أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
2669
التاريخ: 27-5-2018
4356
التاريخ: 17-10-2016
2323
التاريخ: 2024-10-26
84
|
كان للفرس مراتب إجتماعية متنوعة ، وأعظمها عندهم " الموبذ " وتفسيره حافظ الدين لأن الدين بلغتهم " مؤبذ " حافظ وهو موبذان ورئيس الموايذة وقاضي القضاة ، ومرتبته عندهم عظيمة على نحو مراتب الأنبياء ، والهرابذة دون الموايذة في الرئاسة (1) والثاني الوزير وأسمه " بيرجفرمذار " وتفسير ذلك أكبر مامور والثالث " الأصبهذ " وهو أمير الأمراء وتفسير حافظ الجيش ، لأن الجيش يساوي أصبه " وبذ " تساوي حافظ والرابع " دبيريذ " حافظ الكتاب والخامس هو " تخشه بذ " ، أي حافظ بكل ما يكد بيده كالمهن المتنوعة والفلاحين والتجار . وغيرهم ، وكان هؤلاء الذي يقومون بإدارة الملك والدولة (2) . أما المرزبان " نهو صاحب الثغر وكلمة المرز تساوي الثغروبان القيم وكانت المرازية أربعة للمشرق والمغرب والشمال والجنوب ، كل واحد على ربع المملكة . وهذه الألقاب محفوظة في كتاب أسمه " كيشتاماه " فيه مراتب مملكة فارس وأنها ست مئة مرتبة وتحفظ مثل هذه الكتب والمراتب عند الموابذة وغيرهم من ذوي الرئاسة (3).
وقسم الساسانيون المجتمع على وفق نظام عرف بـ ( نظام الطبقات الساساني ) (4) ، ويرجع ذلك إلى أردشير بن بابك 224 – 241 م الذي قسم الناس على أربع طبقات وهي طبقة الأحرار وقاعدة الجيوش من الأشراف ثم طبقة رجال الدين ثم طبقة كتاب الدواوين وأخيراً طبقة الشعب ، ولكل منها مراتب متسلسلة ولها رئيس .
وأهم ملامح هذا التقسيم هو الحدود الصارمة المرسومة بمنع الأنتقال من طبقة إلى أخرى (5) . ويكون الدهاقون جزءاً مهماً من الطبقة الأرستقراطية الساسانية، وانقسموا على خمس مراتب تتميز بالملابس (6) .
ويبدوا أن الدهاقين أستمدوا مكانتهم الإجتماعية من الأعمال التي أوكلت إليهم من حيث أهميتها للدولة ، ولذلك أظهر الملوك الساسانيون أهتماماً كبيراً بهم .
يتضح لنا أن التقسيم الطبقي الذي ساد الحقبة الساسانية في بداية تكوينها لم يكن وليد الدولة الجديدة بل كان أمراً موروثاً من التشكيلة الإقطاعية الأشكانية . والألقاب الممنوحة من هرم السلطة الأعلى إلى بقية أفراد المجتمع كان له مدلولاته الإقتصادية والإجتماعية ، والمرحلة الإقطاعية كانت تسود آسيا بنمط خاص ، وأكد الساسانيون هذا النمط من التقسيم ، بل قسموا الطبقات العليا إلى أسر معينة ، والأسرة الساسانية أحدى هذه الأسر ، وكل الأسر هي أسر إقطاعية ، والأرض الإيرانية هي مجموعة الإقطاعيات للطبقات العليا المتنفذة بسبب عدم إمكانية قيام ممتلكات واسعة موحدة .
وعليه أصبح أرباب هذه الممتلكات يشكلون الطبقة المتقدمة الأولى . تحت وصاية الإمبراطور الساساني راعي مصالح هذه الإقطاعيات .
ثم تتفرع الإقطاعيات وأماراتها إلى إقطاعيات فرعية لها حماتها ورعاتها . أما بالنسبة لرعايا الإقطاعيات فأنهم كانوا ملزمين بدفع الضرائب أما إلى سيد الإقطاع أو إلى الدولة أو إليهما معاً وإنهم كانوا ملزمين بأداء الخدمة العسكرية تحت زعامة صاحب الإقطاع .
أما المناصب عند الوفاة فأتبع نظام الإرث فيها ، وإدارة الحرب كان إرثاً لجماعة أخرى ، ومعظم النزاعات لها مختصون بها ، وآخرون للحرب والتعبئة . وهكذا كان التقسيم الطبيعي الهرمي التنازلي والأسماء تبقى على القمة وتورث أمتيازات المناصب إلى من هم أقرب إلى الإرث الإجتماعي والطبقي وتسلم المناصب من جيل لآخر ارثاً (7) .
____________
(1) الشهرستاني ، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن ابي بكر ، ( ت 548 هـ / 1153 م ) ، الملل والنحل تح ، عبد العزيز محمد الوكيل ، دار الإتحاد ، القاهرة ، 1968 ، ج2 ، ص 535 ، كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 101 – 102 .
(2) المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص 103 – 104 ، اليوزبكي ، سلطان توفيق ، دراسات في النظم العربية الإسلامية ، جامعة الموصل ، 1397 هـ / 1977 م ، ص 17 – 18 .
(3) المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص 104 ، كريستنسن ، ايران في عهد الساسانيين ، ص 119 .
(4) كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 85 ، شعبان ، ، الثورة العباسية ، ص 165 ، كفافي ، محمد عبد السلام ، في أدب الفرس وحضارتهم ، مط دار النهضة العربية ، بيروت ، 1970 ، ص 184 .
(5) أربري ، أ ، ج ، تراث فارس ، مراجعة يحيى الخشاب ، دار أحياء الكتب ، مصر ، 1959 ، ص 7 .
(6) المسعودي ، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ( ت 346 هـ / 957 م ) ، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تح ، مصطفى السيد ، القاهرة ، 2000 م ، ج1 ، ص 251 . ديورانت ، قصة الحضارة ، مج 1 ، ج2 ، ص 410 .
(7) سعيد نفيسي ، تاريخ تمدن ايران ساساني ، جلد أول ، ص 152 – 154 ، كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ص 90 – 97 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|