الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الجمعة ١٥ محرم ١٤٤٧هـ المصادف ۱۱ تموز۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى...
تاريخ النشر : 2024-08-13
قال الطبرسي قدس الله روحه في قوله سبحانه: " واتخذوا من مقام إبراهيم ": في المقام دلالة ظاهرة على نبوة إبراهيم عليه السلام فإن الله سبحانه جعل الحجر تحت قدمه كالطين حتى دخلت قدمه فيه فكان ذلك معجزة له. وروي عن الباقر عليه السلام أنه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود استودعه الله إبراهيم حجرا أبيض وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم. وقال ابن عباس: لما أتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة وأتت على ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل امرأة منهم وماتت هاجر استأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل، فقدم إبراهيم عليه السلام وقد ماتت هاجر فذهب إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته: أين صاحبك ؟ فقالت: ليس هو ههنا ذهب يتصيد، وكان إسماعيل يخرج من الحرم فيتصيد ثم يرجع، فقال لها إبراهيم: هل عندك ضيافة، قالت: ليس عندي شئ وما عندي أحد، فقال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له: فليغير عتبة بابه ; وذهب إبراهيم عليه السلام وجاء إسماعيل عليه السلام ووجد ريح أبيه فقال لامرأته: هل جاءك أحد ؟ قالت: جاءني شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة بشأنه، قال: فما قال لك ؟ قالت: قال لي: اقرئي زوجك السلام وقولي له: فليغير عتبة بابه، فطلقها وتزوج اخرى، فلبث إبراهيم ما شاء الله أن يلبث ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له واشترطت عليه أن لا ينزل، فجاء إبراهيم حتى انتهى إلى باب إسماعيل فقال لامرأته: أين صاحبك ؟ قالت: يتصيد وهو يجئ الان إن شاء الله فانزل يرحمك الله، قال لها: هل عندك ضيافة ؟ قالت: نعم، فجاءت باللبن واللحم فدعا لها بالبركة، فلو جاءت يومئذ بخبز برا وشعيرا وتمرا لكان أكثر أرض الله برا وشعيرا وتمرا، فقالت له: انزل حتى أغسل رأسك، فلم ينزل فجاءت بالمقام فوضعته على شقة الايمن فوضع قدمه عليه فبقي أثر قدمه عليه، فغسلت شق رأسه الايمن، ثم حولت المقام إلى شق رأسه الايسر فبقي أثر قدمه عليه، فغسلت شق رأسه الايسر، فقال لها: إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام و قو لي له: قد استقامت عتبة بابك ; فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته: هل جاءك أحد ؟ قالت: نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وقال لي كذا وكذا، وغسلت رأسه، وهذا موضع قدميه على المقام، قال لها إسماعيل: ذاك إبراهيم عليه السلام. وقد روى هذه القصة علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن الصادق عليه السلام وإن اختلفت بعض ألفاظه، وقال في آخرها: إذا جاء زوجك فقولي له، قد جاء ههنا شيخ وهو يوصيك بعتبة بابك خيرا، قال فأكب إسماعيل على المقام يبكي ويقبله. وفي رواية اخرى عنه عليه السلام إن إبراهيم عليه السلام استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له على أن لا يلبث عنها وأن لا ينزل عن حماره، فقيل له: كيف كان ذلك ؟ فقال: إن الارض طويت له. وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه واله قال: الركن والمقام ياقوتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما، ولولا أن نورهما طمس لأضاء ما بين المشرق والمغرب. أن " طهرا " أي قلنا لهما: طهرا بيتي، أضاف البيت إلى نفسه تفضيلا له على سائر البقاع. وفي التطهير وجوه: أحدها: أن المراد: طهراه من الفرث والدم الذي كان المشركون تطرحه عند البيت قبل أن يصير في يد إبراهيم وإسماعيل. وثانيها: طهراه من الاصنام التي كانوا يعلقونها على باب البيت. وثالثها: طهراه ببنائكما له على الطهارة كقوله تعالى: " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ". " للطائفين والعاكفين " أكثر المفسرين على أن الطائفين هم الدائرون حول البيت، والعاكفين هم المجاورون للبيت ; وقيل: الطائفون: الطارئون على مكة من الافاق، والعاكفون: المقيمون فيها " والركع السجود " هم المصلون. " رب اجعل هذا " أي مكة " بلدا آمنا " أي ذا أمن، قال ابن عباس: يريد: لا يصاد طيره، ولا يقطع شجره، ولا يختلى خلاه " وارزق أهله من الثمرات " روي عن أبي جعفر عليه السلام أن المراد بذلك أن الثمرات تحمل إليهم من الافاق. وروي عن الصادق عليه السلام قال: إنما هو ثمرات القلوب. أي حببهم إلى الناس ليثوبوا إليهم " من آمن منهم " إنما خصهم لأنه تعالى كان قد أعلمه أنه يكون في ذريته الظالمون فخص بالدعاء رزق المؤمنين تأدبا بأدب الله فيهم " قال ومن كفر فامتعه قليلا " أي قال الله قد استجبت دعوتك فيمن امن منهم ومن كفر فامتعه بالرزق الذي ارزقه إلى وقت مماته " ثم أضطره إلى عذاب النار " أي أدفعه إليها في الاخرة. " وإذ يرفع " أي اذكر إذ يرفع " إبراهيم القواعد من البيت " أي اصول البيت التي كانت قبل ذلك، عن ابن عباس وعطا قالا: قد كان آدم بناه ثم عفا أثره فجدده إبراهيم وهو المروي عن أئمتنا صلوات الله عليهم. وفي كتاب العياشي بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: إن الله تعالى أنزل الحجر الاسود من الجنة لآدم عليه السلام وكانت البيت درة بيضاء فرفعه الله تعالى إلى السماء وبقي أساسه فهو حيال هذا البيت، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا فأمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد " وإسمعيل " أي يرفع إبراهيم وإسماعيل أساس الكعبة يقولان: " ربنا تقبل منا " فكان إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة. وروي عن الباقر عليه السلام أن إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية، فكان أبوه يقول له: - وهما يبنيان البيت - يا إسماعيل هابي ابن أي أعطني حجرا، فيقول له إسماعيل: يا أبت هاك حجرا، فإبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة. " واجعلنا مسلمين لك " أي في بقية عمرنا كما جعلتنا مسلمين في ماضي عمرنا وقيل: أي قائمين بجميع شرائع الاسلام، مطيعين لك، لان الاسلام هو الطاعة والانقياد " من ذريتنا " أي واجعل من أولادنا " امة مسلمة لك " أي جماعة موحدة منقادة لك، يعني امة محمد صلى الله عليه واله، روي عن الصادق عليه السلام أن المراد بالأمة بنو هاشم خاصة وإنما خصا بعضهم لأنه تعالى أعلم إبراهيم أن في ذريته من لا ينال عهده لا يرتكبه من الظلم " وأرنا مناسكنا " أي عرفنا المواضع التي تتعلق النسك بها لنفعه عندها " وتب علينا " فيه وجوه: أحدها: أنهما قالا هذه الكلمة على وجه التسبيح والتعبد والانقطاع إلى الله ليقتدي بهما الناس فيها. وثانيها: أنهما سألا التوبة على ظلمة ذريتهما. وثالثها: أن معناه: ارجع علينا بالمغفرة والرحمة.  " وابعث فيهم رسولا " هو نبينا محمد صلى الله عليه واله كما قال: أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى. " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " أي لا يترك دين إبراهيم وشريعته إلا من أهلك نفسه وأوبقها ; وقيل: أضل نفسه ; وقيل: جهل قدره. وقيل: جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالة على أن لها صانعا ليس كمثله شئ. " ولقد اصطفيناه في الدنيا " أي اخترناه بالرسالة " وإنه في الاخرة لمن الصالحين " أي من الفائزين، وقيل: أي لمع الصالحين، أي مع آبائه الانبياء في الجنة " إذ قال له ربه " أي اصطفيناه حين قال له ربه " أسلم " واختلف في أنه متى قيل له ذلك، فقال الحسن: كان هذا حين ألفت الشمس ورأى إبراهيم تلك الآيات والادلة وقال: " يا قوم إني برئ مما تشركون " وقال ابن عباس: إنما قال ذلك إبراهيم حين خرج من السرب، وإنما قال ذلك بعد النبوة، ومعنى " أسلم " استقم على الاسلام وأثبت على التوحيد ; وقيل: معنى أسلم أخلص دينك بالتوحيد " قال أسلمت " أي أخلصت الدين " لله رب العالمين * ووصى بها " أي بالملة، أو بالكلمة التي هي قوله: " أسلمت لرب العالمين " وقيل: بكلمة التوحيد " إبراهيم بنيه " إنما خص البنين لان إشفاقه عليهم أكثر. وهم بقبول وصيته أجدر، وإلا فمن المعلوم أنه كان يدعو جميع الانام إلى الاسلام " ويعقوب " أي ووصى يعقوب بنيه " إن الله اصطفى لكم الدين " أي اختار لكم دين الاسلام " فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " أي فلا تتركوا الاسلام فيصادفكم الموت على تركه. " ولقد جاءت رسلنا " قيل: كانوا ثلاثة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، عن ابن عباس ; وقيل: أربعة، عن أبي عبد الله عليه السلام ; قيل: والرابع اسمه كروبيل ; وقيل: تسعة ; وقيل: أحد عشر وكانوا على صورة الغلمان " بالبشرى " أي بالبشارة بإسحاق ونبوته، وأنه يولد له يعقوب. وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن هذه البشارة كانت بإسماعيل من هاجر ; وقيل: بإهلاك قوم لوط " قالوا سلاما " أي سلمنا سلاما، أو أصبت سلاما، أي سلامة " فضحكت " أي تعجبا من غفلة قوم لوط مع قرب نزول العذاب بهم ; أو من امتناعهم عن الاكل وخدمتها إياهم بنفسها. وقيل: ضحكت لأنها قالت لإبراهيم : اضمم إليك ابن أخيك إني أعلم أنه سينزل بهؤلاء عذاب فضحكت سرورا لما أتى الامر على ما توهمت ; وقيل: تعجبا وسرورا من البشارة بإسحاق لأنها كانت هرمت وهي بنت ثمان وتسعين أو تسع وتسعين، وقد كان شاخ زوجها، وكان ابن تسع وتسيعن سنة أو مائة سنة ; وقيل: مائة وعشرين سنة، ولم يرزق لهما ولد في حال شبابهما، ففي الكلام تقديم وتأخير، وروي ذلك عن أبي جعفر عليه السلام " ومن وراء إسحاق " أي بعد إسحاق، وعن ابن العباس: الوراء ولد الولد ; وقيل: إن ضحكت بمعنى حاضت، وروي ذلك عن الصادق عليه السلام يقال: ضحكت الارنب أي حاضت " رحمت الله " خبر أو دعاء " يجادلنا " أي يجادل رسلنا ويسائلهم " في قوم لوط " بما سيأتي في الاخبار، أو يسألهم بم يستحقون العذاب ؟ وكيف يقع عليهم ؟ وكيف ينجي الله المؤمنين ؟ فسمي الاستقصاء في السؤال جدالا، فقالت الملائكة: " يا إبراهيم أعرض عن هذا " القول " إنه قد جاء أمر ربك " بالعذاب فهو نازل بهم لا محالة. " هذا البلد " يعني مكة وما حولها من الحرم " رب إنهن أضللن " أي ضل بعبادتهن كثير من الناس " فمن تبعني فإنه مني " أي من تبعني من ذريتي التي أسكنتهم هذا البلد على ديني في عبادة الله وحده فإنه من جملتي وحاله كحالي " فإنك غفور رحيم " أي ساتر على العباد معاصيهم، رحيم بهم في جميع أحوالهم، منعم عليهم " ربنا إني أسكنت من ذريتي " يريد إسماعيل مع امه هاجر وهو أكبر ولده، وروي عن الباقر صلى الله عليه واله أنه قال: نحن بقية تلك العترة، وقال: كانت دعوة إبراهيم لنا خاصة " بواد غير ذي زرع " يريد وادي مكة وهو