المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التوزيع الجغرافي للظاهرة المرضية
3-7-2017
متحسس تغذوي Trophallergen
21-8-2020
بلانك ماكس كارل ارسنت لودويج
17-10-2015
دور المشتتات في فسلجه الخلايا
5-10-2016
Types of diabetes mellitus
6-12-2015
الروايات التي ترى أن في الحروف المقطعة تحدياً
2023-11-16


مسلم بن عقيل شهيد الثورة الخالد  
  
3787   12:40 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص440-442.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015 3636
التاريخ: 16-3-2016 4712
التاريخ: 7-11-2017 3583
التاريخ: 16-3-2016 15413

روى أبو مخنف عن يوسف بن أبي اسحاق عن عباس الجدي انّه قال: خرجنا مع ابن عقيل اربعة آلاف فلمّا بلغنا القصر الّا ونحن ثلاثمائة .

فأخذ الناس يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول : انصرف الناس يكفونك، ويجيء الرجل الى ابنه واخيه فيقول : غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب و الشر؟, انصرف فيذهب به فينصرف.

فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه الّا ثلاثون نفسا في المسجد فلما رأى أنّه قد أمسى وما معه الّا اولئك النفر خرج من المسجد متوجها نحو أبواب كندة، فما بلغ الابواب الّا ومعه منهم عشرة ثم خرج من الباب، فالتفت فاذا هو لا يرى احدا يدله على الطريق ولا يدلّه على منزله ولا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو.

فمضى على وجهه متلددا  في أزقّة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى خرج الى دور بني جبلة من كندة فمشى حتى انتهى الى باب امرأة يقال لها طوعة، أمّ ولد كانت للأشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها أسيد الحضرمي، فولدت له بلالا و كان بلال قد خرج مع الناس وامّه قائمة تنتظره فسلم عليها ابن عقيل فردّت عليه السلام فقال لها: «يا أمة اللّه اسقيني ماء».

فسقته وجلس وادخلت الاناء ثم خرجت.

فقالت : يا عبد اللّه ألم تشرب؟.

قال: بلى.

قالت: فاذهب الى أهلك، فسكت ثم عادت عليه مثل ذلك، فسكت ثم قالت له في الثالثة : سبحان اللّه يا عبد اللّه قم عافاك اللّه الى أهلك فانّه لا يصلح لك الجلوس على بابي و لا احله‏ لك.

فقام و قال : يا أمة اللّه ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك في أجر ومعروف و لعلّي مكافيك بعد اليوم.

قالت : يا عبد اللّه و ما ذاك؟.

قال: أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغرّوني وأخرجوني.

قالت : أنت مسلم؟.

قال : نعم.

قالت : ادخل، فدخل بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها، فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه، فقال لها : و اللّه انّه لتريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة و خروجك منه، انّ لك شأنا.

قالت : أقبل على شأنك ولا تسألني عن شي‏ء، فألحّ عليها، فقالت : يا بني لا تخبرنّ أحدا من الناس بشي‏ء مما أخبرك به.

قال : نعم.

فأخذت عليه الايمان فحلف لها، فأخبرته فاضطجع و سكت.

ولما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل طال على ابن زياد وجعل لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع قبل ذلك، (وكان يريد الذهاب الى المسجد للصلاة لكن يغلبه الخوف) فقال لأصحابه : أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا فلم يروا أحدا.

قال: فأنظروهم لعلّهم تحت الظلال قد كمنوا لكم، فنزعوا تخاتج المسجد يخفضون بشعل النار في أيديهم وينظرون، فكانت تضيء لهم وأحيانا لا تضيء كما يريدون فدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال فيها النيران ثم تدلى حتى ينتهي الى الارض، ففعلوا ذلك في اقصى الظلال وأدناها وأوسطها حتى فعل ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد بتفرق القوم، ففتح باب السدة التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج اصحابه معه فأمرهم فجلسوا قبيل العتمة وأمر عمرو بن نافع فنادى ألا برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء والمناكب أو المقاتلة صلى العتمة الّا في المسجد.

فلم يكن الّا ساعة حتى امتلأ المسجد من الناس ثم أمر مناديه فأقام الصلاة وأقام الحرس‏ خلفه و أمرهم بحراسته من أن يدخل عليه أحد يغتاله، وصلّى بالناس ثم صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال : أمّا بعد فانّ ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتى ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق، فبرئت ذمة اللّه من رجل وجدناه في داره ومن جاء به فله ديته، اتقوا اللّه عباد اللّه والزموا طاعتكم وبيعتكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا، يا حصين بن نمير ثكلتك امّك ان ضاع باب سكة من سكك الكوفة أو خرج هذا الرجل ولم تأتني به و قد سلّطتك على دور أهل الكوفة فابعث مراصد على أهل السكك واصبح غدا فاستبرئ الدور وحبس خلالها حتى تأتيني بهذا الرجل، و كان الحصين بن نمير على شرطه و هو من بني تميم.

ثم دخل ابن زياد القصر، فلما اصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه، و أقبل محمد بن الاشعث، فرحب به وأجلسه الى جنبه، وأصبح ابن تلك العجوز فغدا الى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند امّه، فاقبل عبد الرحمن حتى أتى أباه و هو عند ابن زياد فسارّه فعرف ابن زياد سراره فقال له ابن زياد بالقضيب في جنبه : قم فأتني به الساعة، فقام محمد بن الاشعث و بعث معه قومه وبعث معه عبيد اللّه ابن عباس السلمي في سبعين رجلا من قيس حتى أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فلمّا سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال علم انّه قد أتى، فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار فشدّ عليهم فضربهم بسيفه حتى اخرجهم من الدار ثم عادوا إليه فشدّ عليهم كذلك‏ .

وفي كامل البهائي انّه : كان مسلم بن عقيل في الدعاء اذ سمع وقع حوافر الخيول و صهيلها، فعجّل في دعائه و أتمّه فلبس لامته و قال لطوعة : يا امة اللّه قد أدّيت ما عليك من الخير ولك نصيب من شفاعة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقد رأيت عمّي امير المؤمنين (عليه السلام) في المنام فقال لي : ستلحق بي غدا .

وروى المسعودي وأبو الفرج : انّ مسلم لما خرج من الدار ورأى انهم قد أشرفوا عليه من فوق السطوح وأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النيران في أطنان القصب ثم يقذفونها عليه من فوق السطوح، فلما رأى ذلك قال : أكلّما أرى من الاجلاب لقتل ابن عقيل؟ يا نفس أخرجي الى الموت الذي ليس منه محيص، فخرج رضوان اللّه عليه مصلتا سيفه الى السكة فقاتلهم و هو يقول:

أقسمت لا أقتل الّا حرّا            و ان رأيت الموت شيئا نكرا

كل امرئ يوما ملاق شرا         أو يخلط البارد سخنا مرا

ردّ شعاع‏  النفس فاستقرّا         أخاف أن أكذب أو أغرّا .

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.