أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3636
التاريخ: 16-3-2016
4712
التاريخ: 7-11-2017
3583
التاريخ: 16-3-2016
15413
|
روى أبو مخنف عن يوسف بن أبي اسحاق عن عباس الجدي انّه قال: خرجنا مع ابن عقيل اربعة آلاف فلمّا بلغنا القصر الّا ونحن ثلاثمائة .
فأخذ الناس يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول : انصرف الناس يكفونك، ويجيء الرجل الى ابنه واخيه فيقول : غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب و الشر؟, انصرف فيذهب به فينصرف.
فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه الّا ثلاثون نفسا في المسجد فلما رأى أنّه قد أمسى وما معه الّا اولئك النفر خرج من المسجد متوجها نحو أبواب كندة، فما بلغ الابواب الّا ومعه منهم عشرة ثم خرج من الباب، فالتفت فاذا هو لا يرى احدا يدله على الطريق ولا يدلّه على منزله ولا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو.
فمضى على وجهه متلددا في أزقّة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى خرج الى دور بني جبلة من كندة فمشى حتى انتهى الى باب امرأة يقال لها طوعة، أمّ ولد كانت للأشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها أسيد الحضرمي، فولدت له بلالا و كان بلال قد خرج مع الناس وامّه قائمة تنتظره فسلم عليها ابن عقيل فردّت عليه السلام فقال لها: «يا أمة اللّه اسقيني ماء».
فسقته وجلس وادخلت الاناء ثم خرجت.
فقالت : يا عبد اللّه ألم تشرب؟.
قال: بلى.
قالت: فاذهب الى أهلك، فسكت ثم عادت عليه مثل ذلك، فسكت ثم قالت له في الثالثة : سبحان اللّه يا عبد اللّه قم عافاك اللّه الى أهلك فانّه لا يصلح لك الجلوس على بابي و لا احله لك.
فقام و قال : يا أمة اللّه ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك في أجر ومعروف و لعلّي مكافيك بعد اليوم.
قالت : يا عبد اللّه و ما ذاك؟.
قال: أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغرّوني وأخرجوني.
قالت : أنت مسلم؟.
قال : نعم.
قالت : ادخل، فدخل بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها، فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه، فقال لها : و اللّه انّه لتريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة و خروجك منه، انّ لك شأنا.
قالت : أقبل على شأنك ولا تسألني عن شيء، فألحّ عليها، فقالت : يا بني لا تخبرنّ أحدا من الناس بشيء مما أخبرك به.
قال : نعم.
فأخذت عليه الايمان فحلف لها، فأخبرته فاضطجع و سكت.
ولما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل طال على ابن زياد وجعل لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع قبل ذلك، (وكان يريد الذهاب الى المسجد للصلاة لكن يغلبه الخوف) فقال لأصحابه : أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا فلم يروا أحدا.
قال: فأنظروهم لعلّهم تحت الظلال قد كمنوا لكم، فنزعوا تخاتج المسجد يخفضون بشعل النار في أيديهم وينظرون، فكانت تضيء لهم وأحيانا لا تضيء كما يريدون فدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال فيها النيران ثم تدلى حتى ينتهي الى الارض، ففعلوا ذلك في اقصى الظلال وأدناها وأوسطها حتى فعل ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد بتفرق القوم، ففتح باب السدة التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج اصحابه معه فأمرهم فجلسوا قبيل العتمة وأمر عمرو بن نافع فنادى ألا برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء والمناكب أو المقاتلة صلى العتمة الّا في المسجد.
فلم يكن الّا ساعة حتى امتلأ المسجد من الناس ثم أمر مناديه فأقام الصلاة وأقام الحرس خلفه و أمرهم بحراسته من أن يدخل عليه أحد يغتاله، وصلّى بالناس ثم صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال : أمّا بعد فانّ ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتى ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق، فبرئت ذمة اللّه من رجل وجدناه في داره ومن جاء به فله ديته، اتقوا اللّه عباد اللّه والزموا طاعتكم وبيعتكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا، يا حصين بن نمير ثكلتك امّك ان ضاع باب سكة من سكك الكوفة أو خرج هذا الرجل ولم تأتني به و قد سلّطتك على دور أهل الكوفة فابعث مراصد على أهل السكك واصبح غدا فاستبرئ الدور وحبس خلالها حتى تأتيني بهذا الرجل، و كان الحصين بن نمير على شرطه و هو من بني تميم.
ثم دخل ابن زياد القصر، فلما اصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه، و أقبل محمد بن الاشعث، فرحب به وأجلسه الى جنبه، وأصبح ابن تلك العجوز فغدا الى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند امّه، فاقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه و هو عند ابن زياد فسارّه فعرف ابن زياد سراره فقال له ابن زياد بالقضيب في جنبه : قم فأتني به الساعة، فقام محمد بن الاشعث و بعث معه قومه وبعث معه عبيد اللّه ابن عباس السلمي في سبعين رجلا من قيس حتى أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فلمّا سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال علم انّه قد أتى، فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار فشدّ عليهم فضربهم بسيفه حتى اخرجهم من الدار ثم عادوا إليه فشدّ عليهم كذلك .
وفي كامل البهائي انّه : كان مسلم بن عقيل في الدعاء اذ سمع وقع حوافر الخيول و صهيلها، فعجّل في دعائه و أتمّه فلبس لامته و قال لطوعة : يا امة اللّه قد أدّيت ما عليك من الخير ولك نصيب من شفاعة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقد رأيت عمّي امير المؤمنين (عليه السلام) في المنام فقال لي : ستلحق بي غدا .
وروى المسعودي وأبو الفرج : انّ مسلم لما خرج من الدار ورأى انهم قد أشرفوا عليه من فوق السطوح وأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النيران في أطنان القصب ثم يقذفونها عليه من فوق السطوح، فلما رأى ذلك قال : أكلّما أرى من الاجلاب لقتل ابن عقيل؟ يا نفس أخرجي الى الموت الذي ليس منه محيص، فخرج رضوان اللّه عليه مصلتا سيفه الى السكة فقاتلهم و هو يقول:
أقسمت لا أقتل الّا حرّا و ان رأيت الموت شيئا نكرا
كل امرئ يوما ملاق شرا أو يخلط البارد سخنا مرا
ردّ شعاع النفس فاستقرّا أخاف أن أكذب أو أغرّا .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|