أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله: " فلما
بلغ معه السعي " أي شب حتى بلغ سعيه سعي
إبراهيم، والمعنى: بلغ إلى أن يتصرف ويمشي معه ويعينه على اموره، قالوا: وكان يومئذ
ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: يعني بالسعي العمل لله والعبادة " إني أرى في المنام
" أي ابصرت في المنام رؤيا تأويلها الامر بذبحك فانظر ماذا تراه من الرأي، والاولى
أن يكون الله تعالى قد أوحى إليه في اليقظة بأن يمضي ما يأمره به في حال نومه
من حيث إن منامات الانبياء لا تكون إلا صحيحة " فلما أسلما " أي استسلما
لأمر الله ورضيا به " وتله للجبين
" أي أضجعه على جبينه ; وقيل: وضع جبينه على الأرض لئلا
يرى وجهه فتلحقه رقة الاباء، وروي أنه قال: إذ بحني وأنا ساجد لا تنظر إلى وجهي
فعسى أن ترحمني " قد صدقت الرؤيا " أي فعلت ما أمرت به في الرؤيا "
إن هذا لهو البلاء المبين " أي الامتحان
الظاهر والاختبار الشديد، أو النعمة الظاهرة " وفديناه بذبح
عظيم " الذبح هو المذبوح، فقيل: كان كبشا من الغنم، قال ابن عباس: هو الكبش الذي
تقبل من هابيل حين قر به. وقيل: فدي بوعل اهبط عليه من ثبير، وسمي عظيما لأنه كان
مقبولا أو لان قدر غيره من الكباش يصغر بالإضافة إليه ; وقيل: لأنه
رعى في الجنة أربعين خريفا ; وقيل: لأنه كان من عند الله كونه ولم يكن عن نسل ;
وقيل: لأنه فداء عبد عظيم " وبشرناه بإسحق " من قال: إن الذبيح إسحاق
قال: يعني: بشرناه بنبوة إسحاق بصبره "
وباركنا عليه وعلى إسحق " أي وجعلنا فيما أعطيناهما من الخير
البركة والنماء والثبات، ويجوز أن يكون أراد كثرة ولدهما وبقاءهم قرنا بعد قرن
إلى أن تقوم الساعة " ومن ذريتهما " أي ومن أولاد إبراهيم وإسحاق "
محسن " بالإيمان والطاعة " وظالم لنفسه
" بالكفر والمعاصي " مبين " بين الظلم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [121]
تاريخ النشر : 2024-08-13