المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



آيات الكاظم (عليه السلام) ودلالاته ومعجزاته  
  
3334   05:59 مساءً   التاريخ: 16-05-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 : ص16-24.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطيّ عن هشام بن سالم قال : كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبدالله (عليه السلام ) أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر فدخلنا عليه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال : في مائتي درهم خمسة دراهم ؛ قلنا : ففي مائة؟ فقال : درهمان ونصف ؛ قال : فخرجنا ضلاّلاً ما ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد نقول : إلى المرجئة الى القدريّة إلى المعتزلة إلى الخوارج إلى الزيديّة؟ فنحن كذلك إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ بيده فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر بن محمد  (عليهم السلام) الناس فيؤخذ فتضرب عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت للاَحول : تنحّ فإنّي خائف على نفسي وعليك وإنّما يريدني ليس يريدك ؛ فتنحّى عنّي بعيداً وأتبعت الشيخ وذلك أنّي ظننت لا أقدر على التخلّص منه فما زلت أتبعه حتّى ورد على باب أبي الحسن موسى (عليه السلام) ثمّ خلاّني ومضى فإذا خادم بالباب فقال لي : أدخل رحمك الله فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام ) فقال لي إبتداءً منه : إليّ لا إلى المرجئة ولا إلى القدريّة ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج ولا إلى الزيديّة .

فقلت : جعلت فداك مضى أبوك؟ قال : نعم.

قلت : مضى موتاً؟ قال : نعم .

قلت : فمن لنا بعده؟ قال : إن شاء الله أن يهديك هداك .

قلت : جعلت فداك إنّ عبدالله أخاك يزعم أنه إمام من بعد أبيه .

فقال : عبدالله يريد أن لا يُعبد الله .

قلت : جعلت فداك فمن لنا بعده؟ قال : إن شاء الله أن يهديك هداك .

قلت : جعلت فداك فأنت هو قال : لا ما أقول ذلك.

قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة ثمّ قلت له : جعلت فداك عليك إمامٌ؟ قال : لا. قال : فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ الله تعالى إعظاماً له وهيبة ثمّ قلت : جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال : سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح .

قال : فسألته فإذا بحر لا ينزف قلت : جعلت فداك شيعة أبيك ضُلاّل فألقي إليهم هذا الاَمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليّ الكتمان .

قال : من آنست منه رشداً فألق إليه وخذ عليه الكتمان فإن أذاع فهو الذبح وأشار بيده إلى حلقه .

قال : فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الاَحول فقال لي : ما وراءك؟ قلت : الهدى وحدّثته بالقصّة ثمّ لقينا زرارة بن أعين وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه ثمّ لقينا الناس أفواجاً فكلّ من دخل عليه قطع عليه إلاّ طائفة عمّار الساباطي وبقي عبدالله لا يدخل عليه إلاّ القليل من الناس .

وعنه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الرافعي قال : كان لي ابن عمّ يقال له : الحسن بن عبدالله وكان زاهداً وكان من أعبد أهل زمانه وكان السلطان يتّقيه لجدّه في : الدين وإجتهاده فدخل يوماً المسجد وفيه أبو الحسن موسى (عليه السلام ) قال : فأومأ اليه فأتاه فقال له : يا أبا علي ما أحب الي ما أنت فيه وأسرني به إلا أنّه ليس لك معرفة فاطلب المعرفة. فقال له : جعلت فداك وما المعرفة؟ قال : إذهب تفقّه واطلب الحديث.

قال : عمّن؟ قال : عن فقهاء أهل المدينة ثمّ اعرض عليّ الحديث .

 

قال : فذهب وكتب ثمّ جاء فقرأه عليه فأسقطه كلّه ثمّ قال له : إذهب فاعرف وكان الرجل معنيّاً بدينه .قال : فلم يزل يترصّد أبا الحسن حتّى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له : جعلت فداك إنّي أحتجّ عليك بين يدي الله عزّ وجلّ فدلّني على ما تجب عليّ معرفته.
فأخبره بأمر أمير المؤمنين (عليه السلام )وحقّه وأمر الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد (عليهم السلام) ثمّ سكت فقال له : جعلت فداك فمن الامام اليوم؟ قال : إن أخبرتك تقبل؟ قال : نعم . قال : أنا هو .

 

قال : فشيء أستدلّ به؟ قال : إذهب إلى تلك الشجرة وأشار إلى بعض شجر اُمّ غيلان فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر : أقبلي .

قال : فأتيتها فرأيتها والله تخدّ الاَرض خداً حتّى وقفت بين يديه ثمّ أشار اليها بالرجوع فرجعت .

قال : فأقّر به ولزم الصمت والعبادة فكان لا يراه أحدٌ يتكلّم بعد ذلك .

