أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
7316
التاريخ: 14-1-2016
2341
التاريخ: 3-1-2018
1766
التاريخ: 4-5-2021
2210
|
هل تعلمون لماذا يعين المهر في عقد الزواج؟ هل إعطاء المهر للزوجة هو للتعويض عن الجهود التي بذلها والد ووالدة الفتاة من أجل تربيتها وإعدادها للزواج؟ هل الهدف من تعيين المهر هو تحديد وتقييم المكانة الاجتماعية والعائلية للعروس؟ هل المهر هو وسيلة لتوثيق وتعزيز العلاقة الزوجية والحيلولة دون حدوث خلافات بين الزوجة والزوج تؤدي في النهاية إلى الطلاق؟ وقد يقول البعض بأن المهر هو التزام يمكن عند الضرورة استخدامه كلجام للسيطرة على الزوج المتمرد؟
في الرسالة التالية التي بعثت بها إلينا هذه الأخت الواعية تلاحظون نموذجاً من هذا التصور أو الاعتقاد (الخاطئ):
الرسالة:.. السلام عليكم، أتمنى لكم التوفيق.
لقد حدثت لي مشكلة، وإني بحاجة إلى التشاور والتداول معكم بشأنها.
إني امرأة أبلغ... من العمر، عندي صبي في .. من العمر واسمه...، وبنت اسمها....
لقد جاءني كثيرون يطلبون الزواج مني ولكن والدي كان يرفض كل وحد منهم بحجة معينة ويقول: إن الذي يصيح صهري يجب أن يكون في مستواي من حيث الثراء والمال، وأحياناً كانت الأمور تصل إلى مرحلة الكلام عن عقد القران ولكن سرعان ما كان ينهار كل شيء لأن والدي كان يتشدد في قضية تعيين مبلغ المهر ويضع شروطاً وطلبات أخرى أمام العريس. قلت لوالدي: والدي العزيز! إذا لم يتمكن الرجل والمرأة من العيش معاً فإن المهر الغالي لا يجدي نفعاً في هذه الحالة. ولكن والدي لم يكن يقبل بهذا الكلام وكان يقول لي: إنك لا تفهمين ولم تواجهي حلو الحياة ومرها، إن المهر الغالي يا ابنتي يكبح جماح الزوج ويحول دون تمرّده عليك.
أحد الذين تقدموا لخطبتي كنت أعرفه جيداً وهو من أسرة طيبة وكريمة ولكن هذا الخطيب غادر منزلنا دون عودة لكثرة ما تحدث معه والدي حول المهر والحلي والمجوهرات والملابس ومراسم حفل الزواج وغيرها من الامور الثانوية التي تثقل كاهل الشاب الذي يريد الزواج. وأخيراً وبعد انتظار دام عدة سنوات تقدم شاب لخطبتي وطلب منه والدي المهر الذي يريده حيث وقع الشاب وثيقة الزواج ومبلغ المهر المدون فيها. ورغم ان قلبي لم يكن راضياً للزواج من هذا الشخص إلا أنني وافقت في النهاية نتيجة لإصرار والدي..
بدأت مع هذا الشخص حياة زوجية جيدة فقد كنا نحب بعضنا بعضا ولم نواجه مشكلة معينة. ولكن عندما بدأت بنقل جهازي وأثاثي المنزلي إلى ببت الزوجية أخذت شقيقة زوجي توجه لي الانتقادات وبدأت تعيّرني وتتبجّح أمامي بأن جهازها وأثاثها المنزلي أفضل من أثاثي وهنا تدخلت والدة زوجي وأخذت تنصح ابنتها. حيث إن والدة زوجي هي حقاً امرأة واعية تتمتع بالفهم والادراك، وبهذا فقد انتهى هذا الخلاف...