الابطح إذ لم يكن بها يومئذ ماء ولا زرع ولا ضرع " عند بيتك المحرم " أضاف البيت إليه إذ لم يملكه أحد سواه، ووصفه بالمحرم لأنه لا يستطيع أحد الوصول إليه إلا بالإحرام، وقيل: لأنه حرم فيه ما أحل في غيره من البيوت من الجماع والملابسة بشئ من الاقذار والدماء ; وقيل: معناه: العظيم الحرمة " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " هذا سؤال من إبراهيم عليه السلام أن يجعل الله قلوب الخلق تحن إلى ذلك الموضع ليكون في ذلك انس لذريته، وليدر أرزاقهم على مرور الاوقات. وعن الباقر عليه السلام أنه قال: إنما امر الناس أن يطوفوا بهذه الاحجار ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم، ويعرضوا علينا نصرهم، ثم قرأ هذه الآية " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر " قال ابن عباس: ولد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين سنة، وولد له إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة، وقال ابن جبير: لم يولد لإبراهيم إلا بعد مائة وسبع عشرة سنة " ولوالدي " استدل أصحابنا بهذا على ما ذهبوا إليه من أن أبوي إبراهيم لم يكونا كافرين، لأنه إنما سأل المغفرة لهما يوم القيامة، فلو كانا كافرين لما سأل ذلك. " فلما اعتزلهم " أي فارقهم وهاجرهم إلى الارض المقدسة " وهبنا له إسحق " ولدا " ويعقوب " ولد ولد " وكلا " من هذين " جعلنا نبيا " يقتدي به في الدين " ووهبنا لهم من رحمتنا " أي نعمتنا سوى الاولاد والنبوة من نعم الدين والدنيا " وجعلنا لهم لسان صدق " أي ثناء حسنا في الناس " عليا " مرتفعا سائرا في الناس، فكل أهل الاديان يتولون إبراهيم وذريته ويثنون عليهم ويدعون أنهم على دينهم ; وقيل: معناه: وأعلينا ذكرهم بأن محمدا وامته يذكرونهم بالجميل إلى قيام القيامة بقولهم: كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. " وكلا جعلنا صالحين " للنبوة والرسالة، أو حكمنا بكونهم صالحين " وكانوا لنا عابدين " أي مخلصين في العبادة. " وإذ بوأنا لإبراهيم " أي واذكر يا محمد إذ وطأنا لإبراهيم " مكان البيت " وعرفناه ذلك بما جعلنا له من العلامة، قال السدي: إن الله تعالى لما أمره ببناء البيت لم يدر أين يبني، فبعث الله ريحا خجوجا فكنست له ما حول الكعبة عن الاساس الأول الذي كان البيت عليه قبل أن يرفع أيام الطوفان. وقال الكلبي: بعث الله سبحانه على قدر البيت فيها رأس تتكلم فقامت بحيال الكعبة وقالت: يا إبراهيم ابن على قدري ; وقيل: إن المعنى: جعلنا البيت مثواه ومسكنه " أن لا تشرك بي شيئا " أي أوحينا إليه أن لا تعبد غيري " وطهر بيتي " من الشرك وعبادة الاوثان " والقائمين " أي المقيمين بمكة، أو القائمين في الصلاة " وأذن في الناس " أي أعلمهم بوجوب الحج. واختلف في المخاطب به على قولين: أحدهما: أنه إبراهيم عليه السلام، عن علي عليه السلام وابن عباس، قال: قام في المقام فنادى: يا أيها الناس إن الله دعاكم إلى الحج، فأجابوا: لبيك اللهم لبيك. والثاني: أن المخاطب به نبينا صلى الله عليه واله، وجمهور المفسرين على الاول، قالوا: أسمع الله صوت إبراهيم كل من سبق علمه بأنه يحج إلى يوم القيامة، كما أسمع سليمان مع ارتفاع منزلته وكثرة جنوده حوله صوت النمل مع خفضه وسكونه ; وفي رواية عطا عن ابن عباس قال: لما أمر الله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج صعد أبا قبيس ووضع إصبعيه في اذنيه وقال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، وأول من أجابه أهل اليمن. " وآتيناه أجره في الدنيا " وهو الذكر الحسن والولد الصالح ; أو رضى أهل