أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/العداء والنصب والظلم والبغض لأهل البيت (عليهم السلام)/الإمام علي (عليه السلام)
ابن عقدة ، عن أحمد بن محمد الدينوري ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن عميرة
بنت أوس قالت : حدثني جدي الخضر بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده عمرو بن سعيد ،
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال يوما لحذيفة بن اليمان :
يا حذيفة لا تحدث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا إن من العلم صعبا شديدا
محمله لو حملته الجبال عجزت عن حمله ، إن علمنا أهل البيت يستنكر ويبطل ويقتل
رواته ، ويساء إلى من يتلوه بغيا وحسدا لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي صلى الله
عليه وآله.
يا ابن اليمان إن النبي صلى الله عليه وآله تفل في فمي وأمر يده على
صدري ، وقال : اللهم أعط خليفتي ووصيي وقاضي ديني ومنجز وعدي وأمانتي ووليي وولي
حوضي وناصري على عدوك وعدوي ومفرج الكرب عن وجهي ما أعطيت آدم من العلم وما أعطيت
نوحا من الحلم ، وما أعطيت إبراهيم من العترة الطيبة والسماحة ، وما أعطيت أيوب من
الصبر عند البلاء ، وما أعطيت داود من الشدة عند منازلة الاقران ، وما أعطيت
سليمان من الفهم ، لا تخف عن علي شيئا من الدنيا حتى تجعلها كلها بين عينيه مثل
المائدة الصغيرة بين يديه ، اللهم أعطه جلادة موسى واجعل في نسله شبيه عيسى ،
اللهم إنك خليفتي عليه وعلى عترته وذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس
والنجس ، وصرفت عنها ملامسة الشيطان ، اللهم إن بغت قريش عليه وقدمت غيره عليه
فاجعله بمنزلة هارون إذ غاب عنه موسى.
ثم قال : يا علي كم من ولدك من ولد فاضل يقتل ، والناس قيام ينظرون لا يغيرون
، فقبحت امة ترى أولاد نبيها يقتلون ظلما ولا يغيرون ، إن القاتل والامر والمساعد
الذي لا يغير كلهم في الاثم واللعان مشتركون.
يا ابن اليمان إن قريشا لا تنشرح صدورها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها
ببيعة علي عليه السلام وموالاته إلا على الكره والعمى والطغيان ، يا ابن اليمان ستبايع
قريش عليا ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظايم ، وبعد علي يلي الحسن
وسينكث عليه ثم يلي الحسين عليه السلام فيقتل فلعنت امة تقتل ابن بنت نبيها ، ولا
تعز من امة ولعن القائد لها والمرتب لجيشها.
فوالذي نفس علي بيده ، لا تزال هذه الامه بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة
وعسفة وجور واختلاف في الدين ، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع
وإبطال السنن ، واختلاف وقياس مشتبهات ، وترك محكمات حتى تنسلخ من الاسلام ، وتدخل
في العمى والتلدد والتسكع.
مالك يا بني امية ، لا هديت يا بني أمية ومالك يا بني فلان لك الاتعاس ، فما
في بني فلان إلا ظالم معتد متمرد على الله بالمعاصي ، قتال لولدي ، هتاك لستر
حرمتي ، فلا تزال هذه الامة جبارين يتكالبون على حرام الدنيا ، منغمسين في بحار
الهلكات في أودية الدماء حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس وماج الناس
بفقده أو بقتله أو بموته ، اطلعت الفتنة ، ونزلت البلية ، وأتيحت العصبية ، وعلا
الناس في دينهم ، واجتمعوا على أن الحجة ذاهبة ، والامامة باطلة ويحج حجيج الناس
في تلك السنة من شيعة علي ونواصبهم للتمكن والتجسس عن خلف الخلف ، فلا يرى له أثر
ولا يعرف له خلف.
فعند ذلك سبّت شيعة على سبها أعداؤها وغلبت عليها الاشرار والفساق باحتجاجها
، حتى إذا تعبت الامة وتدلهت ، أكثرت في قولها إن الحجة هالكة ، والامامة باطلة ،
فورب على إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقاتها ، داخله في دورها وقصوره ، جوالة
في شرق الارض وغربها ، يسمع الكلام ، ويسلم على الجماعة يرى ولا يرى إلى يوم الوقت
والوعد ونداء المنادي من السماء ذلك يوم سرور ولد علي وشيعة علي عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 28 / صفحة [ 70 ]
تاريخ النشر : 2025-07-19