نهج البلاغة/الخطب/الخطبة -12-كلامه عليه السلام لما أظفره الله بأصحاب الجمل
|
كلامه عليه السلام لما أظفره الله بأصحاب الجمل تاريخ النشر : 2023-06-14
|
ومن
كلام له (عليه السلام) لما أظفره الله تعالى بأصحاب الجمل([1]) وقد قال له بعض أصحابه:
وددت
أنّ أخي فلاناً كان شاهداً ليرى ما نصرك الله به على أعدائك، فقال له (عليه
السلام): أَهَوَى
أَخِيكَ مَعَنَا؟ قال: نَعَم. قالَ: فَقَدْ شَهِدَنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا في
عَسْكَرِنَا هذَا قَـوْمٌ في أَصْلَابِ الرِّجَـالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ،
سَيَرْعُفُ بِهِمُ الزَّمَانُ([2])
، ويَقْـوَى بِهِمُ الاِيمَانُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]ـ
هذا الكلام صحيح في المعنى، ويؤيّده ما رواه البخاري (ت256) في صحيحه 7: 113 عن
رجل جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله كيف تقول في
رجل أحبّ قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): «المرء
مع من أحبّ». وروى البرقي(ت274) في المحاسن1: 262 عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
ما يؤيّد كلام النهج، حيث قال (عليه السلام) لمن شاركه في قتل الخوارج: "والذي
فلق الحبّة، وبرأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اُناس لم يخلق الله آباءهم ولا
أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا، قال: بلى قوم يكونون في آخر
الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلّمون لنا، فأولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقاً
حقاً".
[2]
ـ يرعف بهم الزمان: يوجدهم ويخرجهم، كما يرعف الإنسان بالدم الذي يخرجه من أنفه.