المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ثق بنفسك  
  
2394   11:34 صباحاً   التاريخ: 1-10-2021
المؤلف : ريتشارد ديني
الكتاب أو المصدر : إنجح من أجل نفسك
الجزء والصفحة : ص29ـ31
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

دعني أطرح عليك سؤالا: كيف ترى نفسك؟ أو بمعنى آخر، ما تصورك لذاتك؟ 

لا يوجد شك في قدرتك على الرد بسرعة على هذا السؤال، لكن هلا قضيت بعض الوقت لتفكر بجدية في نفسك! لا تفكر فيما قد يعتقده الناس لأنهم قد يكون لديهم انطباع خاطئ بالكامل عنك، لذا فكر فيما تراه في نفسك بالفعل.

بعض الناس - بتحقيقهم النجاح في الحياة - يعظَّمون من "الأنا" بداخلهم، ثم يتولد لديهم نهم لإشباع هذه الأنا. ومع أن من المهم أن تتواجد بداخلنا جميعا تلك الأنا، إلا أنه لا يفترض بها أن تتعاظم لتصل إلى حد المشكلة. وهناك مقولة تقول: "كلما تعاظمت الأنا، تضاءل رصيدك في البنك". وأتذكر مواطنا أستراليا قال لي منذ سنوات عديدة مضت: "كن رقيقا مع الناس في طريقك للصعود، لأنك ستقابل نفس الأشخاص في طريقك للهبوط مرة أخرى" — إنها نصيحة مفيدة للغاية، ومن واقع تجاربي الشخصية مررت بالفعل بالعديد من مواقف الصعود والهبوط في الحياة، وكانت هذه النصيحة ذات أثر عظيم وساعدتني حقا في هذه المواقف.

صورة الذات

إن صورتك الذاتية هي مفتاحك لتحقيق النجاح؛ فأنت تعمل وتتصرف تماما كما تتصور ذاتك، لذا فإن رأيك في نفسك مهم للغاية إذا كنت تطمح إلى تحقيق النجاح حقا. ونحن جميعا سمعنا بالطبع عن المصطلح القائل إن "بعض الأشخاص هم أسوأ الأعداء لأنفسهم" - إن هذا حقيقي؛ فهم أعداؤها بالفعل. في بعض الأحيان يعاني الناس من عقدة نقص أو دونية، وإذا كنا صريحين مع أنفسنا حقا فسنقر بأننا جميعا مررنا بهذه الحالة في إحدى مراحل عمرنا أو في بعض المواقف المحددة، لكن مع ذلك يعتبر التصور السيئ لأنفسنا مشكلة أكبر بكثير من مشكلة مشاعر الدونية العرضية التي نشعر بها من آن لآخر، لأن الشخص ذا التصور الضئيل لذاته ينشر مشاعره وتصرفاته السلبية بين كل من حوله.

من المؤكد أنك رأيت مؤخرا أحد أصدقائك الخاضعين لضغوط كثيرة: مشاكل زوجية، وضغط في العمل، وإحباط ، وبالطبع تقدير ضئيل للذات، وتصبح هذه الأشياء واضحة جدا على مظهرهم أو ملموسة في طريقة حديثهم؛ فهم لا يهتمون بمظهرهم الخارجي ( اهتمامهم قليل بشكل شعرهم وشكل مساحيق التجميل ونظافتهم ورائحة أجسامهم ) ، وهناك أشخاص آخرون يأكلون بإفراط ليعانوا من السمنة بعد ذلك، ويمكن لهذا أن يؤثر على الطريقة التي يمشون ويقفون بها، وقد ينتهي بهم الأمر وهم يتجنبون من حولهم لينسحبوا بعيدا بمفردهم.

إن بعض المشاكل التي ذكرتها الان يمكن وصفها - بأمانة - وتبريرها على أنها "خارجة على قدرة الفرد على التحكم فيها " ، وهناك أشياء تحدث وتكون في بعض الأحيان خارجة على سيطرتنا، لكن هناك أيضا أشياء ناتجة عن ضغط صادر من الذات ويمكن تجنبه.

استدامة التقدير الضئيل للذات

من المهم جدا أن تدرك أن التقدير الضئيل للذات يحافظ تلقائيا على استدامته وبقائه داخل الإنسان، وبالتالي تميل سلوكيات هذا الإنسان إلى التكرار والاستمرار في إعادة لعب النماذج القديمة. وعلاج هذه المشكلة بسيط: يجب عليك أن تغير الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك.

إن أغلب الناس لا يدركون / أو يختارون عدم تقبل حاجتهم للتغير، وهناك نوع آخر - غير عادي - من الناس يبدون كما لو أنهم يستمتعون بالانغماس في الإشفاق والرثاء لأنفسهم، وإلى حد ما يصبح هذا هو مصدر الأمان بالنسبة لهم، ويخيفهم النجاح والإنجاز؛ لأنهم سيقضون الكثير من وقتهم وهم يفكرون في وضعهم الحالي وفي كيفية تحطيم القوالب التي حبسوا أنفسهم فيها - وهو ما يعتبر شيئا غاية في الصعوبة بالنسبة لهم - فتنهار معنوياتهم ويتضاءل تقديرهم لذاتهم بشكل أكبر وأكبر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.