الاديان به ; أو أنه اري مكانه في الجنة ; وقيل: بقاء ضيافته عند قبره. " المكرمين " عند الله ; وقيل: أكرمهم إبراهيم فرفع مجالسهم وخدمهم بنفسه، و اختلف في عددهم فقيل: كانوا اثني عشر ملكا ; وقيل: كان جبرئيل ومعه سبعة أملاك ; وقيل: كانوا ثلاثة: جبرئيل وميكائيل وملك آخر. " قوم منكرون " أي قال في نفسه: هؤلاء قوم لا نعرفهم " فراغ إلى أهله " أي ذهب إليهم خفيا لئلا يمنعوه من تكلف مأكول " فجاء بعجل سمين " وكان مشويا، قال قتادة: وكان عامة مال إبراهيم البقر " فأوجس منهم خيفة " أي فلما امتنعوا من الاكل أوجس منهم خيفة وظن أنهم يريدون به سوءا " قالوا " أي الملائكة " بغلام عليم " أي إسماعيل ; وقيل: هو إسحاق لأنه من سارة وهذه القصة لها " فأقبلت امرأته في صرة " أي فلما سمعت البشارة سارة أقبلت في صيحة، عن ابن عباس وغيره ; وقيل: في جماعة، عن الصادق عليه السلام ; وقيل: في رنة " فصكت وجهها " أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا ; وقيل: لطمت وجهها " وقالت عجوز عقيم " أي أنا عجوز عاقر فكيف ألد ؟ " قالوا كذلك قال ربك " أي كما قلنا لك قال ربك إنك ستلدين غلاما فلا تشكي " فما خطبكم " أي فما شأنكم ؟ ولاي أمر جئتم ؟ وكأنه قال: جئتم لأمر عظيم فما هو ؟.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [84]
تاريخ النشر : 2024-08-13


Untitled Document
دعاء يوم الجمعة
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ الأول قَبْلَ الاِنْشاءِ وَالاِحْياءِ وَالآخرِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْياءِ، العَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعاهُ وَلا يَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ. اللّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَاُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَنْشَأتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدّى ماحَمَّلْتَهُ إِلى العِبادِ وَجاهَدَ فِي الله عَزَّ وَجلَّ حَقَّ الجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ العِقابِ. اللّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلاتُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آل مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الجُمُعاتِ وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنْ الطّاعاتِ وَقَسَمْتَ لاهْلِها مِنَ العَطاءِ فِي يَوْمِ الجَزاءِ. إِنَّكَ أَنْت‌َ العَزِيزُ الحَكِيمُ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الحجة (عجل الله فرجه) يوم الجمعة
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَلِيُّ النّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْاَمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَاَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ. وَأَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَنى مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ وَالتّابِعينَ وَالنّاصِرينَ لَكَ عَلى اَعْدائِكَ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْكَ في جُمْلَةِ اَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ وَاَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ وَاَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ اَوْلادِ الْكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْاِجارَةِ فَاَضِفْني وَاَجِرْني صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ.