المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إحتجاج إبليس على الله
2-06-2015
زيد بن الحسن أبو الحسين القرشي
8-9-2017
رأي المسيو إميل بلو في تكون أجرام السماء
2023-11-06
خالد بن حزام
2023-02-11
الإحـــتيــــــــــاطـ
1-8-2016
حح.
2024-08-23


بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف  
  
2690   03:54 مساءً   التاريخ: 20-6-2019
المؤلف : د .شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الأدب العربي ـالعصر العباسي الثاني
الجزء والصفحة : ص:410ـ411
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2130
التاريخ: 23-3-2016 6700
التاريخ: 21-06-2015 2546
التاريخ: 30-12-2015 32271

 

بكر (1) بن عبد العزيز بن أبي دلف

حفيد أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي الشيباني البطل المغوار الذي أبلى بلاء عظيما في حروب بابك لعهد المأمون والمعتصم، وكان هارون الرشيد ولاّه-وهو حدث السنّ-أعمال الجبل في إيران، ولم يزل عليها إلى أن توفّي سنة خمس وعشرين ومائتين. وكان أديبا شاعرا وله مقطوعات تتردّد في كتب الأدب، وهو ممدوح أبي تمام وعلي بن جبلة الذي قال فيه:

إنما الدنيا أبو دلف … بين باديه ومحتضره

فإذا ولّى أبو دلف … ولّت الدنيا على أثره

وقد تولّى إقليم الجبل ابنه عبد (2) العزيز وكان شاعرا، وشجاعا باسلا، وعزله عنه المعتز وولى عليه موسى بن بغا، فثارت ثائرة عبد العزيز وفرّ إلى قلعة له ولعشيرته في الكرج بين همذان وأصفهان، وظل ينازل الدولة العباسية. ونراه في سنة 254 يجبى همذان. ويخلفه ابنه أحمد، فيتولى زعامة أسرته ويمدّ سلطانه إلى أصبهان ويتوفى سنة 280 فيتنازع الرياسة بعده أخواه عمر وبكر، ويتمّ لعمر القيام بالأمر، ولا يرسل إليه الخليفة المعتضد بالولاية، حتى لا يثور بكر، غير أنه عاد فولّى في سنة 283 عيسى النّوشري على أصبهان، وغضب بكر ومن كانوا ينضوون تحت لوائه من الأعراب، فولّى وجهه معهم نحو الأهواز، وخرج في طلبه القائد التركي وصيف حتى بلغ حدود فارس. ولحقه، ولكنه لم يحاول أن يبادره بالحرب، وباتا كلّ واحد منهما قريب من صاحبه، وارتحل بكر ليلا ولم يتبعه وصيف، وعاد بكر إلى أصبهان ورجع وصيف إلى بغداد. وكتب المعتضد إلى بدر غلامه المعروف باسم بدر المعتضدي يأمره بطلب بكر بن عبد العزيز وعربه.

وكان بكر شاعرا انحدر إليه الشعر من أبيه وجده، وله ديوان صغير نشر في

 

ص410

دهلي باسم شعر بكر بن عبد العزيز وهو يتغنى في أشعاره بفِتُوته وفروسيته، وله ميمية طريفة نظمها حين سمع بأن المعتضد أمر بدرا غلامه أن يتعقبه، وفيها يتوعده ويتهدده بمثل قوله:

ألقى الأحبّة بالعراق عصيّهم … وبقيت نصب حوادث الأيام

وتشعّب العرب الذين تصدّعوا … فذببت عن أحسابهم بحسامي

فلأقرعنّ صفاة دهر نابهم … قرعا يهدّ رواسي الأعلام

ولأتركنّ الواردين حياضهم … بقرارة لمواطئ الأقدام

يا بدر إنك لو شهدت مواقفي … والموت يلحظ والصّفاح دوامي

لذممت رأيك في إضاعة حرمتي … ولضاق ذرعك في اطّراح ذمامي

حرّكتني بعد السكون وإنما … حرّكت من حصني جبال تهام

وواضح من حديثه في مطالع هذه الأبيات أنه يأسى للعرب في عصره، فقد تشعّبوا وتفرّقوا شيعا وطرائق شتى، فعضّهم الدهر بنايه وأصبحت حياضهم مباحة يردها الأعاجم وغير الأعاجم، وها هو وحده يقف للدفاع عن عرينهم، ولا معين له غير عزيمته الماضية وسيوفه القاطعة. وإنه ليتهدد الدهر أن ينزل به أشد النكال كما يتهدّد من استباحوا حمى العرب والعروبة بالذل والهوان حتى ليصبحون موطئا للأقدام، ويتحول إلى بدر المعتضدي واصفا له مواقفه البطولية حين تسلّ السيوف وتسدّد الرماح ويلتقم الموت الأبطال، حتى يستشعر الندم على تضييعه لذمامه وتحريكه للحرب المبيرة بعد سكونها. ويبدو أن بدرا رأى أن يكل أمره إلى غيره، فكلّف عيسى النّوشري بمهاجمته، وصدع لتكليفه، ولكنه لم ينجح سريعا في مهمته، واضطر في بعض المواقف أن ينسحب بجيشه، فقال بكر يذكر فراره من بين يديه، ويتهدد بدرا صاحبه، من قصيدة طويلة:

ليس كالسيف مؤنس حين يعرو … حادث معضل ويفدح أمر

أوقدوا الحرب بيننا فاصطلوها … ثم حاصوا فأين منها المفرّ (3)

وبغوا شرّنا فهذا أوان … قد بدا شرّه ويتلوه شرّ

 

ص411

قد رأى النّوشري لما التقينا … من إذا أشرع الرماح يفرّ

جاء في قسطل لهام فصلنا … صولة دونها الكماة تهرّ

غرّ بدرا حلمي وفضل أناتي … واحتمالي وذاك مما يغرّ

على أنه سرعان ما اضطرّ إلى الفرار أمام جيوش الخلافة سنة 284 إذ التقى به النوشري في حدود أصفهان، فقتل رجاله واستباح عسكره. وأفلت في نفر يسير، وغادر إقليم الجبل متجها إلى محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان. فأكرم وفادته عليه، وقرّبه منه، وولاه على إقليم رويان. غير أنه مات مسموما في طريقه إليها لسنة 285

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر في بكر وأشعاره ديوانه وتاريخ الطبري 10/ 47، 51، 63

(2) انظر في عبد العزيز وولايته على الجبل الطبري 9/ 372، 373، 381.

(3) حاصوا: حادوا.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.