أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد، قال:
أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمر المرزباني، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد
الرحيم السجستاني، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد الله بن عاصم، عن محمد بن
بشر، قال: لما سير ابن الزبير بن عباس (رحمه الله) إلى الطائف، كتب إليه محمد بن
الحنفية (رحمه الله): أما بعد، فقد بلغني أن ابن الجاهلية سيرك إلى الطائف، فرفع
الله (جل اسمه) بذلك لك ذكرا، وأعظم لك أجرا، وحط به عنك وزرا، يا بن عم، إنما
يبتلى الصالحون، وإنما تهدى الكرامة للأبرار، ولو لم تؤجر إلا فيما تحب إذن قل
أجرك، قال الله (تبارك وتعالى) " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم "
وهذا لست أشك أنه خير لك عند بارئك، عزم الله لك على الصبر في البلوى، والشكر في
النعماء، إنه على كل شئ قدير.
فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه،
فقال: " أما بعد، فقد أتاني كتابك تعزيني فيه على تسييري، وتسأل ربك جل اسمه
أن يرفع به ذكري، وهو (تعالى) قادر على تضعيف الاجر، والعائدة بالفضل، والزيادة من
الاحسان، وما أجب أن الذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي
احتسابا لذلك في حسناتي، ولما أرجو أن أنال به رضوان ربي، يا أخي، الدنيا قد ولت،
وإن الآخرة قد أظلت، فاعمل صالحا، جعلنا الله وإياك ممن يخافه بالغيب، ويعمل
لرضوانه في السر والعلانية، إنه على كل شئ قدير ".
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 119
تاريخ النشر : 2024-03-22