توضيح ورد : سلام وتحية لك أيتها الأخت الفاضلة وبعد :
بالطبع حيثما كان هناك فهم وإدراك وقبول لمنطق الحق فإن نار الخلافات والحسد تنطفئ وتزول وتصبح الحياة حلوة ذات بهجة وصفاء. والحقيقة أن أسباب وفلسفة تعيين المهر في عقد الزواج ليست هي كلها التي أشرت إليها في رسالتك ولا هي تلك التي كان يتصورها والدك في ذهنه، فغلاء مهر الفتاة ليس فقط لا يؤدي إلى الألفة وتعزيز عرى الحياة الزوجية بين الشاب والفتاة بل إنه في أغلب الأحيان يكون سبباً في حدوث خلافات وعداوات وتأجيج نار الحسد والضغينة الخفيّة وغير الظاهرة، لأن الأمر لا يخرج عن هاتين الحالتين:
أ - إذا التزم الزوج بما تعهّد به وقبل بالمهر الغالي، فإنه - نتيجة لهذا الالتزام والدين الذي بذمته - يشعر بالتعب من هذا المهر الغالي الذي يثقل كاهله، وبالتالي يشعر بعدم الارتياح تجاه أولئك الذين سببوا له هذا الإرهاق وهذه الضغوط. وحالة عدم الارتياح والانزعاج هذه تقلل من مشاعر المحبة والود التي يكنّها الزوج تجاه زوجته. حيث إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: [لا تغالوا بمهور النساء فتكون عداوة](1).
ب - أما إذا كان العريس من النوع الذي لا يلتزم بما تعهّد به فإنه يبحث عن أية حجة أو ذريعة لكي ينقض عهده ويتملص مما تعهد به فيحرق بنار حقده وانتقامه كل ما التزم وتعهد به ويدمر بالتالي حياته. فالمهم إذن هو إيمان الشاب ومدى التزامه بتعهداته حيث يجب على والد الفتاة أن يحقق أولاً حول هذه الأمور وينتبه إليها ويؤكد ويصر عليها. وبالطبع فإن عريساً كهذا صاحب عزيمة وإرادة ويلتزم بعهوده، إذا ما قدم هدية لزوجته تحت عنوان المهر أو «الصداق» فإنه بذلك:
أ- يعبّر عن صدقه ومحبته لزوجته.
ب - يوفّر لها دعماً مالياً يمكنها أن تطمئن إليه لدى مواجهتها أحداثاً غير متوقعة ومشاكل مادية بحيث تستطيع في ظل هذا الدعم المالي أن تواصل العيش بشرف وكرامة وعفّة ريثما تزول تلك الأحداث الطارئة وتحل مشاكلها. وحبذا لو أن والدك كان يعرف هذه الحكمة السامية ولم يفكر في ترويض صهره وكبح جماحه (على حد زعمه) من خلال إثقال كاهله بمهر غالٍ مرتفع لأن الشخص الذي لا إيمان له ولا يلتزم بعهوده لا يقبل بالحق والعدل ولا ينفذ ما تعهد به حيث «لا عهد لمن لا دين له». وليتك لم تقبلي بإصرار والدك على الزواج من هذا الشخص لأن الله سبحانه وتعالى منحك أنتِ بالدرجة الأولى حق قبول أو رفض عقد الزواج. إن الزواج الذي يقوم على أساس الثروة والمال يؤدي في النهاية إلى الانفصال (الطلاق) والبغضاء والعداوة. كما تلاحظون ذلك في بقية الرسالة التي بعثت بها هذه الأخت الكريمة.
