أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
1973
التاريخ: 5-10-2014
1719
التاريخ: 5-10-2014
1407
التاريخ: 22-04-2015
1445
|
قد تظهر آثار الخوف عند الطفل لأسباب عديدة ومختلفة منها : عوامل تكوينية قبل الولادة ، وعوامل بيئية بعد الولادة ، ينتج عنها عقد مكتسبة تصيب الطفل أثناء نموه وتطوره ، وهذه العوامل هي :
1- العامل الصحي :
فالرعاية الصحية للام أثناء الحمل ، والتغذية الجيدة لها ، وعدم إصابتها بالأمراض والعقد النفسية والهياج العصبي والتوتر النفسي ، أو الجهد الزائد الذي تتعرض له الام خلال تلك الفترة ، أو بسبب المضاعفات الجراحية والمرضية أثناء الولادة وبعدها.
كما أنّ رعاية المولود وتوفير البيئة الصحية له حتى ينمو ويتعلم العادات الصحية الصحيحة بشكل علمي مدروس ، وفق أحدث الأساليب ، يجعل عقل الطفل وفكره ينمو بصورة اعتيادية وسليمة ، ويترك أثرا كبيرا على سلوك الطفل مستقبلا ، ويجعله يعيش حياة لا تعكرها الشوائب والشكوك وعقد الخوف.
2- العامل التربوي :
يبدأ الطفل بالنمو جسميا وفكريا ويأخذ تفكيره طابعا مختلفا في هذه الفترة ، حيث يبدأ نظره إلى الامور المستجدة بشكل أعمق من السابق ، مع ما يرافق تلك الفترة من تأثير تربوي في البيت والشارع والمدرسة ، وإنعكاس تلك الظروف على نفسية الطفل سلبا أو إيجابا ، وبأشكال متفاوتة ، قد يكون تأثيرها بسيطا بعض الأحيان ، أو ذات تأثير متوسط. وقد تأخذ طابعا حادا يؤدي إلى إصابة الطفل بعقد مختلفة أبرزها : الخوف وظلام المستقبل.
والتربية الصحيحة لها آثار كبيرة لمنع الطفل من السقوط في هاوية الخوف والجمود والنظر إلى المستقبل بمنظار الريبة والشك والحيرة.
3- العامل الاجتماعي والبيئي :
العصر الحديث وما يمثله من سرعة في الحركة والتطور ، حيث سهولة وسرعة السفر ، وانتشار وسائل الإعلام كالراديو والتلفزيون في جميع البيوت ، وكثرة دور السينما التي تعرض الأفلام غير الهادفة. إضافة للتطور التكنولوجي السريع ، وظهور الأحياء والمدن ذات الكثافة السكانية العالية ، جعلت من فكر الطفل- الذي لا يزال يعيش مرحلة النمو ويفتقر للقدرة التي تؤهله على تحمل المصاعب- فكرا مضطربا مشوشا بعض الأحيان ، لا ينظر إلى المستقبل إلّا بمنظار الشك والريبة والخوف للأزمة الناتجة من إضطراب دائم في السلوك والأفكار.
وهذه المضاعفات تشاهد بوضوح في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ، والمحرومة من الخدمات الصحية والبيئية والاجتماعية ، حيث يؤثر هذا المناخ على الطفل ويجعله يكتسب الكثير من العادات السيئة التي لها الأثر البالغ على مستقبله ومستقبل اسرته ، ويكون بسببها في حاجة ماسة إلى جهود متواصلة وحثيثة كي يتخلص من آثار ورواسب ذلك المجتمع وتلك البيئة الفاسدة. إضافة إلى أنّ النظم الاجتماعية السائدة في العالم تفتقر إلى تطبيق العدالة الاجتماعية ، مما أدى إلى نقص واضح لهذه الشريحة الغضة من المجتمع ، وما يعكسه هذا النقص من انعكاسات تركت أسوأ الآثار على سلوك ونفسية ذلك الطفل النامي ، ويمكن ملاحظة تلك المظاهر بأسوأ حالاتها داخل الطبقات الفقيرة المحرومة من هذه الرعاية.
4- العامل المالي :
يدخل العامل المالي كأحد الأطراف المؤثرة في خلق وتبلور بعض العقد النفسية لدى الأطفال في مراحل نموهم ، حيث أنّ وجود المال الكافي عند العائلة يجعلها توفر الوسائل الكفيلة والمتطلبات الأساسية ، الأمر الذي يجعل من تربية الطفل تأخذ مسارها الصحيح ، لأنّ المال يعتبر عاملا مؤثرا ومساعدا على حل المشاكل التي قد تحدث للعائلة.
وبالعكس من ذلك فانّ الفقر يزيد الطين بللا ، ويضاعف المشاكل العائلية أكثر فأكثر من جراء عدم توفر المال الكافي لديهم.
5- العامل الغذائي :
التغذية الجيدة والعلمية للام أثناء الحمل وبعده ، وللطفل أثناء نموه ، لها الأثر الكبير في فعالية الجسم وزيادة مقاومته للأمراض ، ممّا يجعله أقل عرضة للأمراض التي قد تصيبه ، وتؤدي في حينه إلى ضعف مقاومته البدنية و الفكرية.
أما إذا كان الغذاء المتناول قليل الكمية ، وذا نوعية غير متوازنة ، لا تفي بالمتطلبات الجسمية والروحية ، نتج عنه هزال في الجسم ، وتغيّر في السلوك الطبيعي للطفل ، قد يصل في بعض مراحله إلى متغيّرات نفسية وعاطفية عديدة ، لها ارتباط وثيق بطول الفترة التي تعرّض فيها الطفل لعوامل سوء التغذية المختلفة خلال مراحل نموه المتعاقبة.
