أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/حضور الائمة عليهم السلام وما يعاينه المؤمن والكافر/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد
بن سنان، عن عمار بن مروان قال: حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام
يقول: منكم والله يقبل، ولكم والله يغفر، إنه ليس
بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه ههنا – وأومأ بيده
إلى حلقه - ثم قال: إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله صلى الله عليه وعلي وجبرئيل
وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه علي عليه السلام فيقول: يا رسول الله إن هذا
كان يحبنا أهل البيت فأحبه، ويقول رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل إن هذا
كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه، ويقول جبرئيل لملك الموت إن هذا كان يحب
الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله
أخذت فكاك رقبتك ؟ أخذت أمان براءتك ؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ قال:
فيوفقه الله عزوجل فيقول: نعم، فيقول: وما ذاك ؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب،
فيقول: صدقت، أما الذي كنت تحذره فقد آمنك الله عنه، وأما الذي كنت ترجوه فقد
أدركته، ابشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة عليهما
السلام، ثم يسل نفسه سلا رفيقا، ثم ينزل بكفنه من الجنة، وحنوطه من الجنة بمسك
أذفر، فيكفن بذلك الكفن ويحنط بذلك الحنوط، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة، فإذا
وضع في قبره فتح الله له بابا من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها، ثم يفسح
له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره، ثم يقال له: نم نومة العروس على فراشها،
ابشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب غير غضبان، ثم يزور آل محمد في جنان رضوى، فيأكل
معهم من طعامهم، ويشرب معهم من شرابهم، ويتحدث معهم في مجالسهم، حتى يقوم قائمنا
أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا، فعند ذلك
يرتاب المبطلون، ويضمحل المحلون - وقليل ما يكونون - هلكت المحاضير، ونجا المقربون،
من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: أنت أخي، وميعاد
ما بيني وبينك وادي السلام، قال: وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلى الله عليه
واله وعلي وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه علي عليه السلام فيقول: يا رسول
الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه، ويقول رسول الله صلى الله عليه واله:
يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه، ويقول جبرئيل:
يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف
عليه، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله
أخذت فكاك رهانك ؟ أخذت أمان براءتك من النار ؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة
الدنيا ؟ فيقول: لا، فيقول: ابشر يا عدو الله بسخط الله عزوجل وعذابه والنار،
أما الذي كنت تحذره فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا. ثم يوكل بروحه ثلاثمائة
شيطان كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه. فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب
النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 197 ]
تاريخ النشر : 2024-04-02