أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/محبة أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد بن العباس
عن محمد بن الحسين عن حميد بن الربيع عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش
عن أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : ( ما جَعَلَ اللهُ
لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) قال قال علي بن أبي طالب عليه السلام ليس
عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا
وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا
فأصبحنا نفرح بحب المحب ونعرف بغض المبغض وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله جل وعز فكأن
أبواب الرحمة قد فتحت له وأصبح مبغضنا على شفا جرف من النار فكأن ذلك الشفا قد
انهار ( بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ) فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم وتعسا لأهل النار
مثواهم إن الله عز وجل يقول ( فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) وإنه ليس
عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده إذ لا يستوي من يحبنا ومن
يبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب
بهذا ويبغض بهذا أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه
ومبغضنا على تلك المنزلة نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء وأنا وصي الأوصياء
والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه
فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو
للكافرين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 317 ]
تاريخ النشر : 2025-03-06