المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كشف الأسرار
26-9-2018
الامام علي وفتح خراسان
26-6-2020
تعدّد الزوجات وعوامله / الزواج الضروري
2024-05-05
نقاتل من أجل الصلاة
9-10-2021
تفسير الاية ( 60) من سورة البقرة
12-2-2017
صفات الباحث الناجح - الصبر والمثابرة
23-4-2018


الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب  
  
35   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-11-22
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص111ــ114
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-08 1154
التاريخ: 7/9/2022 1451
التاريخ: 2024-09-26 275
التاريخ: 2024-09-23 213

لم تكن طبيعة الإمام علي (عليه السلام) في تعامله مع أهل الكتاب مختلفة عن الموازيين المقاييس التي حددها القرآن الكريم، والرسول الأمين (صلى الله عليه وآله).

فعندما كان الإمام يوصي ولاته في الأمصار بالحفاظ على شؤون الناس، ورعايتها، كان كلامه يشمل أهل الذمة أيضاً.

ففي عهد الإمام (عليه السلام) لمالك الأشتر يقول:

((واعلم أن الرعية طبقاتٌ لا يَصلُحُ بعضها إلا ببعضٍ، ولا غنى ببعضها عن بعض)):

فمنها جنود الله، ومنها كُتَّابُ العامة والخاصة، ومنها قُضَاةُ العدل، ومنها عُمَّال الإنصاف والرفق، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الدّمة ومُسْلِمَة الناس، ومنها التجار وأهل الصناعات، ومنها الطبقات السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة، وكلُّ قد الله له سهمه، ووضع على حده فريضةً في كتابه أو سُنَّة نبيه (صلى الله عليه وآله) عهداً منهُ عندنا محفوظاً(1).

وقد ذكرت بعض الكتب التاريخية الآداب التي كان يتعامل فيها الإمام علي (عليه السلام) مع أهل الكتاب، ومما جاء من سيرته في ذلك.

أن الإمام (عليه السلام) صاحب ذات ليلةٍ مسيحياً في الكوفة، وهو خليفة المسلمين، حتى كانا في مفترق الطريق، فلم يفارقه الإمام (عليه السلام) بل صاحبه ماشياً نحو بيت المسيحي إلى مسافةٍ ما، ثم ودعه وأمَّ الرجوع، فقال له المسيحي: ظننت أن لك في هذه الحارة شغلاً.

فقال (عليه السلام) ما مؤاده: كلا، بل من شأن الصاحب أن يشايع صاحبه إلى مسافةٍ ما - حتى يأمن عليه ـ.

فقال المسيحي: وهل هذه هي تعاليم الإسلام.

فقال له الإمام: نعم.

فعند ذلك أسلم ذلك النصراني(2).

فهذه صورة واضحة عن أخلاق خليفة المسلمين مع الإنسان المسيحي وقد ذكرت حادثة أخرى في هذا المجال وهي:

أن الإمام علي (عليه السلام) افتقد درعه فوجدها عند رجل نصراني، فأقبل به يقاضيه إلى شريح القاضي وقال: إنها درعي ولم أبع ولم أهب.

فسأل شريح القاضي النصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟.

قال: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب!.

فالتفت شريح إلى الإمام يسأله: يا أمير المؤمنين هل من بينه؟.

فضحك الإمام وقال: أصاب شريح، ما لي بينة.

فقضى شريح بالدرع للنصراني. فأخذها ومشى (وأمير المؤمنين ينظر إليه..) إلا أن النصراني لم يخطو خطوات حتى عاد يقول: أما أنا فأشهد أنّ هذه أحكام أنبياء، أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه فيقضي عليه، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين.... فقال علي (عليه السلام): أما إذا أسلمت فهي لك(3).

ومما اختُصَّ به أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) هو ذلك الحب الذي وهبه إيَّاه جميع الناس على اختلاف أديانهم، نتيجة لسياسته الحكيمة، وتعامله المميز معهم على قواعد المحبة والأدب والاحترام للإنسان بما هو إنسان.

قال شارح النهج المعتزلي

((وما أقول في رجل تحبّه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها، حاملاً سيفه، مشمراً لحربه، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها!.

كان على سيف عَضُد الدولة بن بُوَيه، وسيف أبيه ركن الدولة صورته، وكان على سيف إلب ارسلان وابنه ملكشاه صورته، كأنهم يتفاءلون به النصر والظفر))(4).

_______________________________

(1) نهج البلاغة : الكتاب 53.

(2) راجع التكامل في الإسلام : أحمد أمين ج 1 ص 130.

(3) سنن البيهقي ج 10 ص 136 وفي ج 4 ص 6. - وذكر الحادثة سيد قطب في كتابه : نحو مجتمع إسلامي ص 128.

(4) شرح نهج البلاغة. ابن أبي الحديد ج 1 ص 28. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.