أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2019
2724
التاريخ: 16-8-2019
3285
التاريخ: 22-11-2020
1823
التاريخ: 19-1-2022
3310
|
من ناحية اخرى فقد أظهرت الحقائق الملموسة ان نظرية التبعية قد أخفقت إخفاقاً ذريعاً في فهم وتحليل طبيعة حركة رؤوس الاموال عالمياً ، فاذا كان الاستغلال أعلى في البلدان المتخلفة فإذا كانت هناك أيضاً حرية حركة لرأس المال بين البلدان المختلفة كما يدعي مفكروا التبعية فلماذا اذاً لا تتحرك الاستثمارات الى الدول المتخلفة ؟ لماذا لا ينتقل رأس المال الصناعي العالمي في معظمه الى البلدان المتخلفة ؟ ولماذا تظل النسبة الاكبر من الاستثمارات موجودة في الدول المتقدمة ؟ وكيف تفسر ظاهرة ان غالبية تحركات رأس المال دولياً هي ما بين الدول المتقدمة وبعضها البعض وليس من والى الدول المتخلفة (فنجد اليابان تفتح المصانع في انجلترا وفرنسا وامريكا تقيم المشروعات في المانيا والنمسا والمانيا اساساً تستثمر في اوربا) فلا تذهب الا نسبة ضئيلة من الاستثمارات الى دول العالم الثالث .
مرة اخرى أثبتت نظرية التبعية فشلها في فهم هذه الظواهر التي تعد خارج نطاقها التفسيري ، ان نظرية التبعية لا ترى الا ما تحب ان تراه وهو ان هناك استقطاباً جاداً في النظام الرأسمالي العالمي بين دول المركز ودول الاطراف ، أما ما يحدث امام أعيننا جميعاً من نمو رأسمالي في مناطق عديدة في العالم المتخلف ، ومن انتقالات لرؤوس الأموال بشكل يخالف توقعاتها ، فهي لا تراه أو بالأصح تتعامى عن رؤيته .
ان الأخطاء على مستوى التحليل النظري في هذه المدرسة تتحول الى كوارث على مستوى الاستنتاجات السياسية ففي رؤية ايمانويل نجد ان التناقض الرئيسي هو بين عمال الدولة المتقدمة وعمال الدولة المتخلفة وهذا ما يبرر تحالف برجوازيات وعمال الدول المتخلفة ضد برجوازيات وعمال الدول المتقدمة وتحل القومية محل الأمية .
يتحدث سمير أمين أيضاً عن تحالف بين برجوازية وعمال الدول المتقدمة متمثلاً في " العقد الاجتماعي " وعن ان البروليتاريا العالمية تتكون من الطبقة العاملة في الاطراف فقط لأنها الأكثر تعرضاً للاستغلال ، وبالتالي فليس هناك إمكانية للتضامن بين العمال على المستوى الاممي ، وينتج عن هذا انه لا بد من تحالفات كل المضطهدين في دول الأطراف (أي لا بد من تحالف واسع يضم كل القوى الشعبية عدا البرجوازية الكمبرادورية) لفك الارتباط مع رأسمالية المركز والدخول في مشروع التنمية المستقلة .
ان هذه الأفكار تتعارض مع برنامج الثورة العمالية ولا تمت بصلة للطبقة العاملة ، انها تصلح كبرنامج للبرجوازيات المحلية في البلدان المتخلفة .
وكما قال" بتليهم " :
تحاول هذه البرجوازيات دائماً ان تقنع جماهير العمال في بلدانهم بأن فقرهم ليس نتيجة الاستغلال الطبقي ووجود علاقات انتاج تعرقل تطور قوى الانتاج ، وانما هو نتيجة للاستغلال القومي الذي يتعرض له ويكون من ضحاياه الأغـنياء والفقراء والرأسماليين والعمال والفلاحين على السواء.
لقد تبنت الاحزاب الستالينية هذه النظريات البرجوازية بشكل كامل ، فقد تماشت مفاهيم التبعية والتبادل اللا متكافئ مع المشاريع الاصلاحية والقومية لهذه الاحزاب وأصبح لديها تبرير نظري أنيق للتخلي عن الأممية والثورة العمالية والاندماج مع حركات التحرر الوطني البرجوازية والبرجوازية الصغيرة ، وأصبحت كلمة الاشتراكية مرادفة لكلمة التنمية المستقلة تحت قيادة الدولة (اي مرادفة لرأسماليـة الدولة التي ذقنا جميعاً مرارتها) ولكن الستالينية قد ماتت الآن وقد حان الوقت للتخلي عن هذه النظريات البرجوازية المحلية .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|