حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن حجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن أبي هريرة، قال: (تخرج نار) حتى تضيء أعناق الإبل ليلا ب (حسمى جذام) من نارهم .
أقول: فهذا الحديث قد تضمن: أنه تضيء أعناق الإبل ولم يذكر ب (بصرى) فيمكن أن تكون الناس التي تجددت بالحجاز هذه النار، فإنها كانت تضيء بها أعناق الإبل.
حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن كعب، قال: يوشك نار تخرج باليمن تسوق الناس إلى الشام، تغدو إذا غدوا، وتقيل إذا قالوا، وتروح إذا راحوا، تضيء منها أعناق الإبل ب (بصرى) فإذا سمعتم ذلك فاخرجوا إلى الشام .
وذكر نعيم بإسناده، قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري: تخرج نار من الحجاز تضيء أعناق الإبل ب (بصرى) .
وذكر نعيم بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في آخر حديث: (وتحشرهم نار من عدن مع القردة والخنازير، تبيت معهم أينما باتوا، وتقيل معهم أينما قالوا، ولها ما سقط منهم) .
وذكر نعيم في حديثه عن أرطأة قال: تكون نار ودخان في المشرق أربعين ليلة .
رواه نعيم بإسناده عن عمر بن الخطاب، قال يوما بمكة: يا أهل اليمن هاجروا قبل الظلمتين، أما إحداهما: فالحبشة يخرجون حتى يبلغوا مقامي هذا، والأخرى: نار تخرج من عدن تسوق الناس والدواب والوحش والسباع ودقاق الدواب وجلالها ، إذا قامت قاموا، وإذا تحركت ساروا - قال: وقال كعب: إذا عثر انسان أو دابة قالت له النار: تعست وانتكست لو شئت هاجرت قبل اليوم - حتى تنتهي إلى (بصرى) فتقيم أربعين عاما لا يصطلي بها أحد إلا كتب جهنمي، وحتى يسأل الكافر، فيقول: هذه النار التي كنا نوعد، فكيف أنتم إذا رأيتم تلك الآية العظيمة، فينظر الناظر منكم إلى مشارق الأرض، فيراها توهج ثم ينظر إلى مغاربها، فيراها بزروعها خضرا، يتناكحون ويلقحون، أفتراكم تاركي أعمالكم التي تعملون اليوم وأنتم تنظرون إلى تلك الآية العظمى؟ ورب الكعبة لتعلمن أعمالكم وأنتم تنتظرون إليها .
المصدر : الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن)
المؤلف : رضي الدين علي بن طاووس
الجزء والصفحة : ص 183
تاريخ النشر : 2024-09-20