النساء « 4 » :
إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا
بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا « 58 ».
الاحزاب « 33 »
: إنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا « 72 ».
تفسير : قال
الطبرسي رحمهالله في قوله تعالى : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها
» : فيه أقوال : أحدها أنها في كل من اؤتمن أمانة من الامانات فأمانات الله تعالى
أوامره ونواهيه ، وأمانات عباده ما يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره ، عن ابن عباس
وغيره ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليهما السلام.
وثانيها : أن
المراد به ولاة الامر ، أمرهم الله سبحانه أن يقوموا برعاية الرعية ، وحملهم على
موجب الدين والشريعة.
ورواه أصحابنا
عن الباقر والصادق عليهما السلام قال :
أمر الله سبحانه كل واحد من الائمة أن يسلم الامر إلى من بعده.
ويعضده أنه
سبحانه أمر الرعية بعد هذا بطاعة ولاة الامر ، فروي عنهم عليهم السلام أنهم قالوا آيتان إحداهما لنا
والاخرى لكم ، قال الله سبحانه : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى اهلها »
الآية. وقال : « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم».
وهذا القول داخل
في القول الاول ، لانه من جملة ما ائتمن الله سبحانه عليه الائمة الصادقين ، ولذلك
قال أبو جعفر عليه السلام : إن أداء
الصلاة والزكاة والصوم والحج من الامانة ، ويكون من جملتها الامر لولاة الامر
بقسمة الغنائم والصدقات وغير ذلك مما يتعلق به حق الرعية.
وثالثها : أنه
خطاب النبي صلى الله عليه وآله برد
مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة حين قبض منه يوم الفتح ، وأراد أن يدفعه إلى
العباس ، والمعول على ما تقدم.
« وإذا حكمتم
بين الناس أن تحكموا بالعدل » أمر الله الولاة والحكام أن يحكموا بالعدل والنصفة «
إن الله نعما يعظكم به » أي نعم الشئ ما يعظكم به من الامر برد الامانة والحكم
بالعدل.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 273 ]