أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الامام حجة الله والدليل عليه وان الارض لا تخلو من حجة/الامام علي عليه السلام
أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج،
قال: أخبرني عيسى بن مهران، قال: أخبرني الحسن بن الحسين، قال: حدثنا الحسين بن عبد الكريم، عن جعفر بن
زياد الأحمر، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه جندب بن عبد الله، قال: دخلت على
أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد بويع لعثمان بن عفان، فوجدته مطرقا كئيبا، فقلت
له: ما أصابك - جعلت فداك - من قومك؟ فقال: صبر جميل .
فقلت: سبحان
الله ! إنك لصبور.
قال: فاصنع
ماذا؟ قلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبي (صلى الله
عليه واله) وبالفضل والسابقة، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك، فإن أجابك
عشرة من مائة شددت بالعشر على المائة، فإن دانوا لك كان ذلك ما أحببت، وان أبوا
قاتلهم، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي أتاه نبيه (صلى الله عليه وآله) وكنت
أولى به منهم، وان قتلت في طلبه قتلت إن شاء شهيدا، وكنت أولى بالعذر عند الله، لا
نك أحق بميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال أمير المؤمنين
(عليه السلام): أتراه - يا جندب - كان يبايعني عشرة من مائة؟ فقلت: أرجو
ذلك.
فقال : لكني لا
أرجو ولا من كل مائة اثنان، وسأخبرك من أين ذلك، إنما ينظر الناس إلى قريش، وان
قريشا تقول: إن آل محمد يرون لهم فضلا على سائر قريش، وأنهم أولياء هذا الامر دون
غيرهم من قريش، وأنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبدا، ومتى كان في
غيرهم تداولوه بينهم، ولا والله لا يدفع إلينا هذا السلطان قريش أبدا طائعين.
قال : فقلت:
أفلا أرجع وأخبر الناس مقالتك هذه، وأدعوهم إلى نصرك؟ فقال: يا جندب، ليس
ذا زمان ذلك.
قال جندب:
فرجعت بعد ذلك إلى العراق، فكنت كلما ذكرت من فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
(عليه السلام) شيئا زبروني ونهروني حتى رفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبة، فبعث
إلي فحبسني حتى كلم في فخلى سبيلي.
المؤلف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
المصدر : الأمالي
الجزء والصفحة : ص 233