أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2016
2596
التاريخ: 2024-09-14
306
التاريخ: 19-4-2016
2053
التاريخ: 2023-02-12
1177
|
في عام 1809 وفي قرية صغيرة اسمها كوبفراي على بعد حوالي 400 ميل من باريس ولد لويس برايل وكان طفلا ذا عينين جميلتين يحسده عليهما كل من رآه وكان على درجة عالية من الذكاء وعنده حب استطلاع كبير بالنسبة لسنه وكان احيانا يساعد والده في عمله بتصنيع سروج الخيل واللجام. وذات مرة بينما كان والده منهمكاً في عمله قرر لويس ان يتعلم هو ايضا حياكة الجلود على طريقته فاخذ ابرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد ووضع قطعة جلد على الارض وثبت عليها الابرة واخذ يطرق محاولاً ادخال الابرة في الجلد وكان يجد مقاومة كبيرة من الجلد لدرجة ان الابرة افلتت من يده وللأسف جرحت عينه جرحا عميقا ووقع على الارض يبكي ويصرخ من الالم وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري وفقد البصر بعينه اليسرى ولما بلغ سن 3 سنوات اصاب الالتهاب عينه الاخرى واصبح كفيفا تماما وسال نفسه (لماذا يحدث كل ذلك لي انا بالذات؟) وشعر بالحزن والوحدة.
... ولما بلغ سن 8 سنوات اصبح مشهورا جدا في فرنسا، وعندما بلغ العاشرة من عمره بدأ الدراسة في المعهد القومي للعميان في باريس وكان نابغاً في.. والرياضيات والعلوم والجغرافيا، وكانت طريقة تدريس القراءة في المعهد هي بلمس حروف كبيرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق، وكان الاطفال يتعلمون لمس الحروف المعدنية بالأصابع ويتعرفون على اشكالها ،وفي اعتقاد لويس ان هذه الطريقة كانت غير عملية لان طول الحروف كان يبلغ حوالي 3 بوصات بالإضافة الى انها كانت ثقيلة جدا مما دفعه الى ان يقضي وقتا طويلا يفكر بينه وبين نفسه انه لابد ان يكون هناك طريقة افضل من ذلك، وحاول ان يبدأ بعمل حروف من الجلد السميك ولكن التقدم في هذا الطريق كان بطيئاً بالإضافة الى المتاعب التي واجهته في محاولة تنفيذ ذلك.
ولما بلغ العشرين من عمره تم تعيينه مدرساً في المعهد، وفي يوم من الايام بينما كان جالسا في أحد المقاهي سمع شخصا يقول ان واحدا من ضباط الجيش الفرنسي اكتشف طريقة للاتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته وكان يستعمل جلدا مدموغا بأشكال ورموز اتفق عليها. فقفز لويس برايل من الفرحة وقال (وجدتها .. وجدتها) وخلال اسبوع قام بمقابلة الضابط الفرنسي وسأله عن الطريقة التي يستعملها فشرح له الضابط انه من الممكن عمل علامات معينة باستخدام الضغط على قطعة من الورق فمثلا نقطة واحدة معناها يشتمل على استخدام 12 نقطة وقام الضابط بسؤال لويس عما اذا كان يعتقد انه بهذه الطريقة يمكنه تكوين حروف الكتابة كاملة وكان رد لويس بالإيجاب وانه سيكون اول ضرير في العالم يشكره بعمق.
وبدأ برايل في العمل وكان مصرا على ان يصل الى هدفه وأيضا ان يستخدم في ذلك اقل عدد ممكن من النقاط بحيث تكون هذه الوسيلة سهلة التعليم. وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام 6 نقاط فقط بدأ في تجربتها واستخدامها في المعهد، وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه، وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيهم المعهد نفسه، وألف أول كتاب له يحتوي على ترجمة قصائد للشاعر الانجليزي الاعمى جون ميلتون، وحتى يمكنه الكتابة استعمل ابرة كبيرة مشابهة لتلك التي تسببت في اصابته بالعمى في البداية. ورغم أن هذا الاكتشاف لم يكن مقبولاً ولا معترفاً به في البداية، ولكنه لم يستسلم وظل مداوما على تعليم طريقته لتلاميذه وحاول مرات عديدة ان يقدم مشروعه للأكاديمية الفرنسية ولكن مشروعه كان يقابل دائما بالرفض.
وفي احد الايام كانت احدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في احد اكبر مسارح باريس ولما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعجاب شديد ونهض الجميع وقوفاً معبرين عن تقديرهم لأداء هذه التلميذة، فاقتربت من الجمهور وقالت (لست انا التي استحق كل هذا التقدير ولكن الذي يستحق هو الرجل الذي علّمني عن طريق اكتشافه الخارق وهو الان يرقد في فراش المرض وحيداً منزويا بعيدا عن الجميع) فبدأت الجرائد والمجلات حملة قوية تساند لويس برايل وتؤيد وتدعم طريقته وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة ان اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه وجرى اصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة وقال لهم برايل والدموع تملا عينيه (لقد بكيت 3 مرات في حياتي اولها عندما فقدت بصري والثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة وهذه هي المرة الثالثة وهذا يعني ان حياتي لم تذهب هباء).
وفي عام 1852 توفي برايل بمرض السرطان ولم يتعد عمره 43 عام. وفي عام 1929 أي بعد مائة عام من توصل برايل لحروف الكتابة في مرحلتها المتقدمة احتفلت فرنسا بذكراه فأقاموا له تمثالا في قريته الاصلية وعندما ازيح الستار عن التمثال رفع المئات من المكفوفين ايديهم حتى يتمكنوا من لمس وجه الرجل الذي انار لهم الطريق. واليوم يوجد اكثر من 20 مليون ضرير حول العالم يدينون بالشكر لهذا الرجل الذي ساعدهم على القراءة والكتابة والوصول لأعلى درجات ممكنة لهم، وكل هذا الإنجاز بدأ برجل واحد كرّس حياته لمساعدة نفسه ومساعدة الآخرين وفهم تماما قوة الصبر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|