أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/مواضيع متفرقة/الطاعون والفرار منه/الإمام الصادق (عليه السلام)
العدة، عن سهل،
عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، وغيره عن بعضهم، عن أبي عبد الله
عليه السلام، وبعضهم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ
اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: 243] فقال: إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن
الشام، وكانوا سبعين ألف بيت، وكان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا
به خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم، وبقي فيها الفقراء لضعفهم،
فكان الموت يكثر في الذين أقاموا، ويقل في الذين خرجوا، فيقول الذين خرجوا: لو
كنا أقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين أقاموا: لو كنا خرجنا لقل فينا الموت،
قال: فاجمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون وأحسوا به خرجوا كلهم من المدينة، فلما
أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت، فساروا في البلاد ما شاء
الله، ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها وأفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما
حطوا رحالهم واطمأنوا بها قال الله عزوجل: موتوا جميعا، فماتوا من ساعتهم وصاروا
رميما عظاما تلوح وكانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع،
فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر،
وقال: يا رب ! لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتتهم فعمروا بلادك، وولدوا عبادك،
وعبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله تعالى إليه: أفتحب ذلك ؟ فقال: نعم يا رب
فأحيهم، قال: فأوحى الله عزوجل إليه: قل: كذا وكذا، فقال الذي أمره الله عزوجل أن
يقوله - فقال أبو عبد الله عليه السلام: وهو الاسم الأعظم - فلما قال حزقيل ذلك الكلام
نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض، يسبحون
الله عز ذكره، ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: أشهد أن الله على كل شئ قدير.
قال عمر بن يزيد: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فيهم نزلت هذه الآية.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 123 ]
تاريخ النشر : 2024-05-07