أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/اسماء الله تعالى/الإمام الرضا عليه السلام
ما جيلويه، عن عمه، عن أبي سمينة، عن محمد
بن عبد الله الخراساني قال: دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه السلام فقال في جملة
ما سأل: فأخبرني عن قولكم: إنه لطيف وسميع وبصير وعليم وحكيم أيكون السميع إلا
بالأذن والبصير إلا بالعين واللطيف إلا بعمل اليدين، والحكيم إلا بالصنعة
؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة أو ما رأيت
الرجل يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه فيقال: ما ألطف
فلانا ! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف ؟ إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا، وركب في الحيوان
منه أرواحها، وخلق كل جنس متبائنا من جنسه في الصورة، ولا يشبه بعضه بعضا،
فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته، ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها
أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة، فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف
خلقه في صنعتهم. وقلنا: إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى
من الذرة إلى أكبر منها، في بر ها وبحرها، ولا تشتبه عليه لعاتها فقلنا عند ذلك:
إنه سميع لا بإذن. وقلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة
الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة. ويرى مضارها
ومنافعها وأثر سفادها وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: إنه بصير لا كبصر خلقه. قال:
فما برح حتى أسلم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 175]
تاريخ النشر : 2023-11-26