يزداد الإدراك بان السرطان مشكلة عالمية، وذلك لانتشاره وخطورته ولان مجرد ذكر اسمه يحدث خوفاً وقلقاً مميتين، لان السرطان بالنسبة لكثير من الناس يهدد أية حياة يلمسها بالزوال ، فقد أصبح السرطان من أهم مشاكل الصحة العامة في جميع أنحاء العالم ، فقد قدرته منظمة الصحة العالمية ان يرتفع عدد الحالات الجديدة لمرض السرطان سنوياً من10 ملايين حالة عام 2000 إلى 15 مليون حالة عام 2020 ، يقدر ما يقرب من 60 % من هذه الحالات سوف تحدث في الدول الأقل تطوراً في العالم. ومن مجموع العشرة ملايين حالة التي تسجل سنوياً في العالم هناك 4.7 مليون حالة تسجل في البلدان المتقدمة 5.5 مليون حالة في البلدان الأقل تطوراً. وتشكل وفيات السرطان ما يقارب 12% من مجموع الوفيات في العالم، وبذلك يعد السرطان ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب وكما موضوع في  الجدول (1) ويقدر ان ترتفع وفيات السرطان خلال العشرين سنة القادمة من 6 ملايين الى 10 ملايين وفاة.

ويمكن عزو الارتفاع السريع في معدل الإصابة بالسرطان في الدول النامية أساسا إلى توقع الزيادة في العمر، حيث تكون المجموعة السكانية الأطول عمراً هي الأكثر عرضه لنمو السرطان لانخفاض قوة مناعتهم. وهذا خلافا لما يعتقده كثير من الناس من ان السرطان من الأمراض التي تبتلى بها البلدان الصناعية المتقدمة قبل غيرها فانه يحدث الآن بصورة متزايدة في البلدان النامية .

          ويعزى سبب هذا التغير في النمط الوبائي للسرطان إلى أنماط الحياة الجديدة والتعرض للمسرطنات البيئية فضلاً عن عامل مهم وهو تغير البنية السكانية ، حيث تشير بعض الإحصائيات غلبة حدوث هذا المرض في مجموعات العمر الكبيرة السن ، حيث يكون الأشخاص معرضون للإصابة بالسرطان كلما تقدم بهم العمر حيث تنخفض مناعة جسمهم , كما في الشكل (1) الذي يوضح زيادة نسبة الإصابة في الأعمار الكبيرة . ونظراً لان ثلاثة أرباع سكان العالم تقريباً يعيشون الآن في البلدان النامية فانه يرجح مستقبلاً حدوث الزيادة الكبيرة في هذه البلدان, أن زيادة نسبة المصابين بالسرطان يرجع إلى النقص في الوفيات بسبب الأمراض المعدية بعد السيطرة ومكافحة الأمراض المعدية مثل التدرن والملاريا وانحسار هذه الأمراض. من جانب آخر فان العوامل البيئية المحيطة وازدياد تحضر السكان وتقليد  الأساليب المعيشية الغربية كان من العوامل التي أدت الى زيادة التعرض لخطر الإصابة بالسرطان.

والجدول (2)  يوضح وفيات الأورام في بعض الدول المتقدمة والنامية.