أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
3219
التاريخ: 14-3-2021
3494
التاريخ: 2024-08-13
284
التاريخ: 2-2-2017
1925
|
الحالة الاجتماعية :
دور الحالة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك ، حيث كان الناس يعيشون حياة الشقاء والبلاء ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، كما دلت عليه كلمات الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» المتقدمة في أوائل هذا الجزء عن الحالة الإجتماعية عند العرب ـ وهي لا تختلف كثيرا عما عند غيرهم ـ ونضيف إلى ذلك هنا : ما قاله جعفر «رحمه الله» لملك الحبشة ، حينما ذهب عمرو بن العاص ليخدعه عنهم :
«كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف» (١).
فهذه الحالة الاجتماعية القاسية التي كانت تهيمن على الأمة ، وذلك الضياع الذي يسيطر عليها قد هيأ الإنسان الجاهلي نفسيا لقبول الحق ، والتفاعل معه ، وجعله يتطلع للدعوة التي يجد فيها الحق والخير ، ويعرف أنها تستطيع أن تخفف من شقائه وآلامه ، وتنقذه من واقعه المزري والمهين ذاك.
وقد عبر جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» عن ذلك ، لملك الحبشة ، بعد عبارته المتقدمة ، فقال :
«فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته ، وعفافه فدعانا إلى الله ؛ لنوحده ، ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه ، من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة الخ ..» (٢).
وقد عبر أهل المدينة على لسان أسعد بن زرارة عن أملهم في أن يحل «صلى الله عليه وآله» بدعوته تلك مشاكلهم المستعصية ، حيث يذكر المؤرخون :
أن الأوس والخزرج ما كانوا يضعون السلاح في ليل ولا نهار (3) ، فمن الطبيعي إذن أن يشتاقوا إلى الخروج من وضع كهذا إذ نعمتان مجهولتان : الصحة والأمان.
هذا ، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الاندفاع نحو الإسلام ، إنما كان ظاهرا وقويا في جملة الضعفاء والعبيد ، والفقراء ، أما أولئك المستغلون والمستكبرون وأصحاب الأموال ، والأطماع ، من أمثال :
أبي جهل ، وأبي سفيان ؛ فقد كانوا هم الذين يهتمون بالقضاء على الدعوة ، ومنعها من الانتشار ، وإن المطالع لتاريخ الإسلام في مكة ليجد الكثير الكثير من الشواهد التي تؤيد ما ذكرناه هنا ، مع تأكيدنا على أن ذلك لا يختص بما جرى بالنسبة لنبينا «صلى الله عليه وآله» بل هو ينسحب على غيره من الأنبياء السابقين ، وقد عبر القرآن عن هؤلاء المخالفين من الطبقة الأرستقراطية ب «الملأ» في أكثر من مورد ، وأكثر من مناسبة.
__________________
(١) راجع تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٩٠ وقاموس الرجال ج ٢ ص ٣٧١ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٧٣ و ٧٤.
(٢) تاريخ الخميس ج ١ ص ٢٩٠ وراجع : البداية والنهاية ج ٣ ص ٧٣ و ٧٤.
(3) البحار ج ١٩ ص ٨ و ٩ و ١٠ وإعلام الورى ص ٥٥.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|