دعوات الراوندي:
عن أبي عبد الله بن موسى قال: لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان - وساق
الحديث إلى قوله -: من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله - إلى قوله -: وكان
لي ابن وكان من أحب الناس إلي - إلى قوله -: وهو من المحبوسين عندك، إني اخبرك أني
لم أسرق ولم ألد سارقا. فلما قرأ يوسف كتابه بكى وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم
اصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا. فلما انتهى الكتاب إلى يعقوب قال: والله ما هذا
بكلام الملوك والفراعنة، بل هو كلام الانبياء وأولاد الانبياء، فحينئذ قال: "
يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف ".
- ومنه قال: سأل بعضهم فقيل: إن إخوة
يوسف عليه السلام ألقوه في الجب وباعوه ولم
يصبهم شئ من البلاء، وأصاب البلاء كله يوسف، وحبس في السجن، وابتلى بسائر البلاء
فما الحكمة في ذلك ؟ فقال: لانهم لم يكونوا أهلا له، لا كل بدن يصلح لبليته.
- وعن ابن عباس قال: مكث يوسف عليه
السلام في منزل الملك وزليخا ثلاث سنين، ثم
أحبته فراودته، فبلغنا - الله أعلم - أنها مكثت سبع سنين على صدر قدميها وهو مطرق
إلى الارض، لا يرفع طرفه إليها مخافة، من ربه، فقالت يوما: ارفع طرفك وانظر إلي،
قال: أخشى العمى في بصري، قالت: ما أحسن عينيك ! قال: هما أول ساقط على خدي في قبري،
قالت: ما أطيب ريحك ! قال: لو سمعت رائحتي بعد ثلاث من موتي لهربت مني، قالت: لم
لا تقرب مني ؟ قال: أرجو بذلك القرب من ربي، قالت فرشي الحرير فقم واقض حاجتي، قال:
أخشى أن يذهب من الجنة نصيبي ؟ قالت: اسلمك إلى المعذبين قال: إذا يكفيني ربي.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [269]