الصحيفة السجّادية/أدعية الصحيفة السجادية/الثامن والخمسون : دعاؤه عليه السلام في الكرب والإقالة
|
دعاؤه عليه السلام في الكرب والإقالة تاريخ النشر : 2023-06-08
|
وكان من دعائه (عليه
السلام) في الكرب والإقالة:
إلهِي لا تُشْمِتْ
بِي عَدُوِّي، وَلاَ تَفْجَعْ بِي حَمِيمِي وَصَدِيقِي. إلهي هَبْ لِي لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ تَكْشِفُ
عَنِّي مَا ابْتَلَيْتَنِي بِهِ، وَتُعِيدُنِي إلَى أَحْسَنِ عَادَاتِكَ عِنْدِي،
وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَدُعَاءَ مَنْ أَخْلَصَ لَكَ دُعآءَهُ، فَقَدْ ضَعُفَتْ
قُوَّتِي، وَقَلَّتْ حِيلَتِي، وَاشْتَدَّتْ حَالِي، وَأَيِسْتُ مِمَّا عِنْدَ
خَلْقِكَ فَلَمْ يَبْقَ لِي إلاَّ رَجآؤُكَ عَلَيَّ. إلهِي إنَّ قُدْرَتَكَ عَلَى كَشْفِ مَا أَنَا
فِيهِ كُقُدْرَتِكَ عَلى مَا ابْتَلَيْتَنِي بِهِ، وَإنَّ ذِكْرَ عَوآئِدِكَ
يُونِسُنِي، وَالرَّجآءُ فِي إنْعَامِكَ وَفَضْلِكَ يُقَوِّينِي؛ لأنّي لَمْ
أَخْلُ مِنْ نِعْمَتِكَ مُنْذُ خَلَقْتَنِي، وَأَنْتَ إلهِي مَفْزَعِي وَمَلْجَأي،
وَالْحَافِظُ لِي وَالذَّآبُّ عَنِّي،
الْمُتَحَنِّنُ
عَلَيَّ، الرَّحِيمُ بِيَ، الْمُتَكَفِّلُ بِرِزْقِي، فِي قَضآئِكَ كَان ما حَلَّ
بِي، وَبِعِلْمِكَ مَا صِرْتُ إلَيْهِ.
فَاجْعَلْ يا
وَلِيِّي وَسَيِّدِي فِيما قَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ عَلَيَّ، وَحَتَمْتَ عافِيَتِي،
وَما فِيهِ صَلاَحِي وَخَلاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَإنِّي لا أَرْجُو لِدَفْعِ
ذلِكَ غَيْرَكَ، وَلا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْك، فَكُنْ يا ذَا الْجَلاَلِ
وَالاِكْرَامِ، عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي بِك، وَارْحَمْ ضَعْفِي وَقِلَّةَ
حِيلَتِي، وَاكْشِفْ كُرْبَتِي، وَاسْتَجِبْ دَعْوَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي،
وَامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ، وَعَلى كُلِّ داع لَكَ.
أَمَرْتَنِي يا
سَيِّدِي بِالدُّعآءِ، وَتَكَفَّلْتَ بالإجابة، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ الَّذِي لا
خُلْفَ فِيهِ وَلا تَبْدِيلَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد نَبِيِّكَ وَعَبْدِكَ، وَعَلَى
الطَّاهِرِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَغِثْنِي؛ فَإنَّكَ غِياثُ مَنْ لا
غِيَاثَ لَهُ، وَحِرْزُ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَأَنَا الْمُضْطَرُّ الَّذِي
أَوْجَبْتَ إجابَتَهُ، وَكَشْفَ ما بِهِ مِنَ السُّوءِ.
فَأَجِبْنِي،
وَاكْشِفْ هَمِّي، وَفَرِّجْ غَمِّي، وَأَعِدْ حالِي إلى أَحْسَنِ ما كانَتْ
عَلَيْهِ وَلا تُجازِنِي بِالاسْتِحْقاقِ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ
كُلَّ شَيْء يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،
وَاسْمَعْ وَأَجِبْ يا عَزِيزُ.