المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المصارف وخلق الائتمان
13-12-2018
شروط استجابة الدعاء
24-10-2014
إفراز المولد خارج الخلوي في المراحل المبكرة من تكون الأجنة
9-2-2016
clause (n.)
2023-06-30
جيلفند ,موسى افيتش
18-8-2016
البحار و التقنية الحيوية
11-10-2016


مقدمة في العلاقات الزوجية  
  
2109   01:57 صباحاً   التاريخ: 20-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص47ـ48
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023 1228
التاريخ: 13-1-2016 2895
التاريخ: 1-6-2020 1764
التاريخ: 20-7-2018 2163

لقد أوضح الدين الإسلامي الحنيف في كثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم على صور التعامل الجميل بين الزوج وزوجته. فقد جاء في أساسه بناءً رصيناً متماسكاً وحث على الزواج وعدم اعتبار البنت سلعة تباع وتشتري حيث أن المهر أمر رمزي وليس ثمنا للزوجة فنص الحديث الشريف على شرط واحد للزوج (إذا جاءكم من ترتضون دينه وخلقه فزوجوه).

وجاء بالقرآن الكريم وصف رائع للعلاقة الزوجية حين قال جل شأنه {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187] وكذلك عندما قال {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] وهذه المودة والرحمة مثلها كمثل السكينة - الروح - فهي من خصوصيات الحق جل وعلا يشعرها الزوجان عند ارتباطهم. وفي نظرة عميقة ومتأصلة لمسيرة العلاقة بينهما. فالزوجان إذا كانا يريدان التعاون الوثيق من أجل المسيرة الزوجية فهما يخلقان علاقة الحب خلقا رائعا في قلوبهم ويفهمان بعضهما البعض ولابد من تنازلات يطرحها كل منهما من أجل أن تصب في رافد أساسي ومهم هو مجرى الحياة الزوجية. أو السعادة الزوجية.

بعكس الزوج المتسلط الذي يعتبر الزوجة آلة في البيت لا يحق لها ما يحق له وهو السيد المتسلط الجبار الذي لا يناقشه أحد في أوامره وكأنها موظفة تعمل لديه أو أبعد من ذلك كأنها آمة اشتراها ودفع ثمنها ويأتي الحديث النبوي الشريف للرسول العبقري محمد (صلى الله عليه وآله) " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " حيث قرنت صفة الخير في الرجل الذي يكون لطيفا مع أهله وعياله وهذه صدرت من نبي عبقري وصفة الحق جل شأنه:

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

وماذا عن الزوج المتخلف الذي ينظر إلى المرأة بأنها أصغر شأناً بكثير عن الرجل حين يستعرضها في حديثه ويقول (تكرم حرمتي) أي تكرم من قيمتها. وماذا عن البطل الذي يعتقد أن الزوجة ملزمة بأداء كل المستلزمات البيتية من طبخ وتنظيف وغسيل ملابس وكوي وغيرها ويعتبر ذلك واجباً أساسياً لها. فهذه كلها ترسبات الماضي وجزء من الحاضر وقسم من المستقبل خاصة في الدول النامية في المناطق الريفية وهذا العبء ملقى على كاهل المثقفين سواء كانوا علماء دين أم من خريجي الكليات والجامعات والمعاهد. وكل الطبقة المثقفة في كل مناطق التخلف وجاء الإسلام ليكرم المرأة لا ليهينها فقد وقرها زوجة وأماً ولم يمنع تعليمها وتوظيفها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.