لنبدأ أولا بما يسمى بشروط الصوت اللغوي. وهذا يتضمن مجموعة من العناصر نتناولها بالشرح والتفصيل :

الصوت اللغوي يمكن أن يقتصر على حرف واحد كقولنا : باء ،  أو تاء ، أو ياء. فإذا سأل أحدهم : ما هو الحرف الأخير في الأبجدية العربية ؟ قلت: ياء. وهذا الصوت هو وحدة كاملة إذا أخذناه منعزلا ويسمى :

الصوت المفرد. ولكن استعمال الصوت المفرد نادر جداً، ولا بد له من الاشتراك مع الأصوات الأخرى لتشكيل جملة مفيدة. ولا يمكن النظر إليه بمعزل عما قبله وبعده، وهذا ما يضعنا أمام شرط آخر عندما يتصل أكثر من صوت لغوي فيما بينها. فلا يمكن إلصاق أي صوتين لغويين أو أكثر لتشكل كلمة. فكما لا يمكن في علم الموسيقى إقران صوت ربابة بصوت كمان، لا يمكن إلصاق أي حرف بآخر. فلكل حرف موسيقيته فلا يجتمع حرفان يصعب نطقهما كالقاف والخاء مثلا. فيصعب لفظ كلمة فيها هذان الحرفان متتاليان. أو العين والحاء. فلهما نفس المخرج. أو الذال والثاء. أو الذال والظاء. ويقول أبو العلاء المعري في ذلك :

فلست لهم وان قربوا أليفا                           كما لم تألف ذال وظاء