المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الخصومة النيابية والقانونية
8-8-2022
عود الأرواح بعد إزهاقها وحصول الموت
9-08-2015
حساسية للمخلات Pickles Allergy
19-8-2019
استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله)
9-9-2018
الحماية الجمركية على السلع الزراعية
2024-07-13
Voltage regulation
6-5-2021


مناقب وخصائص الامام العسكري  
  
4656   04:27 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 , ص147-152
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

قال محمد بن يعقوب عن رجاله قالوا : كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقمّ وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت فجرى في مجلسه ذكر العلويّة يوماً فقال : ما رأيت ولا عرفت من العلويّة مثل الحسن بن عليّ بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم كافّة وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر وكذلك كانت حاله عند القوّاد والوزراء وعامّة الناس وأذكر أنّي كنت يوماً قائماً على رأس أبي إذ دخل حجّابه فقالوا : أبو محمد ابن الرضا بالباب فقال بصوت عال : أذنوا له فتعجّبت من جسارتهم أن يُكنّوا رجلاً بحضرة أبي ولم يكن يكّنى عنده إلاّ خليفة أو وليّ عهد أو من أمر السلطان فدخل رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه حديث السنّ له جلالة وهيئة حسنة فلمّا نظر إليه قام يمشي إليه خطاً ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقوّاد فلمّا دنا منه عانقه وقبّل وجهه وصدّره وأخذ بيده وأجلسه على مصلاّه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلاً عليه بوجهه وجعل يكلّمه ويفديه بنفسه وأنا متعجّب ممّا أرى منه إذ دخل الحاجب فقال : الموفقّ قد جاء وكان الموفّق إذا دخل على أبي يقدمه حجّابه وخاصّة قوّاده فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج فلم يزل أبي مقبلاً على أبي محمد حتّى نظر إلى غلمان الخاصّة فقال حينئذ : إذا شئت جعلت فداك ثمّ قال لحجّابه : خذوا به خلف السماطين لايره هذا يعني الموفّق ؛ فقام وقام أبي وعانقه ومضى فلم أزل يومي ذلك متفكّراً في أمره وأمر أبي وما رأيته منه حتّى كان الليل فلمّا صلّى العتمة وجلس جلست بين يديه وليس عنده أحدٌ فقال يا أحمد ألك حاجة؟ قلت : نعم يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاِجلال والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك؟ فقال : يا بنيّ ذلك إمام الرافضة الحسن بن عليّ المعروف بابن الرضا ثمّ سكت ساعة وأنا ساكت ثمّ قال : يا بنيّ لو زالت الاِمامة عن خلفاء بني العبّاس ما استحقّها أحدٌ من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً ؛ فازددت قلقاً وتفكّراً وغيظاً على أبي ولم تكن لي همّة بعد ذلك إلاّ السؤال عن خبره فما سألت أحداً من بني هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلاّ وجدته عنده في غاية الاِجلال والاِعظام والمحلّ الرفيع والتقديم له على جميع أهل بيته فعظم قدره عندي إذ لم أجد له وليّاً ولا عدوّاً إلاّ وهو يحسن القول فيه والثناء عليه .

