أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مختصات الامام وعلاماته والقابه/الامام الصادق عليه السلام
أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد عن أبى جعفر محمد
بن سليم عن أبيه عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبد الله عليه السلام في السنة التي
ولد فيها ابنه موسى عليه السلام ، فلما نزلنا الابواء وضع لنا أبو عبد الله عليه
السلام الغداء ولأصحابه ، وأكثره وأطابه فبينا نحن نتغدى إذ أتاه رسول حميدة أن
الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا.
فقام أبو عبد الله عليه السلام فرحا مسروا ، فلم يلبث
أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنه ، فقلنا : أضحك الله سنك ، وأقر عينك ما
صنعت حميدة؟ فقال : وهب الله لي غلاما وهو خير من برأ الله ، ولقد خبرتني عنه بأمر
كنت أعلم به منها ، قلت : جعلت فداك وما خبرتك عنه حميدة؟ قال : ذكرت أنه لما وقع
من بطنها وقع واضعا يديه على الارض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أن تلك أمارة
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمارة الامام من بعده.
فقلت : جعلت فداك وما تلك من علامة الامام؟ فقال : إنه
لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها أتى آت جد أبي وهو راقد ، فأتاه بكاس فيها
شربة أرق من الماء وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من
الثلج فسقاه إياه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي ، ولما
كان في الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى جد أبي وأمره بالجماع فقام
فرحا مسرورا فجامع فعلق بأبي.
ولما كان في الليلة التي علق بي فيها أتي آت أبي فسقاه
وأمره كما أمرهم ، فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بي ، ولما كان في الليلة التي علق
فيها بابني هذا أتاني آت كما أتي جد أبى وجدي وأبي فسقاني كما سقاهم ، وأمرني كما
أمرهم ، فقمت فرحا مسرورا بعلم الله بما وهب لي فجامعت فعلق بابني ، وإن نطفة الامام مما أخبرتك.فإذا استقرت في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا
من نور في بطن امه ينظر منه مد بصره ، فإذا تمت له في بطن امه أربعة أشهر أتاه ملك
يقال له حيوان ، وكتب على عضده الايمن : « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل
لكلماته وهو السميع العليم ».
فإذا وقع من بطن امه وقع واضعا يده على الارض ، رافعا
رأسه إلى السماء فإذا وضع يده إلى الارض فإنه يقبض كل علم أنزله الله من السماء
إلى الارض ، وأما رفعه رأسه إلى السماء
فإن مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الاعلى باسمه واسم أبيه
، يقول : يا فلان اثبت ثبتك الله ، فلعظيم ما خلقك أنت صفوتي من خلقي وموضع سري
وعيبة علمي ، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي وأسكنت جنتي وأحللت جواري.
ثم وعزتي لاصلين من عاداك أشد عذابي ، وإن أوسعت عليهم
من سعة رزقي ، فإذا انقضى صوت المنادي
أجابه الوصي : شهد الله أنه لا إلا إله إلا هو والملائكة» إلى آخرها فإذا قالها أعطاه الله علم الاول وعلم
الاخر ، واستوجب زيارة الروح في ليلة القدر ، قلت : جعلت فداك ليس الروح جبرئيل؟
فقال : جبرئيل من الملائكة والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله يقول : « تنزل
الملائكة والروح.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 42 ]
تاريخ النشر : 2025-03-17