المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علاج اليأس والقلق  
  
2064   02:42 صباحاً   التاريخ: 1-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص182ـ185
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/11/2022 1427
التاريخ: 26-1-2023 6365
التاريخ: 2024-09-30 249
التاريخ: 11-8-2018 2279

هل دعوتم الله مرة وهل لا زلتم تدعونه؟ هل اكتشفتم دور الدعاء في إيجاد حالة من الخشوع والاستقرار النفسي لدى الإنسان؟ وهل تعرفون ما هو الدعاء وما هي قيمته وأهميته؟

الدعاء يعني أن يدعو الشخص ربّه إليه ويسلم له قلبه ويصارحه بما يختلج في نفسه، الدعاء هو أن يأنس الإنسان مع الله ويتكلم معه ويطلب منه حاجة ويرجوه أمراً ما فقد قال أبو عبد الله عليه السلام: [الدعاءُ يردُ القضاء بعدما أبرم إبراماً. فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا يُنال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه](1).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: [الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح](2) .

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: [عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء](٣).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى. قال تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء](4).

ولكن ما هي حقيقة الدعاء بحيث احتل هذه المكانة الرفيعة وأصبح بهذا القدر من القيمة والأهمية؟ وما يفعل الدعاء بالإنسان بحيث إن الله سبحانه وتعالى جعل قيمة الإنسان كلها مرتبطة بالدعاء حيث خاطب تبارك وتعالى نبيه الكريم: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان:77].

إن الدعاء في حقيقته هو الارتباط الذي يحصل عن وعي ومعرفة بين قلب الإنسان (روح الإنسان ومشاعره) وبين ربّه الغني الحميد. هذه البركة الصغيرة تتصل من خلال الدعاء بالرحمة الإلهية الواسعة التي هي كالبحر لا حدود لها وبهذا الاتصال فإن هذه البركة الصغيرة (التي هي روح الإنسان وفؤاده الواعي) تنجو من التعب والذبول وبالتالي يجد الإنسان أن جميع آماله قد تحققت وبشكل أفضل وأنه وصل إلى كل ما كان يصبو إليه وتخلص من الفقر والفاقة وعندها يدرك المعنى والمفهوم الحقيقي للحياة وينسى الكآبة والإحساس بالضياع وعدم جدوى هذه الحياة وينفض عنه كل أنواع العذاب والشقاء ويصل بالتالي إلى ساحل الاستقرار والسلامة بفضل أمواج الرحمة الإلهية. وخلاصة الكلام إن الإنسان عندما يدعو الله فهو يطلق وجوده وكيانه المتناهي في الصغر في البحر اللامتناهي فيغرق في العزّة والكرامة وعلى هذا الأساس ومن منطلق هذا المعنى السامي فإن قيمة الوجود الإنساني بأكمله تتمثل في الدعاء والمناجاة حيث إن [الدعاء هو شفاء من كل داء](5).

وبإمكانك أيها القارئ الكريم أن تلاحظ من خلال الرسالة التالية كيف تتجلى هذه الأهمية العظيمة للدعاء والتي من شأنها أن تمنح تلك القيمة الكبرى للوجود الإنساني.

الرسالة:... لقد مررت بأيام صعبة وعصيبة. فقد كنت أعاني من الاضطراب والقلق، كما كنت أشعر بالضياع وعدم جدوى العيش في هذه الدنيا وعدم جدوى حياتي كلها، فقد مللت وسئمت من كل شيء.. وقد أشار عليّ أحد الأصدقاء أن ألجأ إلى الدعاء والتوسل إلى الله تبارك وتعالى وأن أطلب منه جل وعلا أن يعيد إليّ الطمأنينة والاستقرار والراحة النفسية وبالفعل فقد اتجهت إلى الدعاء وصرت أدعو الله بدعاء علمني اياه صديقي المذكور، فزال عنّي القلق والاضطراب وبت اشعر بهدوء واستقرار عجيبين... ولحد الآن عندما أشعر بأن المشاكل والصعوبات قد تراكمت عليّ وأن بعض الأمور باتت تسبب لي القلق والاضطراب فإني أتوجه إلى مرقد أحد الأولياء الصالحين من أبناء أحد الأئمة عليهم السلام وهذا المرقد يقع بالقرب من منزلنا وهناك أدعو الله وأتحدث معه بكل بساطة وبعد فترة من الدعاء والابتهال إلى الله أشعر بنور يغمر أعماق قلبي وأشعر بروح تنبعث في كياني من جديد وتبدو مشاكلي بسيطة وهينة وتافهة وتسيطر عليّ حالة أشعر معها وكأني لا أحتاج إلا إلى الدعاء والمناجاة مع الله، وعندما اشعر بارتياح عجيب ويزول عني القلق والاضطراب نهائياً وأبدأ أقول في نفسي، (تكلم مع الله فقط وليكن أملك بالله وحده...).

وأنت أيضاً أيها القارئ الكريم هل ترغب بأن يغمر النور قلبك؟ وهل تريد التخلص من القلق والاضطراب وهل تريد أن يستجاب دعاؤك؟ إذن أدع الله بقلب واع وسليم.

ولكن قبل أن تنطق بالدعاء والابتهال إلى الله عليك أن تطهر نفسك وتنظف قلبك من الضغينة والقساوة والبغضاء فقد جاء في رواية منقولة عن أمير المؤمنين والإمام جعفر الصادق عليهما السلام: [عندما تخشع قلوبكم النظيفة أثناء المناجاة والدعاء وتنهمر دموعكم فذلك دليل على قبول دعائكم وتحقق أمنياتكم](6).

ولكن هل تعلمون متى يكون الدعاء أعظم أثراً وأسرع استجابة من قبل الله؟ إنه الدعاء الذي ينطلق من قلب متّق ونزيه ونظيف بعيداً عن الحقد والكذب والحسد(7).

 إذن حري بنا أن نحيي ليالينا في الدعاء ومناجاة الله تبارك وتعالى ونبكي من خشية الله لكي نطهر بذلك قلوبنا ولندعو ربنا ونتضرع ونتوسل إليه ما استطعنا ذلك فإن الله تعالى يتقبل دعاء عباده ويلبّي حاجاتهم.

______________________________________

(1) أصول الكافي ج٢ ص ٤٥٩ باب ٣. وبحار الأنوار ج٩٣ باب الدعاء.

(2) أصول الكافي ج٢ ص ٤٥٧ باب الدعاء.

(3) المصدر نفسه.

(4) مكارم الأخلاق ، ص٢٩٧.

(5) أصول الكافي ج٢ عن أمير المؤمنين والإمام الصادق عليهما السلام.

(6) أصول الكافي ج٢.

(7) تنبيه الخواطر عن الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.