الرسالة:... لقد عشنا على مدى ثلاث سنوات حياة زوجية جيدة سادها المحبة والوئام إلى حد ما.. أما الآن فإن حياتي اصبحت كساحة صراع، لا بد وأنكم تسألون لماذا؟
... عندما تزوج شقيقي ذهبت إلى بيته برفقة زوجي، ولم تمض سوى دقائق على وجودنا في بيت شقيقي لاحظت ان حالة زوجي قد انقبت وبدا عليه الامتعاض والتأثر والتألم إذ لم يعد يقرّ له قرار، وكان يرفض تناول الشاي والمرطبات والحلويات ويقول: إني لا أشتهي الأكل، صحتي ليست على ما يرام، يجب أن أعود إلى البيت.. وصلنا إلى البيت في البداية كان يقول: إني مريض، ولكن ليس شيئا مهما، سوف تتحسن حالتي...
ولكنه انفجر فجأة وهو يصرخ ويقول: لقد اشترى والدك الاحمق هذا البيت لشقيقك لكي يحقرني ويستهين بي، إن أباك شخص كذّاب فهو يقول باستمرار إني أحب صهري كما أحب ولدي، فأين إذن هذه المحبة؟! هل تسمينه أثاث وجهاز ذلك الذي أعطاه لكِ أهلك! إن شقيقتي كانت على حق عندما قالت بأن أهلك قد أهانونا واستصغروا شأننا..
إني لا أحبك أبداً، وقد تزوجتك من أجل ثروة والدك والآن فإني أرى بأن والدد يبدد ثروته. إن أبوك ليس إنسانا مدركاً. فلو كان كذلك لأشرى منزلاً لصهره أيضاً.
أخي السيد حسيني! ماذا أقول؟! فبعد أن كنا زوجين متحابين نعيش حياة سعيدة، وصل بنا الأمر ان أحدنا صار يقف بوجه الآخر بحيث لا يمر علينا يوم إلا ونتنازع فيه وينهال عليّ بالضرب وأخذ زوجي يكيل لي ولشقيقي ولوالدي الشتائم والإهانات بحيث لم أعد أطيق ذلك.. وقررت الذهاب إلى بيت والدي حيث أعيش الآن...
لقد أرسل زوجي إليّ مرات عديدة يقود لي: إن والدك عديه أن يشترى لي بيتاً ثمنه ضعف ثمن البيت الذي سبق أن اشتراه لشقيقك أو أن تهبي لي صداقك و تطلبي الطلاق واذا لم تفعلي ذلك فعليك البقاء في بيت أبيك حتى يغزو البياض شعر رأسك.
إني أحب زوجي وابنتي وابني وأريد أن أعيش وأرغب في العودة إلى بيت زوجي أقول لوالدي: يا أبي! افعل شيئا، فيقول لي: اصبري!! فلو كان زوجك فيلاً لصرعته... إني لا أدري ماذا أفعل، ساعدوني بالله عليكم.
أيتها الأخت الكريمة! يظهر من خلال رسالتك بأنك امرأة لائقة تتمتعين بالفهم والوعي ولهذا، فبعد وقوع الأحداث التي أشرت إليها أوصيك بالصبر والاستقامة ولا تفقدي الأمل ولا تسمحي للأحداث بأن تؤثر على نفسيتك وتحطم معنوياتك، قوي ثقتك بالله واطلبي العون منه واختاري أفضل الحلول.
... لعل زوجك يسمع نصيحة أحد ويقتنع وتنساق نفسه الحريصة الجشعة لنداء المنطق والعقل. لأن نصيحة بسيطة قد تؤثر فيه وتروض طباعه المتمردة الناكثة للعهود، وتطفئ نار الحسد في قلبه وتوقظ شعوره النائم، لأن نار الحسد تشلّ الفهم والإدراك وتحرق كل ما هو طيب وحسن وجميل وتحول الحياة إلى رماد. ولعل زوجك يقرأ هذه السطور ويفكر في عذاب الله ويكبح بالتالي جماح الحسد في نفسه ويعود إليك وإلى سعادة الحياة الزوجية. لأن الحسد تكون نتيجته شقاء الدنيا والآخرة.
... قوي ثقتك بالله ولطفه ورحمته.
________________________________
(1) غرر الحكم للآمدي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|