التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد بن يحيى ،
عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي ، قال : سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ
دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) قال : نزلت في أبي الفصيل ، إنه كان رسول الله
صلى الله عليه وآله عنده ساحرا ، فكان إذا مسه الضر ـ يعني السقم ـ ( دَعا
رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) ـ يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله صلى الله عليه
وآله ما يقول ـ ( ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ ) يعني العافية ( نَسِيَ
ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ ) يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في
رسول الله صلى الله عليه وآله إنه ساحر ، ولذلك قال الله عز وجل : ( قُلْ
تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) يعني إمرتك على
الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وآله. قال : ثم قال أبو
عبد الله عليه السلام : ثم عطف القول من الله عز وجل في علي عليه السلام يخبر
بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى ، فقال : ( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ
اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) أن محمدا رسول الله صلى الله عليه
وآله ( وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ،
و [ بل يقولون ] إنه ساحر كذاب ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال :
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام :هذا تأويله يا عمار!.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 269 ]
تاريخ النشر : 2025-08-17