أحمد بن محمد
والحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن محمد بن سنان رفعه قال: إن عائشة قالت:
التمسوا لي رجلا شديدا العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه إليه قال: فأتيت به فمثل بين
يديها فرفعت إليه رأسها فقالت له: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل ؟ قال: فقال لها:
كثيرا ما أتمنى على ربي أنه وأصحابه في وسطي فضربت ضربة بالسيف يسبق السيف الدم.
قالت فأنت له فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا رايته أو مقيما أما إنك إن رأيته
ظاعنا رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكبا قوسه معلقا
كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا وإن عرض عليك
طعامه وشرابه فلا تناولن منه شيئا فإن فيه السحر ! ! قال: فاستقبلته راكبا فناولته
الكتاب ففص خاتمه ثم قرأه فقال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب
جواب كتابك. فقال: هذا والله ما لا يكون ! قال: فساء خلقه فأحدق به أصحابه ثم قال
له: أسألك قال: نعم قال: وتجيبني ؟ قال: نعم. قال: فنشدتك الله هل قالت: التمسوا
لي رجلا شديدا عداوته لهذا الرجل فأتوها بك فقالت لك: ما بلغ من عداوتك هذا الرجل
فقلت: كثيرا ما أتمنى على ربي أنه وأصحابه في وسطي وأني ضربت ضربة بالسيف يسبق
السيف الدم ؟ قال: اللهم نعم. قال: فنشدتك الله أقالت لك: اذهب بكتابي هذا فادفعه
إليه ظاعنا كان أو مقيما أما إنك إن رأيته ظاعنا رأيته راكبا على بغلة رسول الله
(صلى الله عليه وآله) متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم
طير صواف ؟ فقال: اللهم نعم. قال: فنشدتك بالله هل قالت لك: إن عرض عليك طعامه
وشرابه فلا تناولن منه شيئا فإن فيه السحر ؟ قال: اللهم نعم. قال: فمبلغ أنت عني ؟
قال: اللهم نعم فإني قد أتيتك وما في الارض خلق أبغض إلي منك وأنا الساعة ما في
الارض أحب إلي منك فمرني بما شئت قال: ارجع إليها [ب] كتابي هذا وقل لها: ما أطعت
الله ولا رسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر وقل لهما: ما
أطعتما الله ولا رسوله حيث خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله (صلى
الله عليه وآله). قال: فجاء بكتابه حتى طرحه إليها وأبلغها مقالته ثم رجع إليه
فأصيب بصفين فقالت [عائشة]: ما نبعث إليه بأحد إلا أفسده علينا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 108 ]
تاريخ النشر : 2025-08-24