المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الصراخ لن يحل شيئاً  
  
2449   12:15 صباحاً   التاريخ: 14-3-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص214-215
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

افترض ان طفلك المراهق قد ارتكب كافة الأخطاء ، وانا اعلم انه من العسير تقبل هذا. افترض إذن أنه قد أقدم على ارتكاب واحد أو اثنين منها وأن الأمور ازدادت سوءاً ؛ فليس باستطاعته أن يرفض الانسياق مع أصدقائه، أو افترض انه أصيب بمرض عن طريق تعاطي مواد مخدرة ، أو أنه على وشك الطرد من المدرسة. هل تفضل أن يأتي إليك لطلب النصح أو لا؟

بالطبع انت تفضل هذا – لا جدال في ذلك، فانت ترغب حقا في مساعدته، لكن هل انت واثق من انه سيخبرك لاحقا؟ كيف سيقرر ما اذا كان سيخبرك ام لا؟ والاجابة هي : سوف يحكم على استجابتك بناء على ما حدث في مواقف سابقة حين حدث ان ارتكب خطا ما – أخطاء تافهة على الارجح؛ مثل تلك المرة عندما سكب الطلاء على سجادة حجرة النوم، او تلك المرة التي اخبرك فيها انه سيعود من الحفل في سيارة احد اصدقائه ثم علمت بعدها أنه تطفل لركوب سيارة شخص غريب.

ماذا كان رد فعلك وقتها؟ هل صحت به وملأت الدنيا صراخا وانت تخبره كم انه خذلك وانك لن تثق به بعد الان مطلقا؟ او انك ناقشت الامر معه بجدية وهدوء وشرحت له سبب قلقك؟

قد يكون الصراخ والصياح واخبارك له بانه خذلك من حقك، لكن سيكون له اثر معاكس تماما لما تريد؛ فاذا اردت ان يقصدك ولدك حين تكون لديه مشكلة ما، فلابد ان يكون مدركا انك سوف تتعامل مع الامر بجدية، لكن دون ان تصيح به وتعنفه؟ قد لا يعجبك هذا، لكن هذا هو حال الامور. لابد انك كنت تشعر بنفس الشيء حين كنت مراهقا؛ فاذا كان والدك يكثر الصياح بك فاني اراهنك على انك لم تخبرهما بنصف ما اخبر به صديقك – ذو الابوين الهادئين – والديه.

ان طفلك على الارجح يعلم انه ارتكب شيئا خاطئا غبيا بالفعل، وقد يكون شاعرا بالخزي والحرج منه، وهو في هذه الحالة ليس بحاجة الى ان تصيح به وتزيد من اذلاله. انك ان تصرفت بهدوء ولم تقلل من شانه، فقد يكون ممتنا لك بحق، وهذا يضع نقاطا في صالحك في المرة التالية التي تحدث فيها مشكلة اخرى.

تذكر، سوف يحكم اطفالك على رد فعلك من خلال الطريقة التي تستجيب بها نحو المشكلات الصغيرة التي تظهر اليوم وغدا والشهر التالي. وبمجرد وصول ابنائك لسن معينة، لابد ان تتغير طريقة تربيتك لهم تماما، فلا يمكنك ان تواصل اخبارهم بما عليهم فعله وما عليهم تجنبه. لابد ان تتحول لدور المرشد ، الناصح ، وعندما يبلغ أبناؤك سن الثامنة عشر سيكون بمقدورك معاملتهم كأشخاص بالغين. بالطبع ما داموا في منزلك ستكون قواعد المنزل هي السائدة على الجميع، وهذا ينطبق على الجميع سواء كانوا اصدقاء لك ام حتى والديك. ليس لديك أي سيطرة على ما يفعله ابناؤك بحياتهم، لذا لا تتظاهر بهذا الامر. وهذه الحقيقة ستنطبق عليهم – بمجرد وصولهم الى منتصف فترة المراهقة، لذا توقف عن الصراخ وابدأ في التحدث معهم كأشخاص بالغين. قد يكون هذا صعباً ، لكنه الاسلوب الوحيد الناجح.

بمجرد وصول ابنائك لسن معينة، لابد أن تتغير طريقة تربيتك لهم تماماً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.