المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

قاعدة : المجاز والاستعارة في القرآن‏
24-04-2015
محاولة التغيير
7-6-2018
Corrosive Sublimate of HgCl2
22-1-2019
Steps in Balancing a Chemical Equation
4-8-2020
حسن بن علي بن عبد اللّه بن محمد العلياري.
28-7-2016
الاضمحلال الأولى والثانوي: Primary and Secondary Extinction
2023-09-27


أخلاقيات إسلامية رفيعة  
  
2041   12:40 صباحاً   التاريخ: 25-11-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص12-13
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

علي (عليه السلام) لا يمنع الماء في صفين

ما الحكمة في عدم منع الإمام علي (عليه السلام) جيش معاوية من الاستفادة من ماء الفرات مع ان ذلك وسيلة ردع لهم على طغيانهم؟

الجواب :

الإمام علي (عليه السلام) هو المعصوم المؤتمن على اقامة دين الله العادل، وما كان ليزيح عن اهدافه السامية، كيف وهو القدوة والاسوة؟! وطغيان معاوية، وإعلانه الحرب على امام زمانه، ومنعه جيش الإمام علي (عليه السلام) من الاستفادة من ماء الفرات في بداية الأمر، كل ذلك ما كان ليبرِّر للإمام علي (عليه السلام) الوسيلة بالمطلق ليعاملهم بالمثل، لأنه الحكيم الذي لا يطلب النصر بالجور كما كان يطلبه ابنُ هند.

ولذا أعلن لهم عندما منعوه من الماء عن أهدافه السامية الإنسانية على لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (إنا لم نأت هذه الأرض لنسيطر على الماء والكلأ ، ولو سبقناكم إليه لا نمنعكم منه)(1).

وفي المقام يقول السيد هاشم معروف الحسني :

(إن ابن العاص ومعاوية يعرفان عليّاً جيداً، ويعلمان بأنه لا يمكن أن يقدم على العقوبة وهو يجد للعفو محلاً، وليس من خلقه أن يمنع الماء – وهو من المباحات العامة - عن أحد من المخلوقات، ولا هو ممن يطلب النصر بالجور كما يطلبه ابن هند وأمثاله من الحاكمين، لذلك كان ابن العاص ومعاوية على ثقة بأن علياً سيبيح لهم الماء، ولو كان ذلك سبباً لانتصارهم عليه)(2).

_____________________

1ـ سيرة الائمة الاثني عشر، ج1، ص427-428.

2- المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.