أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
روي عن محمد بن
أحمد بن عبيد الله الهاشمي قال : أخبرني به بسر من رأى سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة
، قال : حدثني عم أبي موسى بن عيسى ، عن الزبير بن بكار ، عن عتيق بن يعقوب ، عن
عبد الله بن ربيعة رجل من أهل مكة قال : قال لي أبي : إني محدثك الحديث فاحفظه عني
واكتمه علي ما دمت حيا أو يأذن الله فيه بما يشاء ، كنت مع من عمل ابن الزبير في
الكعبة حدثني أن ابن الزبير أمر العمال أن يبلغوا في الارض ، قال : فبلغنا صخرا
أمثال الابل ، فوجدت على تلك الصخور كتابا موضوعا فتناولنه وسترت أمره ، فلما صرت
إلى منزلي تأملته فرأيت كتابا لا أدري من أي شيء هو ، ولا أدري الذي كتب به ما هو؟
إلا أنه ينطوي كما ينطوي الكتب ، فقرأت فيه : باسم الاول لا شيء قبله ، لا تمنعوا
الحكمة أهلها فتظلموهم. ولا تعطوها غير مستحقها فتظلموها ، إن الله يصيب بنوره من
يشاء ، والله يهدي من يشاء ، والله فعال لما يريد ، باسم الاول لانهاية له ،
القائم على كل نفس بما كسبت ، كان عرشه على الماء ، ثم خلق الخلق بقدرته وصورهم
بحكمته وميزهم بمشيئته كيف شاء ، وجعلهم شعوبا وقبائل و بيوتا ، لعلمه السابق فيهم
، ثم جعل من تلك القبائل قبيلة مكرمة سماها قريشا وهي أهل الامانة.
ثم جعل من تلك
القبيلة بيتا خصه الله بالنبأ والرفعة ، وهم ولد عبد المطلب ، حفظة هذا البيت
وعماره وولاته وسكانه ، ثم اختار من ذلك البيت نبيا يقال له « محمد » ويدعى في السماء « أحمد » يبعثه الله تعالى في
آخر الزمان نبيا ولر سالته مبلغا ، وللعباد إلى دينه داعيا ، منعوتا في الكتب ،
تبشر به الانبياء ويرث علمه خير الاوصياء ، يبعثه الله وهو ابن أربعين عند ظهور
الشرك وانقطاع الوحي وظهور الفتن ، ليظهر الله به دين الاسلام ويدحر به الشيطان
ويعبد به الرحمان ، قوله فصل وحكمه عدل ، يعطيه الله النبوة بمكة والسلطان بطيبة ،
له مهاجرة من مكة إلى طيبة ، وبها موضع قبره ، يشهر سيفه ويقاتل من خالفه ، ويقيم
الحدود فيمن اتبعه ، هو على الامة شهيد ، ولهم يوم القيامة شفيع يؤيده بنصره
ويعضده بأخيه وابن عمه وصهره وزوج ابنته ووصيه في امته من بعده وحجة الله على خلقه
، ينصبه لهم علما عند اقتراب أجله ، هو باب الله ، فمن أتى الله من غير الباب ضل ،
يقبضه الله وقد خلف في امته عمودا بعد أن يبين لهم ، يقول بقوله فيهم ويبينه لهم ،
هو القائم من بعده والامام والخليفة في امته ، فلايزال مبغضا محسودا مخذولا ومن
حقه ممنوعا ، لأحقاد في القلوب وضغائن في الصدور ، لعلو مرتبته عظم منزلته وعلمه
وحلمه ، وهو وارث العلم ومفسره ، مسؤول غير سائل ، عالم غير جاهل ، كريم غير لئيم
، كرار غير فرار ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، يقبضه الله عزوجل شهيدا ، بالسيف مقتولا
، هو يتولى قبض روحه ، ويدفن في الموضع المعروف بالغري ، يجمع الله بينه وبين
النبي.
ثم القائم من
بعده ابنه الحسن سيد الشباب وزين الفتيان ، يقتل مسموما يدفن بأرض طيبة في الموضع
المعروف بالبقيع.
ثم يكون بعده
إمام عدل يضرب بالسيف ويقري الضيف ، يقتل بالسيف على شاطئ الفرات في الايام
الزاكيات ، يقتله بنو الطوامث والبغيات ، يدفن بكربلاء ، قبره للناس نور وضياء
وعلم.
ثم يكون القائم
من بعده ابنه علي سيد العابدين وسراج المؤمنين ، يموت موتا ، يدفن في أرض طيبة في
الموضع المعروف بالبقيع.
ثم يكون الامام
القائم بعده المحمود فعاله محمد ، باقر العلم ومعدنه وناشره ومفسره يموت موتا يدفن
بالبقيع من أرض طيبة.
ثم يكون بعده
الامام جعفر وهو الصادق بالحكمة ناطق ، مظهر كل معجزة ، وسراج الامة ، يموت موتا
بأرض طيبة ، موضع قبره البقيع.
ثم الامام بعده
المختلف في دفنه ، سمي المناجي ربه موسى بن جعفر ، يقتل بالسم في محبسه ، يدفن في
الارض المعروفة بالزوراء.
ثم القائم بعده
ابنه الامام علي الرضا المرتضى لدين الله ، إمام الحق ، يقتل بالسم في أرض العجم.
ثم القائم
الامام بعده ابنه محمد ، يموت موتا ، يدفن في الارض المعروفة بالزوراء.
ثم القائم بعده
ابنه علي ، لله ناصر ويموت موتا ويدفن في المدينة المحدثة.
ثم القائم بعده
الحسن وارث علم النبوة ومعدن الحكمة ، يستنار به من الظلم يموت موتا ، يدفن في
المدينة المحدثة. ثم المنتظر بعده ، اسمه
اسم النبي ، يأمر بالعدل ويفعله ، وينهى عن المنكر ويجتنبه يكشف الله به الظلم
ويجلو به الشك والعمى ، يرعى الذئب في أيامه مع الغنم ، ويرضى عنه ساكن السماء
والطير في الجو والحيتان في البحار ، يا له من عبد ما أكرمه على الله ، طوبى لمن
أطاعه وويل لمن عصاه ، طوبى لمن قاتل بين يديه فقتل أو قتل ، اولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ، واولئك هم المفلحون ، واولئك هم الفائزون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 323 ]
تاريخ النشر : 2025-12-18