6- العامل الثقافي :
وهو من العوامل المهمة التي تجعل تربية الطفل تأخذ المسار العلمي الكفيل بالحد من المشاكل والمتاعب اليومية والغذائية والنفسية للطفل ، فبدلا من أن يكون الجهل عاملا إضافيا ثقيلا تكون الثقافة عاملا مساعدا للحد من تزايد مخاوف واضطراب وانحراف الطفل. خصوصا إذا علمنا أنّ الثقافة التي يتلقاها الأطفال في الوقت الحاضر أغلبها ثقافة غير إسلامية ، لا تستند إلى روح الإسلام العظيم ، التي تغرس في الأطفال القدرة وروح المقاومة والصمود ، وتزرع الإيمان الكفيل بإزالة وتحطيم عوامل القلق والخوف- المادي والروحي- خلافا لما نراه اليوم من ثقافة مادية حاقدة يتغذى بها أطفالنا الأعزاء خلال مراحل دراساتهم المختلفة. وهي بلا شك بعيدة عن واقع الإسلام العظيم ، وما يمثله من مصدر مهم للثقافة الإسلامية والإنسانية.
إذ أنّ الثقافة الإسلامية تستند إلى ركائز قوية ، كالقرآن الحكيم ، والسنة النبوية الشريفة ، وسيرة الائمة الأطهار (عليهم السلام) ، والتي برهن التاريخ القديم والحاضر على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على خلق الإنسان المؤمن المقاوم والمبدع ، الذي يملك العزيمة الكاملة التي تؤهله لأن يكون عضوا صالحا في مجتمع خال من الوساوس والأفكار الهدامة والخرافات.
7- العامل الديني :
وهو من العوامل المهمة والمؤثرة جدا في حياة الأطفال ، لأنّ نشوء الطفل وترعرعه وسط مجتمع محافظ وملتزم بالمعتقدات الدينية السماوية ، سيولّد بلا شك طفلا مؤمنا صالحا مستقيم السيرة ، قوي العقيدة ، لا تؤثر فيه الصدمات النفسية ، أو التيارات الفكرية.
وطبعا ، فإنّ مجتمعا كهذا سيكون مجتمعا فاضلا تسوده المحبة والإخاء والصداقة والوفاء ، وتتجلى فيه السعادة الإجتماعية بأبهى وأحلى صورها ، وتجري فيه الحياة بلا تكلف ولا عقد نفسية أو إضطرابات عقلية.
كيف لا؟ والأخلاق الدينية الإسلامية منحته من روحها وحلاوتها أحلى القيم الرشيدة ، وفق المسار الصحيح والطريق القويم ، والنضج الفكري المثالي الذي يبلور روح الفضيلة لدى الفرد والاسرة والمجتمع.
مجتمع بهذا البناء الروحي القوي يخلق- حتما- جيلا من الأطفال ذا قوة جسدية وروحية عالية ، تجعله في مناعة من المؤثرات الخارجية ، أو تمنع هذه المؤثرات من أن تكون ذات أثر حاد يعجل في سقوط الطفل في خضم المشاكل العاطفية والنفسية والخوف المنتظر.
وقد تجعل من ذلك الأثر الموجود عند الأطفال شيئا مؤقتا ، وليس حالة دائمة. وهذا ما يحدو بالأطفال إلى أن ينظروا إلى المستقبل نظرة أمل واشراق واستبشار وتفاؤل. على العكس من زملائهم الذين ينشأون في مجتمعات واسر غير ملتزمة دينيا ، لا تعرف الجانب التربوي والأخلاقي العظيم الذي جاء به الدين الحنيف.
فمثل اولئك الأطفال تكثر فيهم وتنمو عندهم عقد الخوف والقلق والتشاؤم من المجهول ، وتظهر عليهم الإضطرابات النفسية بصورة مبكرة ، ممّا يحول حياتهم إلى بؤس ومرارة تتخللها الهزات العنيفة بأعلى مراحلها وحدودها. وأخيرا تهيء لهم عوامل السقوط والانحدار نحو جحيم الحياة المضطربة.
8- العامل الاسروي :
يعتبر من العوامل المؤثرة في تغيّر سلوك وأخلاق ونوازع الأطفال ، وهو ذو أثر مصيري في تقرير مستقبلهم النفسي. خصوصا في الأعوام الاولى خلال مراحل النمو. فعند ما يبدأ الطفل يعي ويدرك ما حوله ، ويشاهد
بأم عينيه وقلبه الصغير المشاحنات العائلية المستمرة ، والصراع العائلي الدائم يمزق شمل الاسرة وهناءها ، يدب الألم والخوف فيه. وتستحكم في داخل كيانه الطري والبريء العقد النفسية ، التي قد تزداد مع استمرار وديمومة الحوادث وتتابعها.
فمثلا الطلاق الواقع بين الأبوين ، يجعل الطفل ممزّق الشعور والعواطف والآراء ، وعرضة لدخول عالم الخوف القاتل.
كذلك نرى أنّ روح اللامبالاة من قبل الآباء تجاه أطفالهم ، أو اعطاءهم الحرية اللامحدودة ، يعطي نتائج معكوسة في سلوك الأطفال ، أمّا التهديد المستمر أو التضييق بقسوة ، وعدم تلبية حاجات ورغبات ومتطلبات الأطفال الضرورية ، مع التمييز في التعامل بينهم ، يؤدي إلى خلق حالة تناقض في سلوكهم قد تدفعهم إلى السقوط في مهالك التناقضات والصراعات ذات التأثير الواضح في مجمل سلوك الأطفال.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|