الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي 

نتيجة التطورات التي حدثت في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ظهرت العديد من المصطلحات والمفاهيم والتي تحدث إشكالاً في فهم هذه المصطلحات ومعانيها الدقيقة ومن هذه المصطلحات الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي، ومن أجل توضیح المفهومين يمكن الإشارة إلى الآتي:

إن الاقتصاد المعرفي يدور حول تولید المعرفة ونشرها واستخدامها من خلال بيئة مناسبة، وتمثل التقنيات الحديثة بشكلها العام وتقنيات المعلومات على وجه الخصوص مكانة مركزية فيها. ويسهم ذلك في تطوير إمكانات الإنسان وتعزيز التنمية وتأمين حياة كريمة للجميع، وعلى ذلك فان المعرفة هي محور الاقتصاد المعرفي الذي يتضمن ما ياتي:

- الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار وما يساعد على توليد المعرفة المفيدة في شتى المجالات.

ـ العمل على نشر المعرفة من خلال التعليم والتدريب والإعلام من أجل بناء الإنسان الذي يتمتع بالمعارف والمهارات والقدرات التي تمكنه من العمل بفاعلية واقتدار ويدخل في هذا الإطار مسألة محو الامية المعلوماتية والتأهيل الرقمي المعلوماتي .

ـ التركيز على ضرورة استخدام المعرفة والمهارات والقدرات على أفضل وجه ممكن بما يدعم عطاء المجتمع ويعزز تطوره .

ـ توفير بيئة تفاعلية مناسبة تحث الإنسان على المساهمة وتظهر امكاناته وتشجعه على العطاء، وتبرز في هذا المجال ميزة التنوع الإنساني في المواهب والقدرات التي تشمل نواحي علمية تطويرية وأخرى مهنية وثالثة اقتصادية وإدارية وغير ذلك.
- تأمين بيئة تقنية مناسبة لا يقتصر اهتمامها على الخدمات الأساسية للمجتمع فقط بل على الرعاية اللازمة لتحفيز العمل المعرفي .

ـ التركيز في إطار البنية التقنية السابقة على البنية التقنية الرقمية المعلوماتية بما في ذلك تقنيات الاتصالات والحاسوب والانترنت .

إذاً ومن خلال المقدمة السابقة يمكن تعريف الاقتصاد الرقمي Digital Economy بأنه ذلك الجزء من الاقتصاد المعرفي الذي يختص بكل ما يتعلق بتقنيات المعلومات التي تعرف أيضاً بالتقنيات الرقمية .وعلى ذلك فان اقتصاد المعرفة بمفهومه العام لا يتحقق من دون التقنيات الرقمية، أي من دون الاقتصاد الرقمي، فهذا الاقتصاد يمثل قاعدة رئيسة الاقتصاد لمعرفة .وينطلق الاقتصاد الرقمي من معطيات التقنيات الرقمية، ويشمل ذلك استخدام هذه التقنيات وإنتاجها. إذ أن استخدام هذه التقنيات بالأسلوب المناسب يعطي أداء أفضل ويحقق مردوداً اقتصادياً أعلى يصب عائده في إنجازات الاقتصاد الرقمي .ويشمل الأداء الأفضل عوامل متعددة ترتبط بسرعة الإنجاز وخفض النفقات وتحسين الجودة وتغيير أساليب العمل نحو الأفضل،  فضلاً عن تطوير عوامل أمن الأعمال وسريتها . ومن الأمثلة المهمة لاستخدام التقنيات الرقمية هي التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية والتعليم عن بعد وغير ذلك .
وفي مجال التقنيات الرقمية ، فان التوسع في استخدام هذه التقنيات والتحديث الذي تلقاه باستمرار يؤديان إلى جعل سوق هذه التقنيات سوقاً جذابة لتحسين دخل المنتجين.

وعلى مستوى الدول فان الإنتاج ولو الجزئي منه يقلل من الاستيرادات ويفتح أبواب الصادرات ويؤمن العمالة المؤهلة بالمهارات ولا يتطلب ذلك مواد خام أو رؤوس أموال مرتفعة.