المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

The consonants of English
2023-12-13
السرطان مشكلة عالمية
10-7-2021
الدعاء عند ختم القرآن
20-11-2021
الاسباب الطبيعية لانقطاع التقادم المكسب
يظهر أثره عند الموت
24-7-2019
Acetal Formation
1-8-2018


قصة الوليد المنذور  
  
2085   03:20 مساءً   التاريخ: 24-11-2020
المؤلف : الدكتور محمود البستاني .
الكتاب أو المصدر : قصص القرآن الكريم دلالياً وجمالياً
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 116 - 121 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله عيسى وقومه /

يمكننا أن نلخّص هذه الاُقصوصة على النحو الآتي :

ثمة امرأة اسمها حنّة تنتسب إلى آل عمران ، وهم نفرٌ أشار القرآنُ الكريمُ إلى اصطفاء السماء إيّاهم مع آدم ونوح وآل إبراهيم ، بقوله تعالى :

﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ

ومن خلال هذه الآية التي أعقبتها قصة الوليد المنذور ، أو امرأة عمران مباشرة ، نستكشف طبيعة الوظيفة الفنّية للعنصر القصصي في السورة ، فيما جاءت في سياق اصطفاء اللّه لمجموعة تمثّل الصفوة البشرية في الاضطلاع بمهمّة الخلافة على الأرض ، وإيصال رسالة السماء إليها .

والمهم ، أنّ امرأة عمران وهي شخصية نسويّة قُدّر لها أن تُساهم بنحو أو بآخر في ممارسة الوظيفة العبادية على الأرض ، قد نذرت للسماء أن تُمحّض وليدها للخدمة في المسجد ، ومجرّد كونها تمارس موقف النذر وتمحّض وليدها لممارسة الخدمة للمسجد ، يفصح عن وعيها العبادي الحاد وتقديرها لمسؤولية هذا العمل ، وإدراكها لمهمّة الكائن الإنساني على الأرض ، وليس مجرد كونه كائناً يدبّ على الأرض ، ويعمل لإشباع حاجاته الحيويّة والنفسيّة .

ويجدر بنا أن نقف أوّلاً عند النص القصصي :

تقول القصة :

﴿قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ :

﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً

﴿فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

﴿فلما وضَعَتها ، قالت : رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها اُنْثى

﴿واللّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالاْنْثى وإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ

﴿وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ

﴿فَتَقَبَّلها ربُّها بقبول حَسَن . . .﴾

وإذا ما انسقنا مع النصوص المفسّرة ـ بالإضافة إلى النص القصصي ـ لملاحظة خلفيّات الموقف ، نجد أنّ بعضها يُشير إلى أنّ الشخصية النسوية المذكورة لم يُتح لها الإنجاب حتى يئست من ذلك ، ممّا حملها إلى أن تدعو اللّه لأن يرزقها ولداً ، فيما تـمّت عملية النذر المذكورة .

وهناك من النصوص ما يُشير إلى أنّ اللّه تعالى أوحى لزوجها عمران بأنّه قد وهب له ولداً مباركاً يبرىءُ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن اللّه ، وأنّ عمران قد أخبر امرأته بذلك . ولمّا حملت تـمّت عملية النذر المذكورة .

والمهم ، أنّ خلفيات الموقف أيّاً كانت ، فإنّ ممارسة النذر بنحوه المذكور ، يظل مفصحاً عن خطورة الوعي العبادي عند الشخصية النسوية المذكورة ، أي إدراكها لخطورة الوظيفة الخلافية على الأرض .

* * *

هنا ، غَمرَ الموقف حدث مفاجئ . فما هو هذا الحدث ؟

هذا الحدث يُلقي ضوءً على وعي الشخصية النسوية المذكورة ، ويفصح عن المزيد من ادراكها لمسؤولية الكائن الإنساني على الأرض .