فقال له بعض الحاضرين : فما خبر أخيه جعفر؟ فقال : ومن جعفر فيسأل عن خبره أو يقرن الحسن بجعفر! إنَّ جعفراً معلن الفسق فاجر شرّيب للخمور أقلّ من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ؛ ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن ابن عليّ ما تعجّبت منه وما ظننت أنّه يكون وذلك أنّه لمّا اعتلّ بُعث إلى أبي : أنّ ابن الرضا قد اعتلّ فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثمّ رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلّهم من ثقاته وخاصّته فيهم نحرير وأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرّف خبره وحاله وبعث إلى نفر من المتطبّبين وأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ؛ فلمّا كان بعد يومين أو ثلاثة أُخبر أنّه ضعف فأمر المتطّببين بلزوم داره وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار عشرة ممّن يوثق بهم وبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً فلم يزالوا هناك حتّى توفّي (عليه السلام) فلمّا ذاع خبر وفاته صارت سرّ من رأى ضجّة واحدة وعطّلت الاَسواق وركب بنو هاشم والقوّاد وسائر الناس إلى جنازته فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة . فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكّل فأمره بالصلاة عليه فلمّا وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة وعلى القوّاد والكتّاب والقضاة والمعدّلين فقال : هذا الحسن بن عليّ بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ثمّ غطّى وجهه وصلّى عليه وأمر بحمله ؛ فلمّا دفن جاء جعفر بن عليّ إلى أبي فقال له : اجعل لي مرتبة أخي وأنا اُوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي وأسمعه ما كره وقال له : يا أحمق إنّ السلطان جرّد سيفه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة ليردّهم عن ذلك فلم يتهيّأ له ذلك فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى سلطان يرتّبك مراتبهم ولا غير سلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ثمّ أمر أبي أن يحجب عنه ولم يأذن له في الدخول عليه حتّى مات أبي وخرجنا وهو على تلك الحال والسلطان يطلب أثراً لولد الحسن بن عليّ إلى اليوم ولا يجد إلى ذلك سبيلاً وشيعته مقيمون على أنّه مات وخلّف ولداً يقوم مقامه في الاِمامة. عن محمد بن يعقوب عن عليّ بن محمد عن محمّد بن إسماعيل العلوّي قال : حُبس أبو محمد عند عليّ بن أوتامش وكان شديد العداوة لآل محمد (عليهم السلام) غليظاً على آل أبي طالب وقيل له : إفعل به وافعل ؛ قال : فلما أقام إلاّ يوماً حتّى وضع خدّيه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولاً. وبهذا الاَسناد أيضاً قال : دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد (عليه السلام) فقالوا له : ضيّق عليه فقال لهم صالح : ما أصنع به وقد وكّلت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام على أمر عظيم ؛ ثمّ أمر بإحضار الموكّلين فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا : ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة وإذا نظرنا إليه أرعدت فرائصنا وداخلنا مالا نملكه من أنفسنا ؛ فلمّا سمع ذلك العبّاسيّون انصرفوا خائبين ؛ وبهذا الاِسناد عن جماعة من أصحابنا قالوا : سلّم أبو محمد إلى نحرير وكان يضيّق عليه ويؤذيه فقالت له امرأته : اتّق الله فإنّك لا تدري من في منزلك وذكرت له صلاحه وعبادته فقال : والله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فأُذن له فرمى به إليها ولم يشكّوا في أكلها له فنظروا إلى الموضع فوجدوه (عليه السلام) قائماً يصلّي وهي حوله فأمر بإخراجه إلى داره وكان مرضه (عليه السلام) الذي توفّي فيه في أوّل شهر ربيع الاَول سنة ستّين ومائتين وتوفّي (عليه السلام) يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر وخلّف ولده الحجّة القائم المنتظر لدولة الحقّ وكان قد أخفى مولده لشدّة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره فلم يره إلاّ الخواصّ من شيعته على ما نذره بعد .

وتولّى أخوه جعفر أخذ تركته وسعى إلى السلطان في حبس جواري أبي محمّد (عليه السلام) وشنّع على الشيعة في انتظارهم ولده وقطعهم بوجوده واعتقادهم لاِمامته وجرى بسبب ذلك على مخلفة أبي محمد (عليه السلام) وشيعته كلّ بلاء ومحنة من حبس واعتقال وشدّة واجتهد جعفر في القيام مقامه فلم يقبله أحدٌ من الطائفة بل تبرّؤوا منه ولقّبوه الكذّاب وله أخبار كثيرة في هذا المعنى مشهورة عند أصحابنا رأيت الاِضراب عن ذكرها تحرّياً للاِختصار وبالله التوفيق .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.