فيما ذكره ابن شهرآشوب عن أيوان كسرى.
روى محمد بن شهرآشوب في المجلد الثاني من المناقب - من النسخة التي جعلها مجلدين، وإذا كانت ثمان مجلدات، فيكون في المجلد الثامن في باب إمامة القائم عليه السلام - ما هذا لفظه:
وقال محمد بن علي النوشجاني: (لما) أخبر يزدجرد بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل من الفرس خرج يزدجرد هاربا في أهل بيته، فوقف بباب الإيوان، فقال: السلام عليك أيها الإيوان، ها أنا ذا منصرف عنك، وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه.
قال سليمان الديلمي: فسألت الصادق عليه السلام: عن معنى قوله:
أو رجل من ولدي، قال: (ذلك قائمكم السادس من ولدي، وقد ولده يزدجرد ابن شهريار من قبل أم علي بن الحسين: شهربانوه بنت يزدجرد، فهو ولده (من) الحسين) .
قال: وقد قدمنا ذكر نحو قول قيصر ملك الروم عند مفارقته للشام أن كسرى قال لما فارق ملكه وأيوانه ما يناسب ذلك.
أقول أنا: وفي هذا الحديث آيات :
منها: أن الصادق عليه السلام أخبر أن القائم هو السادس من ولده، كما جرت الحال عليه، فلا بد أن يكون علم ذلك من جانب الله وعن آبائه الطاهرين، وإلا كيف كان يعلم أنه يكون له عقب متصل إلى السادس من ولده؟
ومنها: تصديق النقل لما يحدد للسادس من ولده عليه السلام من اعتقاد أنه القائم، ولم يعتقد ذلك في أحد من آبائه قبله.
ومنها: بقاء الإيوان إلى الآن، وقد هدم جميع دور كسرى وآثارها.
ومنها: معرفة كسرى بطريق النجوم أو غيرها بتجديد ذلك، وتصديق أهل بيت النبوة في اعتقادهم (فلله الحجة البالغة).
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
الجزء والصفحة : ص 369