فقد كان النذر حائماً على ولد ذكر ، يتمحّض للخدمة في المسجد ، وبخاصة أنّ الرواية المفسّرة ، أوضحت أنّ اللّه أوحى لعمران بأنّ ولداً ذكراً سيُوهب له يضطلع بمهمة رسالة السماء عصرئذ ، ولكنّ المفاجأة جاءت بوليد اُنثويّ ، فيما لا تصلح الاُنثى لحمل الرسالة ، أي لا تكون نبيّاً أو رسولا ، كما يحتجزها الطمثُ والنفاس من الاستمرارية في خدمة المسجد ، فما هو الحل؟ وما هي استجابة امرأةُ عمران لهذا الحدث المفاجئ ؟

* * *

في لُغة العمل القصصي ، يجيء عنصر المفاجأة واحداً من الأدوات الفنّية في استثارة القارئ أو المستمع أو المُشاهد .

فأنت حينما تتابع الإصغاء لسلسلة من الأحداث والمواقف ، ثمّ يفاجئك حَدَثٌ لم يكن في الحُسبان ، حينئذ ستغمرك الدهشة والانبهار إزاء المفاجأة المذكورة ، ممّا يضاعف في اهتماماتك بمتابعة الأحداث وانشدادك نحوها ، ثمّ ترتيب أكثر من أثر على هذه المفاجأة بما تحمله من دلالات تسحب أثرها على طبيعة استجاباتك .

وإذا عدنا إلى قصة امرأة عمران ، الشخصية النسويّة التي نذرت ما في بطنها ، للقيام بالممارسات العبادية التي تنشدها السماء ، وجدنا أنّ المفاجأة قد أذهلتها عندما وجدت أنّ الوليد اُنثى وليس غلاماً . إلاّ أنّ الذهول هنا محفوف بوعي عبادي لم ينقلها ـ كأيّة شخصية عادية ـ من صعيد الشخصية المتماسكة إلى شخصية مهزوزة .

بل بقيت على تماسكها ، مكتفيةً بقولها :

﴿إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى

وهذا القول كما هو واضح يشير بأكثر من دلالة تكاد تحوم على عملية النذر وما يواكبها من العدول عنه ، متمثلا بخاصة في التعقيب الأخير على المفاجأة بقولها :

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالاْنْثى

إذاً تحدّدت استجابةُ امرأة عمران على الحَدَثَ المفاجئ وفق تماسك واتزان يتناسب مع الشخصية العبادية التي تكل الاُمور إلى السماء ، وترضى بالقضاء والقدر اللذين ترسمهما السماء . إلاّ أنـّها في الحين ذاته لا يعني أنّ التوتر قد اُزيح من أعماقها ، لأنّ نفس قولها : (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثى) يفصح عن التوتر المذكور ، وهو توتّرٌ تفرضه تبعات النذر ، وما رافقه من الإخبار بأنـّها ستلد غلاماً .

إنّ عنصر المفاجأة المذكور ، أي ولادتها للأنثى ، سيترك آثاره على سائر الشخوص والأحداث والمواقف ، ممّا يغيّر المعادلة وتوابعها عند امرأة عمران وسواها ، وسيترك أو سيُمهّد لمفاجآت أشدّ إثارة كما سنرى .

غير أنّ المتلقّي ـ المستمع أو القارئ ـ يحرص بطبيعة الحال على معرفة السرّ في عنصر المفاجأة المذكورة ، فهذه المفاجأة حقّقت له إمتاعاً فنّياً ، وجعلته أشدّ إثارة واهتماماً لمتابعة الأحداث في القصة . إنّه قد يتساءل : لقد أوحى اللّه لعمران بغلام يصبح رسولا ذات يوم ، فلِمَ جاء الوليد اُنثى ؟

إنّ الامام الصادق (عليه السلام) يجيب على التساؤل المذكور ، قائلا :

«إن قلنا لكم في الرجل قولا منّا ، فلم يكن فيه ، فكان في ولده أو ولدِ ولدِهِ ، فلا تنكروا ذلك . إنّ اللّه أوحى إلى عمران إنّي واهبٌ لك ذكراً مباركاً يبرء الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذني ، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل . فحدّث امرأته حنّة بذلك وهي أمّ مريم ، فلمّا حملت بها كان حملها عند نفسها غلاماً ذكراً .

