أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018
![]()
التاريخ: 13-2-2020
![]()
التاريخ: 2-6-2020
![]()
التاريخ: 22-5-2019
![]() |
2. التحليل الاقتصادي الجزئي
يتناول التحليل الاقتصادي "الميكروي" دراسة سلوك الوحدات الاقتصادية المكونة للاقتصاد القومي ، كالفرد المستهلك والفرد المنتج . ومسألة تحقيق افضل استخدام من الموارد الاقتصادية المتاحة بين استخداماتها البديلة، مسألة جوهرية في اطار التحليل الاقتصادي الجزئي أساسها ندرة الموارد المتاحة.
فاهتمام التحليل الاقتصادي الوحدوي يتركز في توجيه الموارد الاقتصادية المتاحة الوجهة الكفيلة بتحقيق معظمة (maximization) استخدام هذه الموارد في اشباع الحاجات الانسانية.
3. التفكير الحدي والتحليل الاقتصادي الجزئي
ان كل قرارات الأمثلية (Optimizing Decisions) والتي تكوّن اختيارات توصل الى التقدم باتجاه الاهداف المختارة في التحليل الاقتصادي الجزئي ، هي قرارات حدية (Marginal decisions) (1) .
وتؤدي فكرة الحل الأمثل The Concept of Optimization (2) دوراً هاماً في التحليل الميكروي. ففي الحياة العملية نجد ان القرارات تتخذ على اساس مجموع من الأرقام الثابتة والتي تعتبر ممثلة للمجالات الموجودة امام وحدة اتخاذ القرارات (*) . كانت منتج أو مستهلك. فعلى سبيل المثال يقوم رجال الاعمال باجراء استقصاءات عن السوق لتقدير كمية الانتاج التي يمكن بيعها في فترة قادمة ، وعلى اساس هذه الارقام التي تؤخذ كمؤشرات (Parameters) أو مسلمات - يقوم رجال الاعمال بتقرير كمية مستلزمات الانتاج. لكن اسلوب التحليل الحدي تجاه دراسة سلوك الوحدة الاقتصادية فإنما يعتمد اساساً على فكرة الحل الامثل - فيبدأ تحليل سلوك المشروع (على سبيل المثال ) من مسلمة مؤداها أنه لا توجد كمية واحدة ثابتة من أي سلعة يكون المستهلك على استعداد لشرائها . فبدلاً من وجود رقم ثابت للمبيعات ، فإن تحليل الحل الأمثل (الحدي) يستخدم تيارات الاحتمالات غالباً ما يكون عددها لانهائياً ، اما الفصل في اي من هذه الاحتمالات سيتحقق واقعياً فيعتمد على القرارات المتخذة من قبل الوحدة الاقتصادية (المشروع).
واسلوب تحليل الحل الأمثل هو ان تؤخذ مختلف الاحتمالات في الحسبان على ان يجري التساؤل بعد هذا عن اي مجموعة من تلك القرارات الممكنة سينتج عنها نتائج اقرب الى ما ترغب به الوحدة الاقتصادية، أو اي القرارات ستكون الاحسن أو الأمثل (optimum) ؟ .
وتنطوي النظرية الاقتصادية الجزئية عادة على افتراض بخصوص الحل الأمثل من خلال التحليل الحدي لسلوك الوحدة الاقتصادية، حيث يفترض ان قرارات هذه الوحدة بالتعريف قرارات مثلى. وتقدم النتائج المترتبة على هذا الافتراض دائماً كوصف تقريبي للسلوك الاقتصادي في دنيا الواقع . وعلى هذا فإن التفكير الحدي يخبرنا عن كيفية تصرف الوحدة الرشيدة - اي الوحدة التي تمرست تماماً وتتمتع بقدر كبير من الكفاءة الاقتصادية (**) . على حساب القرارات المثلى - في نشاطاتها الاقتصادية.
