أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/جنة الدنيا ونارها/الإمام الصادق (عليه السلام)
الحسن بن أحمد، عن سلمة، عن الحسن بن علي
بن بقاح عن ابن جبلة، عن عبد الله بن سنان
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحوض
فقال لي: حوض ما بين بصرى إلى صنعاء أتحب أن تراه ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فأخذ
بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ثم ضرب رجله فنظرت إلى نهر يجري لا تدرك حافيته إلا
الموضع الذي أنا فيه قائم، فإنه شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر
يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج، ومن جانبه هذا لبن أبيض من الثلج، وفي وسطه
خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت له:
جعلت فداك من أين يخرج هذا ؟ ومن أين مجراه ؟ فقال: هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه
أنهار في الجنة، عين من ماء، وعين من لبن، وعين من خمر تجري في هذا النهر، ورأيت
حافيته عليهما شجر فيهن حور متعلقات برؤوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن وبأيديهن
آنية ما رأيت آنية أحسن منها ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحداهن فأومأ إليها
بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت ثم ناولته
فشرب ثم ناولها وأومأ إليها فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم ناولته
فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه ولا ألذ منه، وكانت رائحته رائحة المسك،
فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم
قط، ولا كنت أرى أن الامر هكذا، فقال لي: هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا، إن المؤمن
إذا توفى صارت روحه إلى هذا النهر ورعت في رياضه وشربت من شرابه، وإن عدونا إذا
توفى صارت روحه إلى وادي برهوت فاخلدت في عذابه، واطعمت من زقومه، واسقيت من حميمه،
فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 287 ]
تاريخ النشر : 2024-01-03