فلما وضعتها اُنثى ، قالت : ربّ إني وضعتها انثى وليس الذكر كالاُنثى ، لأنّ البنت لا تكون رسولا ، فلما وهب اللّه لمريم عيسى ، كان هو الذي بشّر اللّه به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا لكم في الرجل منّا شيئاً فكان في ولده أو ولدِ ولدِهِ فلا تنكروا ذلك» .

إذن عنصر المفاجأة ـ ميلاد الاُنثى لا الغلام ـ قد أوضحت النصوصُ المفسّرةُ دلالته . إلاّ أنّ الغموض لا يزال بطبيعة الحال يلفّ الموقف والأمر يحتاجُ إلى متابعة الأحداث لفك مغاليق الغموض شيئاً فشيئاً .

بيد أنـّنا قبل متابعة الأحداث ، ينبغي أن نقف عند نهاية الموقف الذي خُتمت به القصة عن امرأة عمران ، الشخصية النسوية الملتزمة عبادياً . فقد أنهت الموقف بتسمية ابنتها باسم مريم فيما قالت :

﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ

ومعنى مريم في لغتهم عصرئذ العابدة والخادمة .

ثمّ أنهت الموقف بالدعاء الآتي :

﴿وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ

وواضح أنّ التسمية والدعاء كليهما يفصحان عن الطابع الذي أكّدناه عن شخصية إمرأة عمران ، وهو الوعي العبادي بوظيفة الإنسان على الأرض فيما بدأته بالنذر ، والتسمية ، والدعاء ، وتقديم المولود فعلا إلى من يعنيهم الأمر في المسجد .

والأمر لا يتّصل بمجرّد التسمية ، والنذر ، والدعاء ، بقدر ما تفصح هذه الأشكال عن مضمونات تنطوي عليها مشاعر امرأة عمران ، وتركيبتها النفسيّة التي يكفي أن نتلمّس مدى حرارة وفاعلية ما تحمله من صدق عبادي ، حينما تبدي ذلك التوجّس وتلك الخيفة من السلوك الملتوي الذي يمكن أن يلحق ابنتها وذرّيّتها .

إنّ هتافها القائل :

﴿أُعِيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ

هذا الهتاف تعبيرٌ عن أكثر من حقيقة فنّية ينطوي عليها الموقف القصصي الذي نحن في صدد الحديث عنه .

ففضلا عن أ نّه يفصح عن مدى حدّة الوعي العباديّ عند امرأة عمران ، وادراكها لمهمة الكائن الانساني الذي ينبغي أن يتمحّض لما خُلِقَ من أجله ، فضلا عن ذلك كلّه ، فإنّ صدى الهتاف المذكور سيتردد في أجواء المواقف والأحداث التي تلي قصة امرأة عمران ، أي أنّ الدعاء بإبقاء مريم وذرّيّتها بمنأىً عن السلوك الملتوي ، بمنأىً عن الشيطان وتحركاته ، هذا الدعاء سنجد انعكاسه فعلا على شخصية مريم وعلى ذرّيتها بالنحو الذي سنقف عليه لاحقاً .

ويهمّنا أن نلفت نَظَرك إلى أنّ قصة امرأة عمران قد انتهت مع الفقرة الآتية ، وهي قوله تعالى :

﴿فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُول حَسَن

فإذا أضفنا عملية تقبّل السماء لهذا النذر ، إذا أضفناها إلى الدعاء الذي أعاذ المنذور وذرّيّته من السوء ، حينئذ أمكننا أن نُدرك خطورة ما تنطوي القصة المذكورة عليه ، من حيث المهمة العضوية ، أي المهمة الفنّية في توشيج الصلة بين القصص بعضها بالآخر وفي التمهيد لما نلاحظه من أحداث ومواقف وشخوص في القصص اللاحقة .

* * *

كانت امرأة عمران شخصيةً نسويةً على وعي حادّ بالمهمّة العبادية للكائن الإنساني .

وقد أنهى القرآن الكريم دورها في القصة الاُولى ، أي قصة امرأة عمران بعملية الوضع لابنتها مريم حينما قدّمتها ـ كما تقول النصوص المفسّرة ـ للقائمين على شؤون المسجد ، تحقيقاً للنذر الذي أخذته على عاتقها ، بأن تجعل مولودها متمحّضاً لخدمة المسجد .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .