المكافحة الطبيعية للآفات Natural Control

وهي مجموعة العوامل الطبيعية التي تعمل على الحد من انتشار الآفة وزيادة أعدادها دون تدخل الأنسان، وتقوم المكافحة الطبيعية على مبدأ هام هو أنه لا يمكن لكائن ما أن تزداد أعداده الى مالا نهاية بل لابد من وجود عوامل تحد من هذه الزيادة عند مستوى معين يعرف بمستوى الاتزان Equilibrium Position والذي يتذبذب حوله مستوى تعداد الآفة على طول الموسم ويعرف هذا بالتوازن الطبيعي Natural Balance وهو توازن يحدث بين العوامل الحيوية الـ Biotic factors والتي تمثل مجموعة العوامل التي تساعد الآفة على الزيادة والتكاثر وبين عوامل المقاومة البيئية Environmental Resistant Factors والتي تمثل العوامل التي تحد من زيادة أعداد الآفة وانتشارها. أن التوازن الطبيعي وجد منذ بداية الخليقة بين العوامل الحيوية، وعوامل المقاومة البيئية بحيث لم يطع اي نوع على وجود النوع الآخر. الا أن تدخل الانسان من خلال مكافحته لأحدى الآفات التي تهاجم محاصيله أو ممتلكاته ادى الى حدوث خلل في التوازن الطبيعي حيث ادى الى ظهور العديد من الآفات بشكل وبائي، وتحول العديد من آفات رئيسة مدمرة وللتدليل على أهمية عوامل المقاومة البيئية في خفض تعداد الحشرات نفترض وجود زوج واحد من الذباب المنزلي في بداية آذار من أحد الاعوام وان كل زوج يضع 500 بيضة وأن دورة الحياة لا تستغرق أكثر من 8 أيام وعلى أساس أن كل الأفراد الناتجة تبقى حية، ففي. منتصف أب من نفس العام سيصل تعداد الذباب الناتج الى عدد يكفي لتغطية سطح الكرة الأرضية لارتفاع تسعة أقدام.

العوامل الحيوية Biotic Factors

وهي مجموعة العوامل التي تساعد الآفة على الزيادة والتكاثر وتشمل

1) الكفاءة التناسلية Reproduction Potential

ويقصد بالكفاء التناسلية عدد البيض الذي تضعه الأنثى الواحدة، ونسبة الفقس في البيض كذلك عدد الاجنة في البيضة الواحدة مضافاً اليها طول مدة الجيل، وعدد الأجيال في السنة، وكذلك النسبة الجنسية، ووجود ظاهرة التكاثر العذري جميع العوامل تلعب دوراً مهما في زيادة الكفاءة التناسلية للآفة فكلما زاد عدد البيض ونسبة الفقس فيه، وكانت النسبة الجنسية تميل لصالح الاناث أضافة الى قصر مدة الجيل زادت الكفاءة التناسلية للآفة وبالعكس.

2) القدرة البقائية Survival Potential

وهي مجموعة العوامل التي تتمكن بها الآفة من حماية نفسها في البيئة التي تسكنها ضد أعدائها الحيوية وغيرها وتختلف القدرة البقائية باختلاف الآفات ففي الحشرات مثلاً نجد أن بعض الحشرات تزود بوسائل خاصة ترفع من كفاءتها البقائية فبعض أنواع الحشرات تفرز روائح كريهة طاردة للأعداء، أو قد تمتلك الة لسع، أو قد يغطي جسمها غطاء سميك شمعي، أو جلدي وغيرها من الوسائل الدفاعية كما تتمكن بعض الحشرات من محاكاة الطبيعية في الوانها فيصعب تمييزها من قبل الأعداء. وعلى العموم فقد لوحظ بأن هناك نوعا من التوازن بين الكفاءة التناسلية والبقائية فالآفات ذات الكفاءة التناسلية العالية تكون كفاءتها البقائية ضعيفة والعكس هو الصحيح. وأن حاصل جمع التناسلية والقدرة البقائية يسمى بالقدرة الحيوية للأفة Biotic Potential.

3) العوامل الغذائية Trophic Factors

أن توفرا ر الغذاء الجيد في البيئة التي تعيش فيها الآفة يؤدي الى زيادة أعدادها، وبذلك فأن الآفات ذات العوائل الغذائية المتعددة تكون أوفر حظاً في البقاء. الآفات من وحيدة العائل.

عوامل المقاومة البيئية Environmental Resistant Factors

وهي مجموعة العوامل التي تحد من زيادة الكثافة العددية للآفات وانتشارها وتضم:-

1) العوامل الجوية Climatic Factors 

وتشمل الحرارة والرطوبة، والأمطار، والرياح والضغط الجوي وأهمها الحرارة والرطوبة، حيث أن لكل آفة مدى حرارياً معيناً تزاول فيه الآفة نشاطها وتعرف بمنطقة الحرارة الملائمة أو منطقة النشاط وتبلغ فيه الآفة أوج نشاطها عند درجة حرارة معينة تقع في وسط المنطقة الحرارية الملائمة وتسمى بدرجة الحرارة المثلى Optimum Temperature واذا ما ارتفعت درجة الحرارة أو انخفضت تدخل الآفة في منطقة الخمول أو عدم المؤقت حيث تتوقف الآفة عن نشاطها بصورة مؤقتة نتيجة لارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة أما اذا ارتفعت درجة الحرارة عن مدى أو منطقة الخمول فأن الآفة تدخل في المنطقة الحرارية المميتة وفيها تحدث تغيرات بايوكيميائية تؤدي الى موتها. أما اذا انخفضت الى منطقة البرودة الدنيا المميتة فأن ذلك يؤدي الى أنجماد سوائل الجسم، وتمزق الأنسجة كنتيجة لزيادة حجم السوائل أثناء الأنجاد. وما ينطبق على الحرارة ينطبق على الرطوبة بل أن هناك علاقة مباشرة بين تأثير درجات الحرارة والرطوبة ولا يمكن فصلها لأن تأثير درجة الحرارة العالية يشتد كثيراً على الحشرة في الجو الجاف ويقل في الجو الرطب حيث أن وجود الرطوبة يقلل من فقدان الماء من الجسم.

2) عوامل التربة   Soil Factors

وتشمل نوع التربة وتركيبها الكيمياوي والفيزياوي ومقدار ما تحويه من رطوبة، وعوامل التربة تكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة للآفات التي تعيش في التربة أو التي تقضي طورا من أطوار حياتها فيها.

3) العوامل الجغرافية Geographical Factors

وهي مجموعة الحواجز والتضاريس الطبيعية والتي تعمل على منع انتقال وانتشار الآفات من منطقة الى أخرى كالمحيطات والبحار والسلاسل الجبلية والصحاري.

4) الأعداء الحيوية Biological Enemies

وتشمل المفترسات Predators كالأسماك، والطيور، والزواحف والضفادع وأنواعاً عديدة من الحشرات مثل ابو العيد واسد المن وغيرها كثير ومن الاعداء الحيوية المهمة ايضاً الطفيليات Parasites من أوال ومسببات مرضية مختلفة، والطفيليات الحشرية Parasitoids المختلفة والتي تلعب دوراً مهماً في خفض أعداد الآفات.