أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-07-2015
1574
التاريخ: 24-11-2015
1612
التاريخ: 13-02-2015
1351
التاريخ: 5-10-2014
1482
|
إنّ نفوذ السلطة التنفيذيّة ، يتقوّم بطاعة الناس لها ... وإلاّ صار
وجود السلطة هذه لغواً ، لا فائدة فيه ولا أثر له ولذلك وردت عن النبيّ العظيم
(صلى الله عليه واله وسلم) والأئمّة الطاهرين أحاديث كثيرة تحثّ على طاعة الحاكم
الصالح ، وصاحب السلطة العادل :
قال رسول الله (صلى الله عليه واله
وسلم) : « طاعة
السُّلطان [ أي صاحب السلطة العادل ] واجبة ، ومن ترك طاعة السُّلطان فقد ترك طاعة
الله عزّ وجلّ » (1).
وقد خطب النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم)
ذات يوم في مسجد الخيف وقال : « نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها من لم يسمعها
فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ
حامل فقه إلى من هو أفقه منه .
ثلاثة لا يغلُّ عليهنّ قلب امرئ مسلم :
إخلاص العمل لله ..
والنّصيحة لأئمّة المسلمين .
واللّزوم لجماعتهم ... فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم : المسلمون اخوة تتكاتف دماؤهم ويسعى
بذمّتهم أدناهم » (2) .
وقال الإمام عليّ (عليه السلام) : « لا تختانوا ولاتكم ، ولا تغشّوا هداتكم ولا تجهلوا أئمّتكم ، ولا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا وتذهب ريحكم
وعلى هذا فليكن تأسيس اُموركم والزموا هذه الطريقة » (3).
وقال الإمام عليّ بن الحسين زين
العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق : « فأمّا حقٌّ سائسك بالسلطان فأن
تعلم أنّك جعلت له فتنةً وأنّه مبتلى بك بما جعله الله له عليك من السُّلطان ، وأن تخلص له في النّصيحة وأن لا تماحكه
وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه ... » (4) .
وقال الإمام عليّ )عليه السلام)
: « أيّها النّاس إنّ لي عليكم حقّاً ولكم عليّ حقٌّ .
فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم وتوفير
فيئكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا.
وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة
والنّصيحة في المشهد والمغيب والإجابة حين أدعوكم والطاعة حين آمركم » (5) .
ولمّا سئل الإمام الباقر محمّد بن عليّ
(عليه السلام) : ما حقّ الإمام على الناس ؟ قال : « حقُّه عليهم أن يسمعوا له
ويطيعوا ».
فقيل : فما حقُّهم عليه ؟ قال : « يقسّم بينهم بالسّويّة ويعدل
في الرّعيّة » (6) .
وقال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) : «
إنّ السُّلطان
العادل بمنزلة الوالد الرّحيم فأحبُّوا له ما تحبُّون لأنفسكم واكرهوا له ما
تكرهون لأنفسكم » (7) .
وعن أبي سعيد الخدري ، قال النبيّ (صلى الله
عليه واله وسلم) : «
إنّ من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سُلطان جائر » (8) .
إنّ طاعة الشعب للحكّام الصالحين والإخلاص
لهم وإنفاذ أوامرهم يشكّل عاملاً أساسيّاً في نجاح الحكومة الإسلاميّة وموفقيّتها
في إدارة البلاد على أحسن وجه.
إنّ السلطة التنفيذيّة في الحكومة
الإسلاميّة ليست جهازاً غريباً عن الشعب فليس أعضاؤها جماعة تسلّطت على الناس
بالقهر والغلبة بل هم خزّان الرعيّة وخدّامها ... واُمناء الشعب على الحكم والسلطة
... وهذا يجعل طاعة الولاة واجباً مقدّساً مفروضاً على الناس ... يسألون عنه
ويعاقبون على تركه وهذا هو سبب نجاح الحكومة الإسلاميّة وعلّة بقائها ،
واستمرارها.
هذا وإنّ الأحاديث التي ذكرناها في باب طاعة
الرعيّة للولاة ، تدلّ بصورة ضمنيّة على ضرورة وجود هذه السلطة في الحياة
الإسلاميّة ولزوم إيجادها أيضاً.
إنّ ما ذكرناه لك من الأحاديث في باب طاعة
الحاكم العادل والراعي الصالح والسلطة التنفيذيّة الصالحة ؛ ما هو إلاّ قليل من
كثير تجده في المجاميع الحديثيّة كما في أبواب الحجّة من اُصول الكافي ، وأبواب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وسائل الشيعة ... ورسائل الإمام عليّ وعهوده
في نهج البلاغة.
___________________
(1) وسائل الشيعة 11 : 472.
(2 و3) الكافي 1 : 232 ـ 233 ، 235.
(4) مكارم الأخلاق للطبرسيّ : 187.
(5) نهج البلاغة : الخطبة (33).
(6) الكافي 1 : 334.
(7) وسائل الشيعة 11 : 472.
(8) رواه الترمذيّ 1 : 235 كما في جامع الاُصول ( الطبعة الاُولى).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|