لكن بعد كل ما تقدم يطرق اسماعنا تساؤل ملح:
لماذا يعد صنع الاختيار الحدي الصحيح مهماً جداً ؟
لنفترض ان كل اختيار صغير وكل حركة صغيرة من شيء مستخدم على نحو افضل كلما كان ذلك ممكناً. فإذا قاد كل اختيار الى افضل حركة ممكنة في الاتجاه الافضل والممكن ، عندئذ فإن هذه الحركات الصغيرة الأفضل يجب ان تأخذها الى المكان الافضل الممكن. فإذا قام الفرد في الواقع بصنع القرار الأمثل بخصوص جزء صغير من وقته ودخله واشياء اخرى ، عندئذ فإن ذلك الفرد يصنع افضل شيء له .
ان الحكمة في التفكير الحدي، تجزئة الاختيارات الكبيرة الى عدد كبير من الاختيارات الصغيرة. فنلاحظ في كل يوم ان بعض اصحاب الاعمال يفشلون وبعض الافراد يرتكبون الحماقات وذلك بسبب عدم معرفتهم كيفية التفكير حدياً.
ان القيام بالتكييفات الحدية (Marginal Adjustmens) هي عملية ضبط : والفكرة هنا هي ان الفرد يبدأ من النقطة التي هو فيها وعندئذ . يصنع تكييفات صغيرة ليرى فيما اذا اصبح في وضع افضل .
لنفترض ان ذلك الفرد يدير مصنعاً ويسأل نفسه واذا قمت بتوسيع انتاج المصنع بوحدة واحدة كل يوم كم ستضيف تلك الوحدة الى تكاليف المصنع اليومية ؟ وكم ستضيف الى ايرادات المصنع يومياً. فإذا اعتقد ان الايراد الحدي Marginal) (Revenue سوف يكون اكبر من الكلفة الحدية (Margial Cost) فإنه سوف يقوم بتوسيع المصنع . وبغض النظر عن الوضع الذي كان فيه ذلك (الفرد) المنتج قبل التوسع فإنه سوف يكون في وضع افضل ( يربح اكثر) بعد التوسع في انتاجه وحدة واحدة .
مثال آخر، فبعد ان يقضي احد الافراد فترة معينة من الوقت في غسل سيارته فإن التقدم الاضافي باتجاه تنظيف السيارة تنظيفاً جيداً يبدأ بالتباطؤ وهذا الشيء يبقى حقيقة بالنسبة للأعمال الاخرى التي يؤديها ذلك الفرد . اذن السؤال المهم هنا هو كم من الوقت والجهد على الفرد ان يخصصه لإنجاز عمل ما ؟
والجواب هو طالما ان التقدم الحدي الذي يصنعه الفرد يعطي أو يساوي أكثر من الجهد الحدي الذي يبذله ذلك الفرد فإنه في وضع جيد. هذا هو الاختيار الحدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) William J.Bumol, Economic Theory and Operations Analysis, Prentice-Hall, Inc., Englewoodcliffs, N.J., 1961, pp:3-4.
2) S.charles Maurice. Charles W: Smithson, Managerial Economics: Applied Microeconomics For Decision Making, secondedition, Irwin,Homewood, Hlinois, 1985, pp:43-59.
(*) أرجو أن يتذكر الدارس، بأن وحدة اتخاذ القرار؛ معنية بكل ما يترتب أو يرتبط من نتائج على التصرف الاقتصادي بالوحدة الإضافية "أي الوحدة الحدية" من أية كمية اقتصادية أو أي متغير اقتصادي Economic variable . وهو أمر يفرضه عقلانية التصرف بالموارد "النادرة".
(**) (Economic effeciency) يقصد بها استغلال الموارد المتاحة بالكيفية التي تريدها الوحدة الاقتصادية لانتاج اكبر قدر من السلع والخدمات التي تفضلها على غيرها وذلك لاشباع الحاجات التي تعطيها اولوية على غيرها .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|