وروى عبدالله بن إدريس عن ابن سنان قال : حمل الرشيد في بعض الاَيّام إلى علي بن يقطين ثياباً أكرمه بها وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب وتقّدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام ) وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم له في ما يحمله إليه من خمس ماله فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن (عليه السلام)قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه : احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك فاحتفظ بالدرّاعة ؛ فلمّا كان بعد أيّام تغّير ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته فسعى به إلى الرشيد وقال : إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا . فاستشاط الرشيد غضباً وقال : لاَكشفنّ عن هذه الحال وأمر بإحضار علي بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال : ما فعلت تلك الدّراعة التي كسوتك بها؟ قال : هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب وقد احتفظت بها وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركاً بها واقبّلها وأردّها إلى موضعها وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك فقال : إئت بها الساعة قال : نعم . وأنفذ بعض خدمه فقال : إمض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوماً ووضع بين يدي الرشيد ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب فسكن غضب الرشيد وقال : أرددها إلى مكانها وانصرف راشداً فلن أُصدق عليك بعدها ساعياً وأمر له بجائزة سنيّة وأمر بضرب الساعي ألف سوط فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك .

 وروى محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الراية بين أصحابنا في مسح الوضوء أهو من الاَصابع إلى الكعبين؟ أم من الكعبين إلى الاَصابع؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام ): جعلت فداك إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فإن رأيت أن تكتب بخطّك إلي ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء الله .

فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام ): فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي آمرك به ذلك أن تتمضمض ثلاثاً وتستنشق ثلاثاً وتغسل وجهك ثلاثاً وتخلّل لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين وتمسح رأسك كلّه وتمسح ظاهر اُذنيك وباطنهما وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ولا تخالف ذلك إلى غيره .

فلمّا وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا جميع العصابة على خلافه ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره فكان يعمل في وضوئه على هذه .

قال : وسعي بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له : إنّه رافضي مخالفٌ لك فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر القول عندي في علي بن يقطين وميله إلى الرفض وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما يقرف به فقيل له : إنّ الرافضة تخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه ولا تغسل الرجلين فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه ؛ فتركه مدّة وناطه بشيء من شغله في الدار حتّى دخل وقت الصلاة وكان عليّ يخلو في حجرة من الدار لوضوئه وصلاته فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو فدعا بالماء فتوضّأ على ما أمره الاِمام فلم يملك الرشيد نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ثمّ ناداه : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنّك من الرّافضة ؛ وصلحت حاله عنده .

وورد كتاب أبي الحسن (عليه السلام ) : ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين توضّأ كما أمرك الله : اغسل وجهك مرّة فريضة واُخرى إسباغاً واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح بمقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما كنت أخافه عليك والسلام.

وروى أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ عن أبي بصير قال : قلت لاَبي الحسن موسى (عليه السلام ) : جعلت فداك بم يعرف الاِمام؟

قال : بخصال : أمّا أولاهنّ : فإنّه بشيء قد تقدّم فيه من أبيه وإشارته إليه لتكن حجّة ويسأل فيجيب وإذا سكت عنه ابتدأ ويخبر بما في غد ويكلّم الناس بكلّ لسان ثمّ قال : يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل عليه رجلٌ من أهل خراسان فكلّمه الخراساني بالعربيّة فأجابه أبو الحسن بالفارسيّة فقال له الخراساني : والله ما منعني أن اُكلّمك بالفارسيّة إلاّ أنّني ظننت أنّك لا تحسنها .

فقال : سبحان الله إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحقّ به الامامة .

ثمّ قال : يا أبا محمد إنّ الاِمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا منطق الطير ولا كلام شيء فيه روح .

وروى الحسن بن علي بن أبي عثمان عن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي الحسن (عليه السلام )ودخل عليه رجلٌ فقال له أبو الحسن : يا فلان أنت تموت إلى شهر .

قال : فأضمرت في نفسي كأنّه يعلم آجال الشيعة قال : فقال لي : يا إسحاق ما تنكرون من ذلك قد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والاِمام أولى بذلك منه .

 ثمّ قال : يا إسحاق تموت إلى سنتين ويشتّت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً. قال : فكان كما قال .

وروى محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي خالد الزبالي قال : ورد علينا أبو الحسن موسى (عليه السلام ) وقد حمله المهديّ فلمّا خرج ودّعته وبكيت فقال لي : ما يبكيك يا أبا خالد؟ فقلت : جعلت فداك قد حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث .

فقال : أمّا في هذه المرة فلا خوف علي منهم وأنا عندك يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا فانتظرني عند أوّل ميل ومضى .

قال : فلمّا أن كان في اليوم الذي وصفه لي خرجت إلى أوّل ميل فجلست أنتظره حتّى اصفرّت الشمس وخفت أن يكون قد تأخّر عن الوقت فقمت انصرف فإذا أنا بسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي فأتيته فإذا هو أبو الحسن (عليه السلام )على بغلة له فقال لي : ايهاً يا أبا خالد .

فقلت : لبيّك يا ابن رسول الله الحمد لله الذي خلّصك من أيديهم .

فقال لي : يا أبا خالد أمّا أن لي إليهم عودة لا أتخلّص من أيديهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.