً أيضاً ومتفق عليها.
- لا يفوتنا ذكر الأفراد الذ بن كانت حريتهم ناقصة سيكونون في السنين اللاحقة مستبدون ومقاومون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مراحل التربية: شكوهي، فصل الطفل.
2ـ بحوث الكاتب.
3ـ معرفة هداية وتربية الشباب والفتيان، للكاتب: فصل في الخصائص والخصوصيات.
4ـ فلسفة التربية اسنيدرس: فصل تقارير المدرسة.
5ـ مرحلة السيطرة الذاتية.
6ـ الحديث: ج3، ص81.
7ـ مثل صيام الصبح إلى الظهر أو الظهر إلى العصر.
8ـ مكارم الأخلاق: ص255.
Camaraderie9
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|